ارشيف من : 2005-2008

خارطة الجماعات المسلحة في العراق والمتغيرات الجديدة

خارطة الجماعات المسلحة في العراق والمتغيرات الجديدة

بغداد ـ "الانتقاد"‏

لا توجد صورة واضحة بالكامل عن عدد وطبيعة التنظيمات المسلحة في العراق، ولا خلفيات وظروف تأسيسها، وحدود امكانياتها وقدراتها المالية والتنظيمية والتسليحية، وهويات قياداتها، والعمليات التي نفذتها وضد من.‏

ما هو واضح وتشترك فيه كل تلك التنظيمات هو خطابها السياسي المناهض للاحتلال والعملية السياسية الجارية في العراق والداعي إلى مواجهته بالقوة العسكرية المسلحة، وهذه القضية تعتبر مثار جدل ونقاش واسع باعتبار أن جزءاً كبيراً من عمليات جماعات المقاومة المسلحة تستهدف المدنيين الأبرياء، ويندر أن يسقط جراءها جنود أميركيون أو من جنسيات أجنبية أخرى.‏

أسباب‏

عدة أسباب تقف وراء الضبابية والغموض الذي يلف حقيقة وواقع تلك التنظيمات ومن تلك الأسباب:‏

أولا: أنها حديثة العهد ولا يتجاوز عمر معظمها عامين أو ثلاثة اعوام في اقصى تقدير، أي انها ظهرت الى الوجود بعد الاطاحة بنظام صدام وخضوع العراق للاحتلال الاميركي.‏

ثانيا: معظمها يتبنى أسلوب العمل السري تحت الأرض، ولا يأخذ بالهيكلية الهرمية التقليدية في بنائه التنظيمي.‏

ثالثا: القسم الاكبر منها يحرص على تجنب الكشف عن ارتباطاته الخارجية ومصادر تمويله ودعمه، للحؤول دون تعريض حلفائه ومسانديه لمواقف محرجة.‏

ويبدو ان الاطاحة بأبي مصعب الزرقاوي زعيم تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين ستفتح الباب لاستحقاقات جديدة قد يكون من بينها اعادة هيكلة بعض الجماعات والتنظيمات، ولا سيما ما يعرف بمجلس شورى المجاهدين الذي ينطوي تحت لوائه اكثر من عنوان.‏

ارقام ومسميات‏

وتذهب بعض المصادر الى ان عدد فصائل ما يسمى بالمقاومة المسلحة في العراق لا يقل عن اثني عشر فصيلا، بينما تقول مصادر اخرى ان عددها يربو على اربعين مجموعة، ومن ابرزها تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين الذي كان يتزعمه الاردني ابو مصعب الزرقاوي، فيما نقلت آخر التقارير التي تناولت الموضوع عن مصادر في مجلس شورى المجاهدين ان مهمة قيادته اوكلت الى أبي حمزة المهاجر، وهذا الأخير كان احد ابرز مساعدي ابو مصعب ومثله فهو ليس عراقيا، وربما كان اردنيا او سوريا، لكن الى جانب المهاجر تداولت وسائل الاعلام اسماء اخرى ابرزها ابو عبد الرحمن العراقي ومحمد العقيدي.‏

وهناك تنظيم "انصار الاسلام" وهو عبارة عن جماعة كردية يقال انها ترتبط بتنظيم القاعدة، ويتزعمها الملا كريكار (نجم الدين فرج احمد).‏

اما جماعة جيش أنصار السنة فقد تشكلت في خريف عام 2003 من بعض أعضاء أنصار الإسلام وعناصر متطرفة أخرى. ونقلت صحيفة القدس العربي اللندنية في عددها الصادر في 4 تشرين الثاني 2004 عن بيان للجماعة تصف نفسها فيه بأنها "جماعة من المجاهدين، أناس ذوو معرفة، ودهاء سياسي، ومراس عسكري، كما أنهم، أناس ذوو خبرة وتاريخ طويلين في إدارة الصراع الفكري الإسلامي مع الكفار، تجمع عددا من الجماعات والعُصب الجهادية المتنوعة".‏

وتنضوي تحت مظلة مجموعة انصار السنة مجاميع الشهيد عزيز طه، وكتيبة التوحيد، ومجموعة سعد بن أبي وقاص، وكتيبة أسد الإسلام، وكتائب الحنيفة النعمان، ومجموعة عبد الله بن الزبير، ووحدة معاذ بن جبل، وفوج ياسين البحر.‏

اما حركة "المتطوعون العرب" في العراق فيقودها شخص اسمه ابو معتصم، ويصف هذا الشخص المتطوعين في حركته بأنهم "مسلمون من جنسيات عربية متعددة يوحدهم هدف محاربة قوات الاحتلال الأميركية".‏

وهناك كتائب صلاح الدين، وكتائب المجاهدين، وجماعة التوحيد والجهاد، وحركة جند الشام، ومفارز الانتقام، وكتائب ثورة العشرين، والجيش الاسلامي لتحرير العراق، وكتائب جيش محمد، وفيلق عمر، والجيش الوطني لتحرير العراق، وقوات الله أكبر، وقوات محمد رسول الله، وقوات أسد الله، وكتائب المقاومة الإسلامية العراقية، وكتائب جماعة المجاهدين السلفية، وكتائب عشائر الشعب العراقي، والجيش الإسلامي العراقي، وجيش الفئة الغالبة، وكتائب تنظيم القرية، ورجال الجيش العراقي الأحرار، وجيش عبد القادر الكيلاني، وجيش الرايات السود، وجيش الأبابيل، وكتائب الشهيد أحمد ياسين.‏

خيــاران‏

وبعض تلك الجماعات قد تكون ملزمة بإعادة النظر في حساباتها وخططها الاستراتيجية اثر مقتل الزرقاوي لانها ربما كانت مرتبطة بشكل او بآخر بتنظيمه، في حين ان البعض الاخر لا يفرض عليه مقتل الزرقاوي أي استحقاقات، بيد انه في نفس الوقت يعتقد ان مقتله على ايدي القوات الاميركية والعراقية اثر وسيؤثر معنويا على عمله، ناهيك عن كونه لا بد ان يفضي الى اضعاف وتفكيك كل بنى الجماعات المسلحة إن بصورة مباشرة او غير مباشرة.‏

وبالنسبة لكلا الاتجاهين او المنحيين فإن تغييرا لا بد ان يطرأ على خارطة هذه الجماعات بعد طي صفحة الزرقاوي، فقد تبرز تكتلات وتحالفات ومسميات جديدة، وقد تذوب وتختفي بعض العناوين القائمة. وما يمكن ان يساهم في احداث مثل تلك المتغيرات فضلا عن مقتل الزرقاوي، مشروع المصالحة الوطنية الذي اطلقه رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، وهو على ما يبدو جاد في التعاطي معه لانه يرى فيه الخيار الانجع للقضاء على الارهاب والعنف في العراق.‏

الانتقاد/ مقالات ـ الاعدد 1166 ـ 16 حزيران/يونيو 2006‏

2006-10-28