ارشيف من : 2005-2008

وهم تبدد.. بل أوهام

وهم تبدد.. بل أوهام

سمعت خبر العملية البطولية التي نفذها المقاومون الفلسطينيون على حدود غزة، والتي سموها بعملية تبدد الوهم.. وسمعت أيضا أن العملية أسفرت عن أسر أحد جنود العدو واقتياده حيا إلى مكان لا يعلمه إلا الله والذين ناضلوا.. انتظرت بفارغ الصبر مسيرات عارمة تعم جميع العواصم العربية فرحا وتأييدا لبطولات أولئك المقاومين، فإذ بي أرى المسيرات السعيدة بفوز هذه الدولة أو تلك في المونديال.. فتبدد وهمي هذا.‏

هددت "إسرائيل" وأرهبت وتوعدت.. تدخل بعض أشقائنا العرب.. قلت حسنا، لا بد من أن تدخلهم سيردع العدو، فإذا بمساعيهم الحثيثة تُبذل للإفراج عن "الجندي المسكين"! حاولت التذكر كم مرة تدخلوا للإفراج عن أسرانا لدى العدو، فلم تسعفني ذاكرتي، وتبدد هذا الوهم أيضا.‏

تداعت أجهزة السلطة الفلسطينية مكثفة اجتماعاتها، فتفاءلت خيرا بالخروج بسلّة مطالب وشروط واحدة وجامعة يجب أن تذعن لها سلطات الاحتلال قبل الإفراج عن الجندي، فإذا بعض هذه السلطة يسخّر ما تحت يديه من أجهزة للمساعدة في البحث عن الأسير المفقود! وهم آخر تبدد..‏

قصف العدو جسور غزة، أغرقها في بحر من الظلام، نظرت نحو جامعة الدول العربية منتظرا دعوة من يلزم لوقف الإرهاب الصهيوني، ارتدّ بصري صمتا مطبقا مبددا وهما آخر..‏

توهمت أن المقاومين في طريقهم إلى الاستسلام وتسليم ما بحوزتهم، جاء النبأ من رام الله: مجاهدو المقاومة يأسرون جنديا آخر.. فتبدد وهمي هذا.‏

وكم سُررت لتبدده..‏

محمد يونس‏

الانتقاد/ بأختصار ـ العدد 1168 ـ 30 حزيران/يونيو 2006‏

2006-10-28