ارشيف من : 2005-2008
بوش وكتاب غينيس

يبدو أن الرئيس الأميركي جورج بوش يتجه نحو مركز عالمي جديد لم يسبقه اليه أحد من قبله، ألا وهو الرجل الأكثر شعبية في العالم، ولكن رفضاً لا تأييداً، فضلاً عن مركز الرئيس الأميركي الأكثر فشلاً في تاريخ بلاده.
فبوش الإبن الذي تتصاعد التحركات الشعبية الرافضة له في بلاده لم يمر في بلد خلال جولته العالمية الحالية إلا وكان محركاً لتظاهرات حاشدة منددة به وبسياساته التي ما انفكت تنتقل من فشل إلى آخر، حتى وصل الأمر ببعض محازبيه من التشريعيين الجمهوريين إلى النأي بأنفسهم عنه والحفاظ على مسافة محددة من بوش، وبالأخص من سياساته المثيرة للجدل كالعراق وتعذيب معتقلي "الحرب على الإرهاب".
وبرغم ذلك لا يبدو أن الرئيس الأميركي قد وصل إلى مبتغاه، بل ربما يطمح في أن يسجل اسمه في كتاب غينيس للأرقام في فئة الأكثر قدرة على جمع أكبر عدد ممكن من الخليقة إجماعاً على رفضه، فهو يواصل خلال ترحاله من دولة إلى أخرى تقديم المواعظ والارشادات حول كيفية تطبيق الديمقراطية والحفاظ على حقوق الانسان وضرورة الالتزام بالشفافية والأخلاق الحميدة البعيدة عن الكذب والخداع في ممارسة الحكام، الآخرين طبعاً، لحكمهم، لا بل يصر على تجنيد مجلس الأمن لردع أي دولة أو نظام يفكر في انتهاك "أجندة" الأخلاق خاصته، وكأن الناس لا تقرأ الصحف ولا تشاهد التلفاز ولا تقضي جل وقتها أمام شاشات الانترنت في تتبع أخباره وأخبار بيته "الأبيض" الفضائحية.
الواضح أن بوش ما زال يعيش في أوهامه العاجية، ولم تخرجه منها خسارة حزبه انتخابات حكام الولايات الأخيرة، أو تناقص عدد مؤيديه داخل حزبه، وربما لن يخرج منها إلا حين يحقق الخراب "والفوضى" في كل أنحاء المعمورة فيحقق بذلك حلمه "الاجماع العالمي التام على رفضه" فيدخل كتاب غينيس من بابه الواسع.
محمد يونس
الانتقاد/ بإختصار ـ العدد 1136 ـ 18 تشرين الثاني/ نوفمبر 2005