ارشيف من : 2005-2008

استيقظ الدب؟!

استيقظ الدب؟!

تتهاوى شعبية الرئيس الأميركي جورج بوش باطراد، تواكبها في ذلك شعبية رئيس الوزراء البريطاني توني بلير.‏

انفرط عقد حديقة البيت الأبيض الخلفية، وتمكنت دول أميركا اللاتينية ـ أو أغلبها على الأقل ـ من التفلت من هيمنة واشنطن الهمجية، إيطاليا (أحد حليفي أميركا الرئيسيين في العدوان على العراق) تحولت رئيساً وحكومة وبرلماناً إلى الجبهة المقابلة، وقبلها كانت أسبانيا.‏

في خضم هذه المآزق الغارقة فيها إدارة البيت الأبيض يستيقظ "الدب الأبيض"، فيطلق صرخة مدوية أعادت الحرب الباردة وسباق التسلح إلى الأذهان، مع ما يستتبع ذلك من نقصان في قوة الأحادية القطبية التي حاولت واشنطن الاستئثار بها.‏

لقد شبه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الولايات المتحدة بالذئب الذي لا يستمع إلى أحد، والذي يتناسى خطبه عن حقوق الإنسان حين يصل الأمر إلى مصالحه الخاصة، حينها كل شيء يصير ممكناً، ولا تعود هناك أي حدود.‏

وطبعا تشبيه بوتين لواشنطن بالذئب ليس من باب التحبب أو التلطف، فالذئب معروف بغدره وبطشه بضحاياه وتطفله على الآخرين، وهو ـ أي بوتين ـ أتبع هذا التشبيه بالإعلان عن تعزيز القوة العسكرية الروسية، وبناء دفاع قوي مع زيادة ملحوظة في السنوات الخمس المقبلة في تجهيز قواتها النووية الإستراتيجية، مذيلاً كلامه في هذا المقام بإشارة "من السابق لأوانه الحديث عن انتهاء سباق التسلح".‏

قد يكون من السابق لأوانه أيضا الحديث عن عودة الثنائية القطبية أو رجوع الحرب الباردة، لكنه من المفيد القول إنه إن كان البيت الأبيض لم يستطع بكل قوته إحكام قبضته على العالم خلال زمن لم تقارعه أي قوة مماثلة، فهو بالتأكيد لن يستطيع في زمن بدأت قوى جديدة بالظهور، وقوى قديمة بالعودة إلى الأضواء.‏

.. فحين تستيقظ الدببة، على الذئاب الاختباء.‏

محمد يونس‏

الانتقاد/ باختصار ـ العدد 1161 ـ 12 أيار/مايو 2006‏

2006-10-28