ارشيف من : 2005-2008

عجيب

عجيب

عجيب أمرهم، يقومون بانتهاك حرماتنا وتدنيس مقدساتنا وإهانة نبينا الذي فضّله الله الباري على العالمين.. نهبّ مستنكرين، نطالبهم بالاعتذار وسحب الإساءات، فيرفضون.. بل يصرّون على فعلتهم ويتعاضدون على ارتكابها.. نشتد في احتجاجاتنا ونستمر بتصعيدها، فينقلبون علينا ليصورونا جلادين، بينما يتمسكنون بثوب الضحية الزائف ويطالبوننا بوقف الصيحات والجلوس معهم إلى الطاولة.. للحوار!!‏

عجيب أمرهم.. وأي حوار؟! وعلى أي محور؟!‏

يريدون أن يحاورونا على الإساءة الى نبينا الأعظم (ص)! وهل هذه مسألة خاضعة للحوار؟! لا بل هل هناك ما نتحاور عليه في ما خص هذا الموضوع؟ ومتى كان التعرض للمقدسات معرض حوار ومناقشة؟! إنه أمر مقدس، واحترامه واجب ومحتم يسمو بمفهومه على أي مفهوم يضعونه..‏

عجيب أمرهم.. يقولون إن "الإهانة" تدخل عندهم في مفهوم حرية التعبير والرأي.. فما هو جوابهم عن سؤال ما إذا كان التعرض لما يزعمون "المحرقة اليهودية" أو التحدث عن فظائع الصهيونية، حرية تعبير ورأي أيضاً؟..‏

الإجابة معروفة جداً ولها شواهد قضائية عديدة عندهم! ثم ماذا لو قام أحد بإعلانه رفض إحدى بدعهم المتمثلة بحقوق ذوي العلاقات الشاذة.. والعياذ بالله؟..‏

عجيب أمرنا.. لأنه حان الوقت لأن ندرك أن المسألة لا تتعلق بحرية تعبير أو رأي.. إنها القضية نفسها.. حاربونا واستباحوا دماءنا من أجلها بجيوشهم الجرارة وترسانتهم الفتاكة، وهم الآن ينقلون المعركة إلى معتقداتنا ومقدساتنا، يستخدمهم الصهاينة أدوات بعدما عرفوا كيف يطوّعونهم، وهم الآن يحاولون معنا..‏

هي حرب أفكار أم حرب عقول أم حرب حضارات، سمُّوها ما شئتم.. في النهاية لا فرق، ما هي إلا أسماء يسمّونها هم وأربابهم.‏

محمد يونس‏

الانتقاد/ باختصار ـ العدد 1148 ـ 10 شباط/فبراير 2006‏

2006-10-28