ارشيف من : 2005-2008
بين الحلوى والذهب

تعامل من الخفة بمكان بحيث لا يستطيع المرء حياله إلا استخدام الضحك والبكاء معا، الضحك من مدى تفاهته والبكاء من الصورة المنطبعة في أذهان أصحابه وكيفية تفكيرهم.
هو العرض الذي تقدم به الأوروبيون لإيران مقابل أن تتوقف عن استخدام حق تكفله لها عضويتها في وكالة الطاقة الذرية الدولية، في وقت تقول فيه إيران إنها امتلكت جميع المعلومات والمعطيات لاستخدام هذا الحق،وإنها بالفعل بدأت باستخدامه.
الرد الإيراني الساخر شبه العرض بمن يقدم الحلوى لطفل في الرابعة من عمره مقابل ما يملكه من ذهب، وإن كان قابل العرض بعرض مماثل لتلك الدول بأن تعترف بحق إيران الطبيعي مقابل جملة تحفيزات اقتصادية، إلا أنه ذهب أعمق من ذلك حين حذر هذه الدول ومن يقف وراءها بضرورة الانتباه إلى تصرفاتهم مع الدول الأعضاء في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لأن الاستمرار في هكذا تصرفات سيدفع بالأعضاء إلى التخلي عن هذه العضوية مع ما يعنيه من تخلّ عن جملة الضمانات والقوانين التي ترعى علاقات الدول بالوكالة.
كما أنه يصف بكل الدقة كيف تنظر الدول الغربية إلى باقي الدول الأخرى والتي تصنفها بدول نامية وعالم ثانٍ وثالث ورابع، إذ أن هذه الدول ما زالت تعتقد أنها وحدها من بلغ سن الرشد فيما الدول الأخرى منها ما زال في سن الطفولة أو ما قبل البلوغ، ومنها ما هو في مرحلة المراهقة مع ما يعني ذلك من استئثار بنواحي التطور العلمي وهيمنة على مقدرات وثروات الدول غير الراشدة والاستمرار في نزفها.
قد يشكل الرد الإيراني فرصة لتلك الدول المستكبرة لكي تعيد نظرتها وقراءتها للأمور قبل أن تجد نفسها خارج سرب التطور الطبيعي للحياة، فالصغير يكبر أما الكبير فإنه يهرم.
محمد يونس
الانتقاد/ باختصار ـ العدد 1162 ـ 19 أيار/مايو 2006