ارشيف من : 2005-2008

انتصار عربي

انتصار عربي

الانتقاد/ باختصار ـ العدد 1133 ـ 28/10/2005‏

لم يسعفه جواز سفره الدبلوماسي ولا جنسيته الفرنسية ولا حتى منصبه الحكومي من جرجرته لدى أجهزة الأمن الأميركية في مطار أتلانتا، ومعاملته كإرهابي يحاول دخول البلاد وقص رقاب بعض العباد.‏

فملامحه العربية تغلبت.. لأول مرة يتغلب ما يمت للعرب بصلة على ما يمت للغرب بصلات، لدى الوزير الفرنسي عزوز بيغاغ على كل الصفات والعلامات الفرنسية عند ترجله في مطار أتلانتا في الولايات المتحدة الأميركية، اذ أخضعه رجال الأمن هناك لتحقيقات مكثفة مع سوء معاملة.. لا بل إن العلامات الفرنسية التي يحملها زادت من الطين بلّة، قبل أن تعود الأمور الى نصابها ويعتق هذا الوزير المسكين.‏

"هناك عدم تطابق بين شكلي ومنصبي".. عبارة وصف فيها الوزير الجزائري الأصل وجهة نظر المحقق الذي تولى استجوابه.. كما أن حيازته جوازاً عليه تأشيرة من نوع "أ واحد"، وهي التأشيرات التي تمنح للدبلوماسيين والوزراء زادت من ريبة الشرطة وجعلتها تعتبر أن في الأمر خدعة، فكيف لعربي مثله أن يكون وزيراً أو دبلوماسياً في فرنسا؟‏

ولسخرية القدر أن هذا الوزير المكلف بالعمل على تعميم المساواة في الفرص بين الفرنسيين بمعزل عن أعراقهم، كان في طريقه إلى فلوريدا لإلقاء محاضرة تحت عنوان "السياسات الفرنسية الجيدة لمكافحة العنصرية"، فإذا به يجد نفسه ضحية تمييز عنصري في دولة تدعي أنها في مقدمة من يجاهرون بحقوق الإنسان والمساواة بين الأعراق والأجناس.‏

نعم.. فقط لأنه يحمل ملامح عربية، يصبح محل ملاحقة واستجوابات وعرضة لإهانات كثيرة، وفي بعض المناطق عرضة للقتل بموجب قوانين يسعى الأميركيون الى سنّها في مدنهم.‏

فشكراً للحضارة الأميركية التي تركت لنا شيئاً نتمكن عبره من الانتصار على حضارات الغرب وقيمه.‏

محمد يونس‏

2006-10-28