ارشيف من : 2005-2008
الإمام الخامنئي:القوات الاميركية مصدر لمتاعب الشعب العراقي والمنطقة

أثناء زيارة رئيس الوزراء العراقي ابراهيم الجعفري إلى الجمهورية الإسلامية استقبله سماحة آية الله العظمى الامام السيد علي الخامنئي (18/7/2005) في مدينة مشهد المقدسة، وأعرب في هذا اللقاء عن سعادته بتشكيل حكومة منبثقة عن الشعب العراقي، واصفا السيد ابراهيم الجعفري بأنه شخص صالح ومتدين ومفكر، مضيفاً: ان الاولوية الرئيسية للجمهورية الاسلامية الايرانية هي ان يكون العراق مستقلا ويتمتع بالامن والرخاء.
ووصف سماحته الشعب العراقي بأنه الشقيق الحقيقي للشعب الايراني، مؤكداً ان الشعب العراقي كان مستاءً ايضا خلال فترة الحرب المفروضة من اجراءات النظام البعثي، مضيفا: ان الشعب الايراني فرح بسقوط نظام صدام بنفس المقدار الذي فرح به الشعب العراقي.
وأشار قائد الثورة الاسلامية الى ان العراق الجديد لديه اعداء يعارضون امنه وتطوره، وقال سماحته: ان هناك جهات تريد من خلال الاحداث المريرة والاغتيالات العشوائية ان تحول دون استتباب الاستقرار في العراق, ومن المرجح ان يكون الصهاينة ضالعين بالتخطيط لهذه الأمور, ولكن الشعب والحكومة العراقية ونظرا لثرواته الطبيعية والانسانية بامكانه ان يبني العراق بالشكل اللائق من خلال السعي والعزيمة الراسخة.
واعتبر سماحته وجود القوات الاميركية في العراق بأنه مصدر لمتاعب وأذى الشعب العراقي والمنطقة، مؤكدا ان العراق الجديد لديه انصار عديدون في العالم الاسلامي, والشعوب المسلمة والعديد من الدول الاسلامية مستاءة من التصرفات الاميركية في العراق.
ووصف الامام الخامنئي الدستور بأنه اهم قضية للعراق، مضيفاً: ان الشعب العراقي اثبت انه يريد الدستور على اساس الاسلام, وان الامل معقود في ان يعمل ممثلو الشعب العراقي في الجمعية الوطنية على كتابة مثل هذا الدستور من اجل احياء المكانة الرفيعة للعراق في العالم الاسلامي.
وشدد سماحته على ضرورة توخي الشعب والحكومة العراقية الحذر تجاه مؤامرة بث الفرقة بين الشيعة والسنة، مضيفا: ان على الشعب العراقي بما فيهم الشيعة والسنة ان يسعوا الى بناء العراق من خلال الاتحاد والتضامن, ويحبطوا المحاولات الاستكبارية والاستعمارية لبث الخلافات.
واشار سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي الى ضرورة اهتمام الحكومة العراقية الجديدة بالقضية الفلسطينية مضيفا: برغم المحاولات الاميركية فإن فلسطين ستبقى القضية المركزية للعالم الاسلامي, ومن الاحرى ان تُبرز الحكومة العراقية مكانتها في العالم الاسلامي من خلال دعمها للشعب الفلسطيني المظلوم وقضاياه العادلة.
ومن جانبه اعرب رئيس الوزراء العراقي في هذا اللقاء الذي حضره النائب الاول لرئيس الجمهورية محمد رضا عارف, عن سعادته البالغة لزيارة ايران واللقاء مع سماحة آية الله العظمى الخامنئي, واصفا الامام الخميني (رض) بأنه سر انتصار الثورة الاسلامية, واعرب عن امله في ازالة الصفحة السوداء التي اوجدها صدام في العلاقات بين ايران والعراق, وان يفتح البلدان مرحلة جديدة في تاريخ العلاقات بين الشعبين الشقيقين الايراني والعراقي.
واعرب الجعفري عن تقديره للمساعدات والدعم الذي قدمته الجمهورية الاسلامية الايرانية للشعب العراقي في المراحل الصعبة والمتأزمة, معتبرا ان من اهم الاولويات للعراق هو اعادة بناء البنى التحتية وحل المشكلات الاقتصادية وتقديم الخدمات.
واشار الى اجراء محادثات جيدة مع المسؤولين الايرانيين، معربا عن امله في الارتقاء بمستوى التعاون بين البلدين في مختلف الجوانب.
واستعرض رئيس الوزراء العراقي آخر التطورات في بلاده، واصفا عملية اجراء الانتخابات العامة وتشكيل الحكومة الجديدة بأنها جيدة للغاية, واعرب عن امله في ان تمضي عملية كتابة الدستور العراقي قدما.
واكد الجعفري ان المشاكل الامنية الراهنة في العراق والاعمال الارهابية والانفجارات الاخيرة تتم بدعم من جهات خارجية وقال: برغم جميع هذه المؤامرات فإن مسار الاجراءات الامنية جيد، وتبذل حاليا مساعٍ حثيثة لمواجهة انعدام الامن.
الانتقاد / إقليميات ـ العدد 1119 ـ 22 تموز/ يوليو 2005