ارشيف من : 2005-2008

في الذكرى الأولى لانتخابه:عام أحمدي نجاد!

في الذكرى الأولى لانتخابه:عام أحمدي نجاد!

محمد محسن ـ طهران‏

"عندما كان يقوم بحملته الانتخابية قلت لأفراد عائلتي: حتى لو لم ينجح في الانتخابات، فإنه قدم خدمة كبرى للثورة عندما طرح شعار محورية العدالة"، هكذا وصف الإمام الخامنئي العام الماضي انتخاب الدكتور احمدي نجاد لرئاسة الحكومة التاسعة للجمهورية الإسلامية. عام مضى على الانتخابات المثيرة التي جرت: الأولى في (24 حزيران 2005) وشارك فيها 58 مليون ناخب، وكانت نتيجتها فوز الأستاذ الجامعي ورئيس بلدية طهران الأربعيني الذي لم يرشحه أي حزب أو تيار، ولم يدعمه اليمين واليسار، وقاد حملة انتخابية متواضعة ذات امكانيات اعلامية خجولة، ولكن ببرنامج وشعارات ثورية وشعبية وأصولية جعلت الذين عايشوا بدايات الثورة والجمهورية الفتية يستحضرون بشكل عفوي شخصية سحرت الجماهير حينها ببساطة وشفافية فكان شعار "صلوا على محمد بوي رجائي آمد" أي أن عطر الشهيد رجائي عاد مع احمدي نجاد (رئيس الجمهورية بعد فرار بني صدر، والذي اغتيل مع رئيس وزرائه الشهيد باهنر بعد اسابيع من انتخابه بأكثرية مطلقة).‏

يستيقظ دكتور العمران وتخطيط المدن يوميا عند أذان الصبح، يصلي ثم يبدأ اتصالاته بالوزراء والمسؤولين متابعا القضايا السياسية والإجرائية، وخاصة المسائل المعيشية التي تميز حركته في الداخل, لا عطلة ولا استراحة "فلا معنى للتعب إن كان العمل لخدمة الناس" كما قال في الذكرى الأولى "للملحمة الكبرى" كما يسميها انصاره والمعجبون به والناس العاديون الذين اعطوه اصواتهم واحلامهم، ولم يتراجعوا عن نصرته وهو الذي تعرض لامواج من الشائعات والنكات والاجواء القاسية ضده بحيث لم تشهد حكومة من الانتقادات ما شهدت حكومته الفتية بوزرائها الشباب الذين اقسموا من اليوم الاول على خدمة المحرومين ومحاربة الفساد وعدم استغلال المناصب للاغراض الشخصية.‏

خلال سنة واحدة قام احمدي نجاد واعضاء حكومته بخمس عشرة جولة في المحافظات التي كانت تزحف بجماهيرها لاستقباله بالورود والصلوات والمطالبات المعيشية والانمائية، فيستقبلهم بابتسامته الخجولة الشهيرة، وعدة ايام من التواصل عن قرب مع اهل القرى والمدن والمسؤولين المحليين والنخب والشباب والعلماء والأطفال. ويعقد جلسة لمجلس الوزراء هناك ليقر الخطط والمشاريع او يكمل ما كان متوقفا او بطيئا منها دون ان ينسى متابعة رسائل المواطنين التي تصل الى المئة والخمسين الف في بعض المحافظات. الاولوية للمحافظات المحرومة، وعندما يسأل عن هذه الجولات ومصاريفها وجدواها يقول مازحا "نحن نوفر الكثير في الصباح نأكل الجبن والخبز وأكثر أيامنا في الجولات ننسى الغداء في غمرة اللقاءات" ثم يعود للجد فيقول: "انا لست رئيسا لطهران بل لكل ايران، وعندما ننزل على الارض نكتشف المشاكل اكثر، ونقوم بما يلزم الناس، ونتواصل معهم، وهذا هو الاساس".‏

يعطي مهلة شهرين لجميع محافظي ومسؤولي المحافظات والادارات التابعة لها بنقل سكنهم وإداراتهم الى محافظاتهم، ومتابعة اعمالهم هناك "وإلا ما معنى مثلا ان يسكن مسؤول عن زراعة السكر او السمك في طهران؟ لا نحتاج لمسؤولين يذهبون الى مناطق عملهم الحقيقي ايام العطل والأعياد".‏

لم يقبل بتغيير بيته المتواضع والسكن في القصر الرئاسي الا بعد تدخل القائد مباشرة، ولأسباب أمنية، فيسكن في منزل عادي قرب "بيت رهبري" اي سكن الامام الخامنئي في منطقة متوسطة في شارع فلسطين.‏

هذا غيض من فيضه في الداخل، اما في الخارج فالمواقف النووية القوية ومناهضة الصهيونية والتشكيك في حجم الهولوكوست و"الأساطير المؤسسة" كما يسميها المفكر روجيه غارودي، والرسالة الحدث الى عدوه اللدود ورئيس الشيطان الاكبر، وكذلك الحضور الثوري والشعبي في المجامع الدولية من عدم الانحياز الى الإسلامية إلى أميركا اللاتينية (والى القمة الإفريقية والعراق قريبا) جعلت العام عام احمدي نجاد بامتياز شديد.‏

الانتقاد/ مقالات ـ العدد 1168 ـ 30 حزيران/يونيو2006‏

2006-10-28