ارشيف من : 2005-2008
الاستفتاء: ترحيب واسع.. وادعاءات بالتزوير

الانتقاد/ مقالات ـ العدد1132 ـ 21 تشرين الاول/ اكتوبر2005
بغداد ـ الانتقاد
تصاعدت آمال ملايين العراقيين الذين خرجوا يوم الاستفتاء ليصوّتوا لمصلحة مسودة الدستور العراقي الدائم، بعد أن تجاوزت المسودة حاجز ثلثي ثلاث محافظات، سيما بعد أن بلغ عدد المصوتين بـ(نعم) 45% في محافظة الموصل، حيث ينص قانون إدارة الدولة المؤقت على رفض الدستور إذا صوت ضده ثلثا المصوتين في ثلاث محافظات. وحتى الآن تشير نسب التصويت في عموم المحافظات العراقية الى ارتفاع نسبة المصوتين بـ(نعم)، عدا محافظتي الأنبار وصلاح الدين اللتين رفضتا الدستور. غير أن ثلثي تينك المحافظتين لا يكفيان لإفشال الدستور وحل الجمعية الوطنية. ورنت الأنظار نحو الموصل لمعرفة مصير الدستور بعد رفضه في الأنبار (الرمادي)، وصلاح الدين (تكريت).
في غضون ذلك عبّرت مختلف الأوساط والمحافل والشخصيات السياسية عن تفاؤلها بفوز الدستور العراقي الجديد، لكونه يلبي طموحات وتطلعات الشعب.
الحكيم
وفي هذا السياق أشار رئيس المجلس الأعلى للثورة الاسلامية في العراق وزعيم كتلة الائتلاف العراقي الموحد في الجمعية الوطنية العراقية (البرلمان) السيد عبد العزيز الحكيم بلغة متفائلة، الى أن الشعب العراقي هزم الإرهابيين مرة أخرى في الاستفتاء على الدستور، وسيهزمهم في كل منازلة يخوضها مع أعدائه من التكفيريين والظلاميين. وأكد الحكيم أن النتائج المستحصلة من العملية الاستفتائية ستكون من دون شك لمصلحة الشعب العراقي الذي ضحى وناضل من أجل نيل حقوقه المشروعة وليعيش حياة حرة كريمة. مشدداً على أن القوى الإرهابية لا يمكن لها أن تعيد المعادلة الظالمة التي كانت سائدة طوال عقود من الزمن وكرسها النظام البائد بشكل إجرامي طائفي، ويحاول اليوم أتباعه وأزلامه من البعثيين والتكفيريين إعادتها لحكم الشعب والتسلط عليه.
فيما قال رئيس مجلس محافظة بغداد مازن مكية: "أنا متفائل بفوز الدستور العراقي، لأنه يلبّي طموحات الشعب العراقي المظلوم ويركز على حقوق الأقليات، وهذا هو الشيء المهم، فالدستور ينظر إلى الجميع نظرة واحدة، لذا فإنه حظي بتأييد غالبية الشعب العراقي الذي خرج في الخامس عشر من هذا الشهر متحدياً كل قوى الإرهاب ليقول كلمته ويوقد شعلة الحرية والديمقراطية بوجه الظلام".
حمودي
في حين أكد الدكتور همام حمودي رئيس لجنة كتابة الدستور، أنه ليس لدى أعضاء اللجنة شك في نجاح الدستور وحصوله على قبول الشعب العراقي. وأشار حمودي الى أن الدستور كُتب لأجل مستقبل العراقيين، وقد لبى رغبات الجميع بحيث يجد فيه كل عراقي نفسه. وما أثير بشأن بعض الفقرات، لا سيما من الإخوة العرب السنة، فقد اتفقنا على تسويتها في مجلس النواب الذي سيتشكل على ضوء الانتخابات المقبلة منتصف شهر كانون الأول/ ديسمبر المقبل، ومن ثم قدمنا دستوراً الى شعبنا لا يوجد عليه اعتراض جوهري مع احترام كل التحفظات. لذلك لا يخامرني أدنى شك بنجاح الدستور العراقي.
الى ذلك أكد عضو الجمعية الوطنية وعضو المكتب السياسي لحركة تجمع عراق المستقبل منتصر الامارة، ان عملية الاستفتاء العام على مسودة الدستور كانت في الإطار العام ناجحة بكل المعايير ومثّلت نقطة تحول تاريخية مهمة في العملية السياسية الجارية في العراق، برغم الأثر السلبي لبعض القوى والشخصيات السياسية على عقول الناس، واتكال عدد كبير من المواطنين على تقييم غيرهم ـ من السياسيين ـ لمسودة الدستور.
ويشير الامارة الى انه كان يفترض بمؤسسات المجتمع المدني في المحافظات الرافضة أن تضطلع بدور اكبر، وعلى وجه العموم كانت عملية الاستفتاء تجربة ديمقراطية ضريبتها القلق والتوجس عند كل العراقيين، ولكن الحمد لله أن الدم لم يكن هو الضريبة كما تمنى وأراد أعداء العراق.
أما الباحث والمستشار القانوني في الحزب الاشتراكي الكردستاني الدكتور رزكار كريم صمد، فقد اعتبر ان عملية الاستفتاء التي شهدت أخطاءً فنية غير قليلة وقعت فيها المفوضية العليا المستقلة للانتخابات وتجاوزات، فإنها في كل الأحوال كانت خطوة على قدر كبير من الأهمية، ولا بد منها لدفع الأمور الى الأمام في بلد أنهكته الحروب والصراعات الدموية.
المطلك
في مقابل ذلك اعتبر صالح المطلك الناطق الرسمي لمجلس الحوار الوطني ـ أحد التيارات الرافضة لمسودة الدستور ـ وعضو لجنة كتابة الدستور، ان الذين قاموا وما زالوا بعمليات التزوير هم الأحزاب المشاركة في الحكومة التي نشرت قواتها الأمنية بأعداد أكبر من أعداد الحرس والشرطة المكلفين بحراسة مراكز الاستفتاء، وأن وجودهم المكثف أدى الى حال شعور بالهلع منع الكثير من الراغبين بالتصويت من الخروج من منازلهم.
أما رئيس الاتحاد العام لشباب العراق كاظم فليح الربيعي، فقد قال "إن الشعب العراقي قد خرج بكل إصرار وتحدٍ وثقة إلى مراكز الاقتراع ليرسم مستقبل العراق بأصابعه، وليساهم في بنائه وتحديد مصيره. وأقولها بصراحة وبكل ثقة، إن الدستور العراقي الجديد سينجح برغم نعيق أعداء الشعب العراقي، وقد لاحظ العالم كيف خرجت الجموع وهي تهتف بملء إرادتها "نعم.. نعم للدستور.. نعم.. نعم للحرية والأمن والاستقرار".