ارشيف من : 2005-2008

طبيب عليل

طبيب عليل

الانتقاد/ باختصار ـ العدد 1132 ـ 21 تشرين الاول / اكتوبر 2005‏

مليارات الدولارات من دافعي الضرائب هدرتها إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش على "عملية إعادة إعمار العراق"، وهي عملية وصفها تقرير للكونغرس الأميركي بأنها بطيئة وفاشلة. التقرير الذي يعتقد أن قليلين يدركون فعلا مدى فشل جهود واشنطن لاعادة الاعمار، يوضح أنه بعد إنفاق أكثر من ملياري دولار فإن "الأوضاع أسوأ مما كانت عليه قبل مجيئنا"، والقصد قبل احتلال العراق.‏

هذا خبر تصدّر سلسلة أخبار أضيفت إلى قائمة السياسات الفاشلة التي باتت تطبع الصورة العامة لدى الأميركيين عن أداء رئيسهم وحكومته، والتي ترجمت هبوطاً في شعبية بوش خصوصاً، والجمهوريين عموماً، وسط توقعات متزايدة في انتقال الكونغرس إلى أيدي الديمقراطيين في الانتخابات المقبلة خريف العام المقبل.‏

خبر آخر لا يقل أهمية هو تجدد انتقاد بوش في طريقة تسميته للموظفين في إدارته، حيث يؤكد أكثر من مراقب أن بوش يقوم بتسمية أشخاص مقربين منه غير كفوئين إلى مراكز حساسة، منهم مثلا من أثبت فشله مرتين في منصب حاكم ولاية كإلين سوربري التي رشحها بوش مؤخرا إلى منصب مساعد وزير الخارجية لشؤون اللاجئين والهجرة، وهو أمر أثار حملات انتقاد واسعة أكدت أن سوربري لا تتمتع لا بالخبرة ولا الكفاءة اللازمة لشغل هكذا منصب، الذي يعنى في قسم من مهامه بالعلاقات مع المنظمات الانسانية الدولية.‏

ترشيح سوربري ـ الذي جاء في وقت بقي موضوع جون بولتون مرشح بوش لمنصب سفير لدى الأمم المتحدة عالقا لدى مجلس الشيوخ إلى أن عيّنه بوش رغماً عن إرادة المجلس ـ أتى في أعقاب سلسلة تعيينات دبلوماسية لعدد من الموالين للرئيس الأميركي برغم افتقادهم للخبرة اللازمة على حد تعبير عدد من المنتقدين.‏

في المقلب الآخر نرى بوش لا ينفك يذكّر غيره من قادة دول العالم بمدى جديته وإصراره على جعل سياسة الشفافية والنزاهة والديمقراطية منفذة لدى دولهم حتى لو اضطره ذلك لاستخدام القوة وإزهاق أرواح قسم من الشعب الأميركي الذي حتم عليه سوء طالعه أن يكون من عديد الجيش الأميركي في زمن البوشية. إنه زمن المثل القائل: "طبيب يداوي الناس وهو عليل".‏

محمد يونس‏

2006-10-28