ارشيف من : 2005-2008
الديمقراطية الأميركية

يبدو أننا أمام تفسير أو تطبيق جديد لمصطلح الديمقراطية، تطبيق قد يضرب كل ما تعلمناه وعرفناه عن الديمقراطية التي تعني في ما تعني العودة لحكم وخيار الشعب.
والتطبيق الجديد ينطلق أساسا من مدى مطابقة هذا الفعل أو ذاك المصلحة الأميركية ومن ورائها طبعا الاسرائيلية.
فمثلا، والأمثلة على ذلك كثيرة، أن ينتخب الشعب في فنزويلا مرة جديدة وبأكثرية لافتة الرئيس تشافيز رئيسا له، فهذا أمر يتعارض وهذه الديمقراطية التي يستدعي تطبيقها بشكلها الجديد قيام جهاز المخابرات الأميركية بما يلزم لقلب النظام وإسقاط تشافيز، أو أن تقرر الأغلبية الساحقة من الشعب الايراني اختيار محمود أحمدي نجاد رئيسا للجمهورية الاسلامية فذلك عين الديكتاتورية. والديمقراطية تصبح أن يفرز الكونغرس الأميركي مبالغ مالية لاثارة القلاقل وتبديل النظام الايراني، علماً أن دستور هذا النظام قد اختاره الشعب الايراني بنفسه في استفتاء عام.
أو أن تشارك حركة حماس في الانتخابات التشريعية الفلسطينية فيختارها شعبها ويوصلها إلى المجلس التشريعي والسلطة فهذا تصرف متطرف ارهابي. والديمقراطية هنا تستدعي أن تقوم "إسرائيل" بمنع حماس من هذه المشاركة حيث تقدر ميدانيا وباستخدام القوة العسكرية، وأن تهدد الولايات المتحدة الشعب الفلسطيني كله بأنها ستوقف مساعداتها له إن وصلت حماس إلى عرين الديمقراطية...
هكذا وبكل وضوح وشفافية تعمل واشنطن على نشر "الديمقراطية"، ديمقراطية ليست كما عهدناها في الكتب والجامعات.. ديمقراطية لا تقوم على خيار الشعوب بل على ما يقرره السفراء ويعيّنوه لهذه الشعوب لتتنعم بما تتفضل عليها واشنطن.
إنها الديمقراطية الأميركية....
محمد يونس
باختصار/ العدد 1145 ـ 20 كانون الثاني/ يناير 2006