ارشيف من : 2005-2008
نار الارهاب تكوي الأردن:أكثر من 57 قتيلا في تفجير ثلاثي في قلب العاصمة عمّان

الانتقاد/ تقرير ـ العدد 1135 ـ 11/11/2005
دخل الأردن الأربعاء الماضي (9/11/2005) وبقوة دوامة العنف التي تعصف بالعراق، والتي كانت طالت شظاياها السعودية قبلاً بتفجير ثلاثي استهدف ثلاثة فنادق هي "راديسون ساس" و"جراند حياة" و"دايز إن" في العاصمة عمّان، ما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 57 شخصا وجرح أكثر من 115 آخرين حسب إحصائية أولية صدرت من نائب رئيس الحكومة الأردنية مروان المعشر.
وحسب بيان للحكومة فإن التحقيقات الأولية تشير إلى أن الانفجارات التي نفذت بعبوات ناسفة وتفجيرات انتحارية وقعت في وقت واحد تقريبا في هذه الفنادق الثلاثة التي تبعد عن بعضها البعض مسافات تتراوح بين الكيلومتر والكيلومتر ونصف، وفي حين ذكر الأردن أن معظم الضحايا هم من الأردنيين ذكرت مصادر دبلوماسية فلسطينية أن اللواء بشير نافع قائد المخابرات الفلسطينية في الضفة الغربية قد قتل في الانفجار الذي استهدف فندق "جراند حياة"، وذكرت الصين أن ثلاثة من مواطنيها قتلوا وجرح رابع.
هذه التفجيرات التي اعلن تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين بزعامة الأردني أبو مصعب الزرقاوي مسؤوليته عن تنفيذها أوقعت صدمة في صفوف الشعب الأردني بعد أن طالتهم مخالب الزرقاوي، التي كانت تجزر بأبناء الشعب العراقي، وإذا به يمد عنفه وإرهابه إلى الأردن الذي كان تلقى تحذيرات من مسؤولين عراقيين بنيّة الزرقاوي توسيع رقعة عملياته إلى الدول العربية المجاورة ومن بينها الأردن.
ملك الأردن عبد الله الثاني ندد بالتفجيرات ملقياً باللوم على "فئات ضالة ومضللة"، وقال إنهم "استهدفوا بأعمالهم الجبانة المدنيين الأبرياء الآمنين"، كما ندد بالهجمات مجلس الأمن الدولي الذي انعقد استثنائياً الخميس (10/11/2005) ومعظم دول العالم، في حين ألغى الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان خططاً لزيارة عمان أمس الخميس.
العملية وصفت بأنها ضربة شديدة للأمن الأردني الذي لم يفق بعد من تباهيه بتفكيك خلية وصفها بالارهابية كانت تعد لمهاجمة مصالح أميركية في الأردن، إذ تمكن منفذوها من اختراق كل الاجراءات المشددة، بل وحسب بعض المصادر فإن المخططين والمنفذين ضللوا أجهزة الأمن الأردنية وقاموا بإشعال النار بصهريج للمحروقات في مدخل العاصمة قبل وقت قصير من وقوع الهجمات بهدف إلهاء أجهزة الشرطة، وهو ما يبدو أنهم نجحوا فيه.