ارشيف من : 2005-2008
المحاكمة .. مستمرة

مرت ثلاث سنوات على إسقاط صدام حسين، والمهزلة لا تزال مستمرة، في محاكمة.. القاتل فيها واضح والضحايا ممتدة على رقعة الوطن العراقي من شماله الى جنوبه ومن شرقه الى غربه.
ستة وعشرون عاما مرت على استشهاد آية الله العظمى السيد محمد باقر الصدر وشقيقته بنت الهدى.
أربعة وعشرون عاما مرت على الاعدامات في قرية الدجيل.
ثمانية عشر عاما مرت على الابادة الجماعية بالاسلحة الكيميائية في حلبجة.
والمقابر الجماعية التي ما زالت تكتشف في العراق.. والمحاكمة.. مستمرة.
سجل حافل بالجرائم والقتل والسحق والطحن .. والعالم ينتظر الحكم والمحاكمة .. مستمرة.
الشهيد السعيد آية الله العظمى السيد محمد باقر الصدر، كان من جيل الفقهاء المجددين والعلماء العاملين، تخرج على يديه ثلة من القادة .. الشهداء.
برع في الفلسفة والاقتصاد والعلوم العصرية كما في الفقه والاصول وعلم الرجال.. ايقظ الشعب، وحرك المجتمع ضد الظلم..
خافه صدام على نفسه.. فأمر بقتله، وكي لا تبقى شقيقته منبراً متجولاً يحمل المشعل، ألحق اسمها بأمر القتل..
9 نيسان/ أبريل 1980 سيبقى التاريخ الأبرز بين هذه التواريخ.. في هذا اليوم أمر صدام حسين بقتل شهيد العراق، الصدر الأول وشقيقته الطاهرة بنت الهدى.. وحاول إخفاء مكان القبر للسيد الشهيد، فأمر بدفنه ليلاً .. ولكن الله يأبى الا أن يتم نوره.. فتنقل الجسد الطاهر بين حفرة وحفرة ليبقى معلماً كشف النقاب عنه يوم سقوط صدام حسين في 9 نيسان/ أبريل 2003.
ثلاثة وعشرون عاماً مرت.. ثلاثة وعشرون 9 نيسان/ أبريل مرت..
ولم ينس العراقيون سيدهم الشهيد، ولم ينس المؤمنون ناصر الثورة الاسلامية في إيران بالدم..
قال في آخر وصاياه قبل الشهادة لمريديه:
"ذوبوا في الإمام الخميني، كما ذاب هو في الإسلام".
ورحل السيد الشهيد سعيداً قرير العين بالجمهورية الإسلامية.. المظفرة القوية العزيزة.
فسلاماً إلى الصدر..
مصطفى خازم
الانتقاد/ باختصار ـ العدد 1156 ـ 7 نيسان/أبريل 2006