ارشيف من : 2005-2008
الناطق باسم لجنة الأمن القومي في ايران كاظم جلالي:ايران لم تستعمل جميع قدراتها في المواجهة

الانتقاد/ اقليميات ـ العدد 1130 ـ 7 تشرين الاول/ اوكتوبر 2005
طهران ـ ملحم ريا
أعلن الناطق باسم لجنة الأمن القومي في مجلس الشورى الإسلامي الإيراني كاظم جلالي خلال لقاء خاص مع "الانتقاد"، ان بلاده لا تريد إحالة ملفها النووي الى مجلس الأمن، رافضاً في الوقت نفسه لغة القوة التي تحاول أوروبا وأميركا فرضها على إيران، مشيراً إلى أن إيران لم تستفد بعد من كامل قدراتها في المواجهة مع أوروبا وأميركا. ولمّح إلى إمكانية قطع العلاقات مع بريطانيا إذا ما استمرت بنهجها الحالي تجاه طهران.
وفي ما يلي نص المقابلة:
* هل تتوقعون إحالة ملف إيران إلى مجلس الأمن؟
ـ نحن نسعى جاهدين لمنع إحالة ملفنا النووي إلى مجلس الأمن، ونسعى كذلك كي تكون لغتنا لغة حوار وتفاهم مع العالم، لا لغة قوة كاللغة التي تستخدمها الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا.. لسنا خائفين من هذه التهديدات، ولكننا في المقابل نودّ التحاور والتفاوض تحت سقف معاهدة الحد من انتشار السلاح النووي، أي إننا لن نتراجع عن حق شعبنا بامتلاك التكنولوجيا النووية السلمية، الأمر الذي تجيزه لنا تلك المعاهدة. ولكن أنا أعتقد أن أوروبا إذا أحالت ملف إيران إلى مجلس الأمن ستكون قد ارتكبت خطأ جسيماً، وستخسر خسارة كبيرة، لذلك لا أتوقع أن يُحال الملف إلى مجلس الأمن.
* تحدثتم عن خسارة كبيرة ستتكبدها أوروبا إذا أحيل الملف النووي إلى مجلس الأمن، إذاً ما هو سلاح المواجهة الذي تستندون إليه، والذي سيؤدي إلى مثل تلك الخسارة؟
ـ أنا أظن أن إيران لم تستفد من جميع قدراتها لمواجهة أوروبا، فحتى الآن نحن نمتلك أوراقاً مهمة لمواجهة رفع الملف النووي إلى مجلس الأمن، ولكن نودّ في المرحلة الأولى التعامل المنطقي المبني على الحوار.. إلا أن استمرار هذه الضغوط وإحالة الملف إلى مجلس الأمن سيجعلنا نستفيد من جميع امتيازاتنا الدبلوماسية والتجارية والاقتصادية، بما في ذلك سلاح النفط، وإذا اقتضى الأمر لا أستبعد الخروج من معاهدة الحد من انتشار السلاح النووي.
* ترتفع أصوات كثيرة داخل أروقة البرلمان مطالبة بقطع العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية مع بريطانيا، هل أنتم تؤيدون تلك الأصوات؟
ـ مع الأسف شاهدنا نفاقاً كبيراً من بريطانيا، وهذا شيء مشهود له في تاريخ الأمم الإسلامية، ولكن في الفترة الأخيرة شاهدنا تلاعبات وتحريضات عجيبة من بريطانيا، خصوصاً في منطقة خوزستان الإيرانية، حيث إن القضاء الإيراني أثبت أن بريطانيا كانت وراء تلك المشاكل والتفجيرات التي حصلت هناك.. أضف إلى ذلك التحركات البريطانية الغريبة بين دول الاتحاد الأوروبي وداخل مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي سببت حصول القرار الأخير الصادر عن الوكالة.. بناءً على ذلك إذا لم تجدد بريطانيا نظرتها في تحسين علاقاتها مع إيران، أعتقد أن أول خطوة ستكون قطع العلاقات الدبلوماسية وإخراج السفير البريطاني من طهران واستدعاء سفيرنا من لندن، هذا أول ما سنقوم به.
* هل تؤيدون فكرة البحث عن محاور أخرى غير أوروبا؟
ـ الحوار مع دول لا تملك ثقلاً دولياً كبيراً وليس لها تأثير دولي مهم لن يكون لمصلحتنا أبداً، لأن مثل هذه الدول عادة ما تبحث عن امتيازات سياسية واقتصادية لكسبها من الدول العظمى، وعندما تتأمن مصالحها ستضع مشكلتنا على الرفوف المنسية حتى إشعار آخر.
* لكن ماذا عن الولايات المتحدة الأميركية، البعض يرى أن الحوار معها مباشرة سيؤدي إلى نتائج؟
ـ يجب على الولايات المتحدة أولاً أن تصحح سلوكها السياسي، لأن المباحثات تحتاج إلى آداب ومقدمات خاصة يجب أن تتوافر في الطرف الأميركي، فإذا توافرت فمن الطبيعي أننا مستعدون للجلوس على طاولة المفاوضات معهم.. نحن ليس لدينا اعتراض على فكرة التفاوض مع الأميركيين، إنما نعترض على السياسة الأميركية المعتمدة مع إيران ودول المنطقة.
* هل الشروط متوافرة حالياً لإقامة حوار مع أميركا؟
ـ لا أعتقد أن الولايات المتحدة الأميركية بصدد تغيير سياساتها حالياً، لذلك في الوقت الراهن ليس هناك من أرضية مناسبة لإقامة الحوار.