ارشيف من : 2005-2008
العرب في عالم متعدد الوجوه

ينعقد مؤتمر القمة العربية في الخرطوم بعد ما يقارب الاربعين عاماً على قمة اللاءات الشهيرة التي خرج منها العرب بالشعار الشهير: "لا صلح، لا تفاوض ولا اعتراف"، وقبله الرسالة الشهيرة التي أرسلها المناضل الفلسطيني عبد القادر الحسيني الى الامين العام للجامعة العربية يحمّله فيها مسؤولية تركه مقاتلي معركة القسطل البطولية بلا امدادات وبلا سلاح.
السودان الذي يستضيف القمة يقاوم محاولة سلب سيادته عبر سحب قوات الاتحاد الافريقي من دارفور ليستبدلها بقوات من الامم المتحدة.
وبين هذا وذاك بدأ العالم الغربي يفك طلاسم أكاذيب الرئيس الاميركي في حربه على أفغانستان والعراق، وينسحب المنظرون لسياسته من دعمهم السابق، وليس آخرهم "فوكوياما".
ويشكل الملف النووي الايراني مرحلة جديدة من هذه الطلاسم، فالتحضير مستمر لضربة استباقية تدفع نحوها قيادة العدو الصهيونية العسكرية الغارقة في الرعب الذي يدب في صفوف جنودها، ويتهيب الاميركي مجاراتها بسبب الضغط الداخلي، ويعمل الروسي والصيني على إخراج الازمة من عنق الزجاجة، كي يبقى للوكالة الدولية للطاقة الذرية بعض ماء الوجه الذي أساله توقيع الاتفاقيات النووية الاميركية الهندية، والتعنت الصهيوني بعدم الانضمام الى معاهدة حظر الاسلحة.. في حين يمنع حبة القمح عن الشعب الفلسطيني تحت مرأى ومسمع دول العالم "المتحضرة" التي ترفض انتخابات بيلاروسيا بحجة نقص الديموقراطية، بينما يعيد اتفاق "دايتون" للسلام في البوسنة تذكير العالم بأنه ما زال هناك مجرمو حرب تغطيهم الدول إياها التي ترفض ديموقراطية بيلاروسيا كي لا يجلبوا إلى المحاكمة!
فهل من مُدَّكِر!
مصطفى خازم
الانتقاد/ باختصارـ العدد 1154 ـ 24 آذار/مارس 2006