ارشيف من : 2005-2008

شعرة العبقرية والجنون

شعرة العبقرية والجنون

العدد 1114ـ 17 حزيران/يونيو 2005‏

يبدو أننا وبعد عبارات محور الشر ومحور الخير والارهاب والديكتاتورية والديمقراطية أمام تصنيف جديد تعده لنا الولايات المتحدة الأميركية، وهو يأخذ مسافته بين حدّي العقلنة والجنون، ولا نعرف إن كانت واشنطن ستعرف أين تقف الشعرة التي تفصل بين الإثنين.‏

فقد تساءلت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليسا رايس عن درجة السلامة العقلية التي يتمتع بها الرئيس الكوري الشمالي كيم يونغ إيل، وقالت إنها لا تعرف ما إذا كان عاقلاً أم لا، إذ إنها لم تلتق معه حتى الآن.‏

وبانتظار أن تقوم طبيبة العقول في البيت الأبيض بمهمتها علينا نحن أن نحبس الأنفاس حتى تتضح لنا مسائل عدة، أولها نتيجة الفحص التي سيخضع لها كيم، وثانيها الطريقة التي سيتم التعامل معه بها على أساس النتيجة، وخاصة إذا اتضح لرايس أنه فعلا لا يتمتع بسلامة عقلية.‏

وكي لا نتعمق كثيرا في البحث نستطيع أن نخمن أننا أمام احتمالين قد يكون لهما ثالث، الأول أن واشنطن تخطط لبناء مستشفى "للمجانين" مخصص لرؤساء الدول المشكوك بسلامتهم العقلية أميركياً، وما سيستتبع ذلك من تحركات لسد الفراغ الذي سيتركه هؤلاء الرؤساء طيلة مدة علاجهم، أما الثاني فهو قد يكون مقدمة لإعلان فشل الإدارة الأميركية بما أسمته معركة كسب العقول، إذ تبين لهذه الإدارة أن أعداءها لا يملكون في الأصل عقولا ليتم كسبها، وعليه فإن هذه المعركة لا طائل منها، ويجري حاليا التحضير لإعلان وقفها أو فشلها.‏

وإلى ان تتمكن طبيبة العقول السوداوية (عفواً.. البيضاوية) من تحديد مكان شعرة العبقرية والجنون يبقى الوضع على ما هو عليه.‏

محمد يونس‏

2006-10-28