ارشيف من : 2005-2008
محامي السجين السوري لؤي السقا لـ"الانتقاد":أربعة أشخاص دخلوا السجن التركي وحاولوا دفع موكلي للادلاء بشهادة زور

دمشق ـ خورشيد دللي
كشف المحامي التركي عثمان قره هان في حوار لـ "الانتقاد" عن تفاصيل دخول أربعة أشخاص غير معروفين (حتى الآن) إلى سجن كاندرا في إسطنبول ومحاولتهم اغراء السجين السوري لؤي السقا المتهم بالانتماء إلى تنظيم القاعدة من أجل الإدلاء بشهادة كاذبة في قضية التحقيق باغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري.
ـ سيد عثمان ما هي قصة دخول أربعة أشخاص إلى عند موكلك لؤي السقا في السجن؟
ان موكلي لؤي السقا هو موجود الآن في سجن كاندرا في استنبول، وهذا السجن معمول وفقاً للمقاييس الأوروبية, وموكلي كان قد اعتقل في شهر آب 2005 على خلفية اتهامه في تفجير، وإلى الآن لم تنته محاكمته مع انه بريء, وقصة موكلي تتلخص بأن أربعة أشخاص دخلوا إليه في السجن الذي يتمتع بحماية أمنية جيدة, وقد قال لي موكلي بأن اثنين من هؤلاء الأشخاص كانوا يتحدثون التركية، أما الاثنان الآخران فلم يتحدثا أبداً، وانما كانا يتهامسان, كان أحدهما يحمل بيده كاميرا والثاني "كمبيوتر" محمولاً, الشخصان اللذان كانا يتحدثان إلى موكلي قالا له يجب ان تدلي بشهادة أمام رئيس لجنة التحقيق الدولية القاضي ديتليف مليس تتعلق باغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري، وسننقذ حياتك مقابل ذلك.
ـ هل حاولت معرفة من هم هؤلاء الأشخاص؟
كما قلت شخصان يتحدثان التركية وهما من المخابرات التركية، والآخران لم يكونا يتكلمان، وعندما سألهما موكلي لماذا لا يتكلمان أجابوا بأنهم أتراك، ولكن هم خارج تركيا منذ زمن, أحد الأشخاص كان طويل الشعر ويحمل "كمبيوتر" محمولاً، وكانوا يتهامسون بصوت منخفض جدا, وسأقدم لكم في المرحلة المقبلة المزيد من المعلومات حول هذا الموضوع.
ـ ماذا طلبوا من موكلك؟
كما قلت طلبوا من موكلي الإدلاء بشهادة ضد أحد كبار الشخصيات السورية، وهو اللواء آصف شوكت رئيس المخابرات السورية, وقالوا له انك ستدلي بشهادة أمام مليس وسننقذ حياتك مقابل هذه الشهادة على أن تقول في شهادتك بأن آصف شوكت قد اجتمع معي في أحد الفنادق بألمانيا، وانه طلب مني إحضار انتحاري عراقي ليقوم بهذه المهمة, وأنك التقيت قبل فترة وجيزة بآصف في دمشق والناس سيصدقونك, وأننا لا نعرف شخصا آخر أفضل منك في هذا الموضوع, وأنت الوحيد الذي يمكن أن تدلي بمثل هذه الشهادة, وفي مقابل هذه الشهادة أولا: بعد فترة قصيرة سيأتي مليس إلى هنا، وسيلتقي معك، وقد رتبنا جميع الأمور من أجل نقلك من السجن، وهناك طائرة في استنبول ستقوم بنقلك إلى مكان حيث تعيش حياة مرفهة. كما قالوا له أيضا انه ومن باب حسن النية سندفع لك عشرة ملايين دولار، ويمكن أن نضع هذا المبلغ فوراً في حساب لك بأي بلد تريد، أو حتى نسلمه إلى شخص تحدده أنت، وحتى إذا ظهرت مشكلة في شهادتك فإننا لن نطالبك بهذا المبلغ. الا أن موكلي رفض هذا الطلب وقال انه يتنافى مع مبادئه.
ـ كيف يمكن لهؤلاء الأشخاص دخول السجن، وهل يتوافق ذلك مع القانون التركي؟
انني سألت نفس السؤال وهذا غير ممكن حسب القانون التركي، الا أن التحقيق الدولي يسمح باستجواب المسجونين دون الرجوع إلى المحامي.
ـ هل يمكن معرفة هؤلاء الأشخاص بأي طريقة؟
في حال حصولنا على ضمانات دولية فإننا سنتمكن من كشف هؤلاء الأشخاص، وإلا فإنهم قد يلجأون إلى طمس الحقيقة, وإذا حصلنا على ضمانات من تركيا أو خارج تركيا سنعرف أكثر هؤلاء، خاصة وقد كان هناك شهود في السجن في تلك اللحظة عندما قالوا لموكلي إذا وافقت على العرض فإن مليس سيأتي إلى هنا خلال 48 ساعة.
ـ هل أنت واثق مئة في المئة من أن لهؤلاء الأشخاص علاقة بمليس؟
ان هؤلاء الأشخاص قالوا بالحرف إن مليس سيأتي إلى هنا وسندفع لك مبلغ عشرة ملايين دولار مع شيك مفتوح طوال حياتك.
ـ ولماذا رفض السقا هذا العرض المغري؟
لان هذا الأسلوب يتعارض مع مبادئه ودينه، وهو وضع أساساً في السجن وهو بريء, ولماذا يدلي متهم بشهادة قد تسبب بحرب ضد بلد؟
ـ قلت إنك لديك معلومات ستدلي بها لاحقاً، هل تخشى على حياتك وحياة موكلك؟
إننا مستعدون لفضح هذا العرض الحقير الذي قام به هؤلاء الأجانب، وسنعمل من أجل عدم طمس الحقيقة، وان لا يغير هؤلاء مجرى الأمور, انني أطلب ضمانات، خاصة وأنا مستعد لتحمل ما يترتب على عاتقي من أجل إظهار الحقيقة.
ـ ما هي الرسالة التي تود قولها؟
إنني أقول لجميع العالم إذا كان هدفهم كشف الحقيقة وتحقيق العدالة ان لا يبحثوا عن القرائن الزائفة، وان لا يلجأوا إلى استغلال الناس الذين هم في وضع حرج مثل موكلي، وان لا يوجهوا الاتهامات للناس دون دلائل، وان لا يركبوا أدلة ضد أشخاص.
يذكر أن السقا تم اعتقاله في السادس من آب 2005 بتهمة الانتماء إلى تنظيم القاعدة، وهو متهم بالتخطيط والتحضير لهجوم على سفن إسرائيلية قبالة السواحل التركية, وقالت السلطات التركية انها صادرت نحو 800 كلغ من المتفجرات من منزله أثناء اعتقاله، ويقول محاميه عثمان ان موكله بريء.
الانتقاد/ مقابلات ـ العدد 1136 ـ 18 تشرين الثاني/ نوفمبر 2005