ارشيف من : 2005-2008
الديمقراطية العنصرية الوحيدة

الانتقاد/ باختصار ـ العدد 1130 ـ 7 تشرين الاول 2005
ماذا يدور في خلد رئيس وزراء العدو آرييل شارون؟ وهل وصل إلى قناعة مفادها أن قوة كيانه الديموغرافية لا يمكنها مواجهة القوة الديموغرافية الفلسطينية؟ أم أنه يفكر في إدخال عنصر جديد وبشكل مباشر على الحرب اليهودية العنصرية ضد المسلمين؟ وماذا سيكون مستقبل "الدولة اليهودية" ومصير اليهود إن نجح في إدخال ذلك العنصر الجديد؟
هذه الأسئلة، وربما أسئلة أخرى قد تطرح، لن تكون غريبة عندما تطالعنا إحدى وكالات الأخبار بنبأ مفاده أن حكومة العدو عرضت على المسيحيين الانجيليين، الذين يرتبطون بعلاقات خاصة مع الرئيس الأميركي جورج بوش، أن تمنحهم قطعة أرض في "أرض الميعاد" ليستغلوها كيفما يشاؤون.
وبتفصيل الخبر أن شارون مدعوما من وزير ماليته، قبل أن يستقيل، عرض في أيار/ مايو الماضي على مجموعة من قادة الانجيليين مساحة تقدر بخمسة وثلاثين فداناً في شمالي فلسطين في منطقة شاطئ بحر الجليل للاستثمار. ويضيف الخبر أن الحكومة الاسرائيلية تأمل من ذلك بأن يقوم الانجيليون ببناء مركز مؤتمرات ضخم لجذب مئات الآلاف من السياح الانجيليين من الولايات المتحدة وسائر العالم. إلا أن الحاخام "شمولي بوتياك" أوضح أن الأمر سيشجع مئات الآلاف من الانجيليين على الاستيطان في "إسرائيل"، واتخاذ الأرض المقدسة كموطن دائم لهم، وعلى الانخراط في الجيش الاسرائيلي للدفاع عن الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط المهددة بالدمار على أيدي العديد من العرب. مع أن الحاخام بوتياك لم يخف قلقه من أن يؤثر ذلك على صفاء العنصر اليهودي في كيانه أو أن يقوم هؤلاء الانجيليون بالتبشير لديانتهم، ولمعتقداتهم القائلة بعودة المسيح وقيام دولته المسيحية.
ومع الاشارة إلى أن الانجيليين الأميركيين يعتبرون الأقرب لليمين الاسرائيلي منذ ما يقارب الثلاثين سنة زخرت بشتى أنواع المساعدات والاحتفالات بقادة هذا اليمين، يصبح التساؤل عن نجاح خطة شارون يكشف العديد من الاحتمالات منها أن يبدأ الانجيليون بالهجرة إلى فلسطين المحتلة، وينخرطوا في جيش الاحتلال ويقاتلوا العرب وفقط، أو أن يهاجروا ويقاتلوا ويكونوا عنصرا جديدا على الخريطة الديمغرافية في "اسرائيل"، وهنا نكون أمام احتمالين، إما أن يتحد العنصر الجديد مع اليهود فتصبح الحرب يهودية ـ انجيلية ضد المسلمين، أو أن يفترقوا عن اليهود، وهنا لا يُستبعد أن تصبح الحرب يهودية انجيلية على خلفية أرض الميعاد، ومن الأحق بالسيطرة عليها، فتدخل المنطقة في فوضى عارمة...
فهل هذه هي خطة شارون، وأي مصير ستلاقيه الديمقراطية العنصرية الوحيدة في العالم؟
محمد يونس