ارشيف من : 2005-2008

الكنيسة الإنكليكانية في بريطانيا: الحرب على العراق غير عادلة وعلى الغرب أن يعتذر إلى المسلمين

الكنيسة الإنكليكانية في بريطانيا: الحرب على العراق غير عادلة وعلى الغرب أن يعتذر إلى المسلمين

الانتقاد/ دوليات- 1128- 23 أيلول/ سبتمبر 2005‏

الحرب على العراق هي حرب غير عادلة. ذلك هو الموقف المعروف للكنيسة الإنكليكانية البريطانية الذي تم تجديده مؤخراً في تقرير صدر عن هذه الكنيسة التي تضم أكثر من 23 مليون بريطاني يشكلون أكثر من ثلثي سكان البلاد. والتقرير المذكور وضعه أربعة من الأساقفة المكلفين من قبل الكنيسة البريطانية، وهو يحمل عنوان "مواجهة الإرهاب: السلطة والعنف والديموقراطية بعد 11 أيلول/ سبتمبر". ويقدم أفكاراً حول "العلاقة المعقدة بين الدين والعنف"، ويذهب إلى أكثر من تجديد الموقف التقليدي الذي يعتبر الحرب على العراق غير عادلة، وذلك من خلال البحث عن الكيفية التي يمكن من خلالها للكنيسة أن تسهم في تحقيق المصالحة بين الغرب والمسلمين انطلاقاً من عقيدة التوبة المسيحية.‏

ويشير التقرير إلى بعض الغايات الحميدة للتدخل العسكري في العراق كإزاحة نظام صدام حسين ودعوى إقامة الديموقراطية، ولكنه يشدد على أن ذلك التدخل كان "خطأً فادحاً" لأن كثيرين لاحظوا عدم توافره على معايير وشروط الحرب العادلة. كما يشير إلى المأزق الذي يجد فيه المسيحيون أنفسهم بين المطالبة بانسحاب قوات الاحتلال وما قد ينجم عن ذلك الانسحاب من مفاعيل "غير مسؤولة"، وبين المطالبة ببقاء هذه القوات، وما قد يوحي به ذلك من إشاعة الانطباع بأن هذه المطالبة قد تعني تأييد الوجود الأميركي لفترة طويلة في العراق، وبأن هنالك تواطؤاً منذ البداية مع الاحتلال.‏

وللحيلولة دون إشاعة الانطباع بوجود التواطؤ منذ البداية، يعتبر التقرير بأنه من الضروري أن يكون هنالك اعتراف علني وواضح بالطريقة التي أسهم فيها الغرب بإيصال الأمور إلى ما وصلت إليه في العراق، أي بـ"السلسلة الطويلة من الأخطاء" التي ارتكبها الغرب تجاه العراق.‏

ومن بين هذه الأخطاء، يشدد التقرير على أن الحرب قد هدفت إلى خدمة المصالح القومية الأميركية أكثر مما هدفت إلى نصرة الشعب العراقي، كما يشدد على خطأ الغربيين خلال سنوات طويلة عندما دعموا صدام حسين وزودوه بالسلاح باعتباره "حليفاً استراتيجياً" لهم في الحرب ضد إيران.‏

وانطلاقاً من عدم استعداد الحكومة البريطانية للاعتذار إلى المسلمين، حيث يستمر رئيس الوزراء طوني بلير في إنكار العلاقة بين الحرب على العراق وتفجيرات لندن، يقترح التقرير أن تقوم الكنائس المسيحية بذلك، أسوة بالفاتيكان الذي قدم اعتذاراً لليهود عما لحق بهم من اضطهاد في أوروبا.‏

ومن جهة أخرى، هاجم التقرير "الشعور القوي بالفضيلة الأخلاقية" الذي يغذيه اليمين المسيحي بين صفوف الأميركيين. وفي هذا الصدد، صرح أسقف أوكسفورد، ريتشارد هاريس، في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، أن الرئيس الأميركي جورج بوش هو شديد الخضوع لتأثيرات أناس يفسرون الكتاب المقدس بطريقة سيئة، حيث إنهم يقرأون سفر الرؤيا بطريقة تعزز الشعور بأن الأميركيين يشكلون أمة مفضلة ومقدر لها أن تكون ذات مصير عظيم. وقد علق هاريس على ذلك بقوله ان هذه الأفكار ترتكز إلى "تفسير خاطئ تماماً للكتاب المقدس".‏

وقد جاء هذا التطور في وقت تتضافر فيه الاستعدادات لتنظيم مسيرات حاشدة يوم السبت القادم في المدن البريطانية والأميركية للمطالبة بالانسحاب من العراق. وفي هذا الإطار، وقّع نحو مئة من المشاهير على كتاب مفتوح بهذا المعنى تم نشره الأسبوع الماضي.‏

عقيل الشيخ حسين‏

2006-10-28