ارشيف من : 2005-2008
الإمام الخامنئي: الإساءة إلى الرسول الأعظم (ص) مؤامرة مبرمجة من قبل الصهاينة للإيقاع بين المسلمين والمسيحيين

شدد قائد الثورة الاسلامية سماحة آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي على ان الشعب الايراني سيواصل طريق العزة والاستقلال بكل قوة واقتدار مع التحلي بالصبر، ولن يخشى اي تهديد، مشيراً الى ان الثورة الاسلامية التي تعتبر منطلقا ليقظة هذا الشعب ومصدرا لتحركه انما استلهمت الدروس والعبر من ثورة ابي الاحرار الامام الحسين (ع) في يوم العاشر من محرم الحرام.
وشدد الإمام الخامنئي لدى لقائه حشدا غفيرا من الضباط والمسؤولين في القوة الجوية في جيش الجمهورية الإسلامية لمناسبة الذكرى السنوية السابعة والعشرين لانتصار الثورة الاسلامية وبيعة منتسبي ومسؤولي هذه القوة في ذلك اليوم للإمام الخميني (رض) على ان تلك البيعة، وذلك القرار المصيري الخالد من قبل الشبان المؤمنين الثوار تشكل منعطفا مؤثرا وعاملا مهما في انتصار الثورة الاسلامية،
مشيرا إلى الجهاد الذي ابداه منتسبو القوة الجوية خلال فترة الدفاع المقدس، والمنجزات الكبيرة القيمة التي حققتها هذه القوة لبلوغ الجمهورية الإسلامية الايرانية مرحلة الاكتفاء الذاتي، موضحا ان القوة الجوية ستواصل هذا النهج بكل قوة واقتدار دفاعا عن عزة وشموخ ايران العزيزة.
واكد سماحته ان عدم الاكتراث بكثرة عدد قوات العدو في يوم العاشر من محرم الحرام، ودخول اصحاب الامام الحسين (ع) ساحة المعركة بكل قوة وحزم وعزيمة يعتبران من اهم الدروس التي استلهمها الشعب الايراني في ثورته المباركة من نهضة الحسين (ع)، مشيرا الى ان هذا الشعب واصل طريقه في مختلف المجالات للخلاص من تبعية ايران للخارج.
ورأى قائد الثورة ان الشعب الايراني وشبانه المؤمنين ادخلوا الخوف والفزع في قلوب المستكبرين والسلطويين في العالم بحصولهم على التقنية النوويه السلمية بإمكانات داخلية بحتة، مشيراً الى الضجيج الاعلامي الذي يثيره اقطاب الكفر والنفاق ضد ايران، وصرح ان القوى الاستكبارية لا تتحمل رؤية الشعوب وقد اصبحت لديها قدرة علمية.
واعتبر سماحته المزاعم التي يطلقها الغربيون لا سيما اميركا ضد الجمهورية الاسلامية الإيرانية بأنها تحاول الحصول على اسلحة ذرية كذبا كبيرا وتبريرا للتغطية على نياتهم الخبيثة، معربا عن اسفه لفقدان الاوساط الدولية مصداقيتها وماء وجهها بسبب نفوذ القوى الكبرى، موضحا ان الغربيين الذين صادقوا على معاهدة الحد من انتشار الاسلحة النووية (NPT) قد اسقطوا هذه المعاهدة من فاعليتها بقرارهم يوم السبت الماضي.
وقال سماحته ان الجمهورية الاسلامية الايرانية عملت خلال عامين ونصف ما كان عليها للحيلولة دون اختلاق الغربيين الذرائع وازالة سوء الفهم، واتمت الحجة عليهم، مؤكداً ان هؤلاء اعترفوا ان المشكلة ليست الاسلحة النووية، بل انهم يعارضون حصول ايران على تقنية نووية تستخدمها لأغراض سلمية، موضحا ان الشعب الايراني لن يقبل بهذا ولن يطيقه ابدا.
وأشار الإمام الخامنئي الى ان عهد تنفيذ الأوامر من السفيرين الاميركي والبريطاني في طهران في عهد الشاه المقبور قد ولى الى غير رجعة، لافتا الى ان المسؤولين اليوم في ايران هم نتاج مطالب الشعب الايراني وإرادته واقتداره، واعتبر تعليمات رئيس الجمهورية، محمود احمدي نجاد، الى منظمة الطاقة الذرية وبيانه الاخير قرارا يتلاءم مع عزة واقتدار الشعب الايراني.
ووصف سماحته القرارات الاخيرة التي اتخذها المسؤولون بأنها صحيحة وتقوم على اساس خبرة اصحاب الرأي والخبراء في الشؤون السياسية الدولية والتقنية، وصرح ان القوى السلطوية لا تمتلك الوسائل الكثيرة، وان اهم شيء لديها هو الاستفزاز والتكشير عن الانياب، مشيراً الى ان معرفة المسلمين بقدرهم ستسقط هذه الوسائل، موضحاً ان الشعب الايراني الذي تعرف الى قدرته انتصرت ثورته بفضل توصله الى هذه القناعة.
وأكد سماحته على ضرورة الحفاظ على الايمان وتوحيد الصف والارادة الوطنية، مشيرا الى ان الشعب الايراني سيظهر ما يريده مرة اخرى في مسيرات الحادي عشر من شباط/ فبراير، داعيا العالم الى فتح عينيه لمعرفة هذه الحقيقة.
وتطرق سماحته في جانب آخر من خطابه الى اساءة بعض الصحف الغربية لشخصية الرسول الاكرم محمد (ص) ووصفها بفضيحة امر المتشدقين بشعار الحضارة والليبرالية والديمقراطية الغربية في دعم حرية الرأي، واكد ان هذه الحرية المزعومة تحظر مناقشة او رفض اسطورة قتل اليهود، لكنها تجيز الاساءة الى مقدسات 1.5 مليار مسلم.
واعتبر سماحته هذه الإساءة مؤامرة مبرمجة من قبل الصهاينة للإيقاع بين المسلمين والمسيحيين، مشيراً الى التخرصات التي اطلقها الرئيس الاميركي الحالي قبل اعوام بنشوب حرب صليبية، ورأى ان الاساءة الاخيرة ورد فعل الامة الاسلامية على هذا العمل المشين كان في محله، ولا سيما ان الرسول الاعظم (ص) هو مصدر المحبة ومحور توحيد صفوف المسلمين كافة، مؤكدا ان هذا الغضب ليس ضد المسيحيين، بل انه يوجه الى الايدي الخبيثة التي دبرت هذه المؤامرة واتخذوا الساسة لعبة بأيديهم.
ورأى سماحته ان احد اسباب هذه المؤامرة الصهيونية هو فوز حركة المقاومة الاسلامية الفلسطينية "حماس" في الانتخابات البرلمانية الاخيرة الذي كان بمثابة الصفعة القوية التي تلقاها الكيان الصهيوني، مشيرا الى الدعم الرسمي الاميركي للفصائل المعارضة لهذه الحركة الاصيلة للحيلولة دون فوزها، موضحاً ان اية انتخابات حرة تجري في بلاد المسلمين ستفوز فيها الفصائل المعارضة لاميركا وذلك بسبب الوجه البشع البغيض لاميركا لدى الشعوب الاسلامية.
ورأى سماحته ان فوز "حماس" ومعارضة الغربيين لا سيما اميركا لصوت الشعب الفلسطيني، مظهر يجسد التناقض في شعاراتهم التي يتشدقون بها في الدفاع عن الديمقراطية, واكد ان الوضع السياسي في المنطقة حاليا والهزائم المتتالية التي تلحق بأميركا، واتساع نطاق الصحوة الاسلامية تعتبر كلها من ثمار وانجازات ومكاسب الثورة الاسلامية وحركه الشعب الايراني، موضحا ان هذا الشعب سيواصل مسيرته بكل قوة واقتدار.
الانتقاد/ خطابات ـ العدد 1148 ـ 10 شباط/ فبراير 2006