ارشيف من : 2005-2008

قائد الثورة الإسلامية في خطابه الى الشعب الإيراني:برهنتم على عزيمتكم الراسخة في الدفاع عن الاستقلال الوطني

قائد الثورة الإسلامية في خطابه الى الشعب الإيراني:برهنتم على عزيمتكم الراسخة في الدفاع عن الاستقلال الوطني

الانتقاد/العدد 1116 ـ 1ـ تموز/يوليو 2005‏‏

عقب الانتخابات الإيرانية والمشاركة الواسعة التي تخللتها، أشاد سماحة آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي بهذه المشاركة التي أكدت عزيمة الشعب الراسخة في الدفاع عن الاستقلال الوطني، والتزامه عملياً بالدفاع عن مصالح البلاد ونظام الجمهورية الإسلامية.‏

وفي ما يلي نص بيان قائد الثورة الإسلامية:‏

بسم الله الرحمن الرحيم‏

أيها الشعب الإيراني العظيم،‏

إن قلمي عاجز عن وصف تحليكم بالسعي الدؤوب والدافع العميق والبصيرة النافذة والحماسة الصادقة, فأنتم وفي جمعتين متتاليتين وفي خطوة بليغة وذات مغزى كبير, قد أظهرتم للعالم عظمتكم مرة أخرى, وأثبتم قدرتكم لذوي النيات الشريرة والأعداء الحاقدين, وبرهنتم على عزيمتكم الراسخة في الدفاع عن الاستقلال الوطني, وأثبتم عملياً التزامكم بالدفاع الشجاع عن مصالح البلاد ونظام الجمهورية الإسلامية التي تحقق جميع الأهداف الإسلامية والثورية. لقد قدّمتم للأصدقاء والأعداء على حد سواء صورة رائعة للتضامن الوطني والمشاركة العامة, وجسّدتم رمز صلابتكم واقتداركم في مواجهة الأطماع الاستكبارية. والآن فإن عدوّكم برغم تخرصاته, أصابه الذل في مواجهة عظمة وشفافية سيادتكم الشعبية. وإن الأمّة الإسلامية الكبرى في أرجاء العالم تفتخر بطاقة وقدرة النظام الإسلامي التي هي مظهر الهوية الجماعية للمسلمين.‏

إن هذا الانتصار الباهر للشعب هو مظهر للرحمة الإلهية لكم أيها الشعب المؤمن والشباب الصادق والصالح، ونصرة من الباري تعالى.. إني أسجد لله شاكرا بخشوع وأسأله استمرار عنايته ورحمته ونصرته لكم أيها الشعب العزيز والوفي، وأوصيكم بالشكر والذكر والخضوع والرفق والمداراة. كما أهنئ رئيس الجمهورية المنتخب الدكتور محمود أحمدي نجاد بمناسبة توليه هذه المسؤولية الجسيمة, وألفت عنايته وجميع أفراد الشعب الى النقاط التالية:‏

1 ـ ان فترة الانتخابات فترة حماسة وتوتر، ومع انتهاء الانتخابات يجب ان يحل الوقار والصداقة والتعاون بدلاً من الإثارة والتوتر. فالجميع سواء أنصار المرشح المنتخب او أنصار المرشحين المحترمين الآخرين، يجب ان يعبّروا عن استيعابهم وحلمهم ومعرفتهم, وأن لا تجبر المشاعر سواء المفرحة او المحزنة الشخص الملتزم والحصيف على اتخاذ سلوك مغاير لشأنه, فالوحدة الوطنية والصداقة والمداراة هي الضمانة لأمن البلاد وإحباط لأي مؤامرة.‏

2 ـ والآن بعد أسابيع من الكلام والاستماع، فإن الدور للعمل والسعي.. وهناك فرصة ثمينة لرئيس الجمهورية المنتخب لغاية تسلمه رسمياً المسؤولية, من الأولى أن يستغلها من دون إهدار الوقت لاتخاذ إجراءات تتطلبها بداية توليه المسؤولية الجسيمة لرئاسة الجمهورية. وعلى جميع مسؤولي البلاد والنخب في مختلف القطاعات اعتبار مساعدته التزاماً إنسانياً وإسلامياً.‏

3 ـ ان الدور المؤثر والحاسم لمرشحي رئاسة الجمهورية في صنع هذه الملحمة الوطنية الكبرى لا يمكن إنكاره, وشكرهم واجب على الجميع.. وإني أقدّم شكري الجزيل لجميع السادة، وبالأخص الى سماحة حجة الإسلام والمسلمين الشيخ هاشمي رفسنجاني، الذي يُعتبر من ذخائر الثورة وإحدى الشخصيات البارزة لنظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية. وآمل من أخي العزيز ورفيقي القديم أن يؤدي دوره مثل السابق في المجالات المهمة للنظام الإسلامي.‏

4 ـ أرى من الضروري أن أشكر من الصميم جميع أفراد الشعب العزيز الذين خلقوا مرة أخرى حادثة عظيمة من أجل تقدم ورقيّ البلاد, وجميع الذين ساهموا في هذا الاختبار العظيم, لا سيما المراجع العظام والعلماء الأعلام والنخب الجامعية والشرائح الاجتماعية والسياسية والثقافية المختلفة.. وكذلك أجهزة الإعلام، وخاصة الإذاعة والتلفزيون اللذين أدّيا دوراً مبدعاً في هذه الحركة العامّة, وجميع المراسلين والناشطين في مجال الأخبار والتحاليل.. وكذلك أشكر المسؤولين عن إقامة الانتخابات ومجلس صيانة الدستور ووزارة الداخلية والمحافظين والقائمقامين وأعضاء الأجهزة التنفيذية والمشرفة, وأجهزة الشرطة والأمن والاستخبارات والقضاء، الذين بذلوا جهوداً حثيثة لضمان أمن أيام الانتخابات.. وأسأل الله أن يجزيهم الأجر والثواب.‏

مرة أخرى أشكر الله تعالى على نعمته ورحمته لهذا الشعب وهذا البلد, وأقدم سلامي المخلص الى بقية الله أرواحنا فداه، مع رجاء أن يشملنا برعايته وعنايته ودعائه.‏

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته‏

السيد علي الخامنئي‏

4 تير 1384هـ ش المصادف لـ25 حزيران/يونيو 2005م‏

2006-10-28