ارشيف من : 2005-2008
محتشمي لـ"الانتقاد": شعوب العالم أعلنت دعمها لحكومة حماس وعلى الحكومات أن تهب للمساعدة

طهران ـ محمد محسن
يتلازم ذكر فلسطين والقدس ودعمها في إيران مع ذكر سيد من شخصيات الثورة الإسلامية ومن الذين واكبوا حركات التحرر والمقاومة من البدايات ولا يزال بحيويته وفعاليته وحركته التي لا تعرف التعب والكلال، ينسق ويتابع ويعبئ الجميع لأولى الأولويات.. كيف لا وهو من تلامذة الإمام الخميني الذي وضع يده على جرح الأمة وفجر نور المقاومة والوعي والعداء لإسرائيل وأميركا.
السيد "علي اكبر محتشمي بور" أمين مؤتمر القدس ودعم حقوق الشعب الفلسطيني يتابع أعمال المؤتمر ويسيّر دفته بدقة ونشاط واهتمام بالغ بضيوف الجمهورية وأنصار فلسطين. وبرغم انشغاله وضيق وقته إلا أن حبه واحترامه لمجاهدي لبنان ومجلتهم "الانتقاد" مكّننا من اللقاء معه لإلقاء نظرة على المؤتمر الثالث بعد انتهاء أعماله مباشرة فكانت هذه المقابلة السريعة:
ـ كيف تقوّمون أعمال وأنشطة المؤتمر بشكل عام؟
* لقد أقيم هذا المؤتمر في ظروف شديدة الحساسية, بعد الانتخابات التي جرت في الأرض المحتلة في إطار السلطة الفلسطينية وبحضور المراقبين الدوليين وبدعم دولي، وشكلت حماس حكومة فلسطينية بعد فوزها الكبير وحصولها على أكثرية أصوات الشعب الفلسطيني, قام الأميركيون والأوروبيون بوضع شروط للتعاون مع هذه الحكومة، وفرضوا حصاراً على الشعب والحكومة الفلسطينية ظلماً وعدواناً.
إضافة إلى هذه الظروف فإن مدينة القدس وأماكنها المقدسة تتعرض للمخاطر التي وصلت إلى أشدّها. تعلمون أن هوية مدينة القدس مهددة من قبل المؤامرات الصهيونية, يتم تخريب الأماكن المقدسة وعشرات المساجد والكنائس قد هدمت, إن لم يواجه المسلمون والمسيحيون والمجتمع الدولي فإن هناك كارثة تنتظر المدينة المقدسة. كما لا ننسى الاعتداءات اليومية وقتل المدنيين والعزل, وهدم البيوت والمزارع التي أرهقت هذا الشعب المظلوم.
في هذه الظروف يعتبر انعقاد هذا المؤتمر مهماً جدا، ويفتح الكثير من الآفاق حيث استطاع أن يعطي فرصا كثيرة لممثلي الشعب الفلسطيني وقوى المقاومة، وكذلك أعطى المجال لرؤساء مجالس الكثير من البلدان والنواب والشخصيات السياسية والفكرية والثورية والثقافية كي يقوموا بواجباتهم تجاه فلسطين والقدس الشريف والمسجد الأقصى.
ـ ما هو دور هذا المؤتمر في تمتين وتقوية الوحدة الإسلامية وتعزيز محورية القضية الفلسطينية في العالم؟
* مسألة فلسطين والقدس خاصة هي مسألة جميع المسلمين، وكلما استطعنا أن نقوّي حضور هذه المسألة في أوساط واهتمامات مسلمي العالم، وان نجمع المسلمين حول شعار جدي كهذا، نكون قد خدمنا الوحدة بين المسلمين وساعدنا على تحققها.
إن قضية فلسطين وخاصة القدس هي أصل وشعار لجميع المسلمين, انكلترا وأميركا سلّطا الصهاينة على هذه الأرض الإسلامية بقوة السلاح، وزرعا النظام الصهيوني "إسرائيل" كغدة سرطانية في العالم الإسلامي لتصبح المانع والعائق أمام تطور وتقدم هذه المنطقة.
هذا المؤتمر وبمشاركة الضيوف الرسميين من برلمانات من أميركا اللاتينية وأوروبا وإفريقيا وآسيا بعنوان رمز هوية هذه الشعوب، وأيضا حضور شخصيات فكرية وسياسية وقوى مقاومة من 68 بلدا هو اجتماع عالمي لا مثيل له، ويمثل الإرادة الحقيقية للشعوب، ويوجد تيارا قويا نأمل أن تكون نتيجته تفعيل عمل الحكومات وحثها على الدفاع عن الشعب الفلسطيني المظلوم.
ـ ما هي الرسالة التي يوجهها المؤتمر لدول العالم؟
* لقد وجهت شعوب العالم رسالتها إلى كل الحكومات وخاصة في العالم الإسلامي من خلال مؤتمر القدس والدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني في البيان الختامي، وكذلك في النتيجة التي عرضت من قبل أمين عام المؤتمر، وفي الخطابات التي شهدتها القاعة الاصلية او اللجان التخصصية، حيث طرحت مطالب متعددة على رأسها المساعدات المالية للحكومة الفلسطينية, وقدمت الجمهورية الاسلامية في ايران مبلغ مئة مليون دولار مساعدة لحكومة حماس والشعب الفلسطيني المظلوم الذي يرزح حاليا تحت ثقل واقع أليم، وقد تركته الدول العربية والاسلامية وحيدا وبدون دعم وحماية.
أعتقد ان دعم الشعب الفلسطيني هو أولى وأهم واجبات الدول الإسلامية كي لا تستطيع أميركا و"إسرائيل" أن تستضعفا بضغوطهما هذا الشعب.
ـ كيف ترون الوضع داخل فلسطين بعد النجاح الكبير لحركة حماس في الانتخابات وما تلاه من تطورات؟
* الواقع ان الظروف حساسة ومعقدة بالنسبة لحماس، ولكن ارادة المقاومة والمعنويات عالية جدا، وأنا مطمئن بأن الإرادة نفسها التي أذلت النظام الغاصب وأجبرته على الخروج مهزوما من غزة، وبدلت خطاب التوسع والعدوان بخطاب ترسيم الحدود لتخلق ازمة جدية لهذا النظام, هذه الإرادة نفسها ينبغي ان تتغلب على كل المشكلات.
وبالطبع فإن الحكومة والشعب الفلسطيني والفصائل الفلسطينية اكدت مرارا بأن المقاومة هي الأولوية, لكن يجب أن ننتبه إلى أن انتصار حكومة المقاومة يعتبر منافسة للمقاومة نوعا ما.
ـ أخيرا كيف سيتم متابعة مقررات المؤتمر، وما هي الأنشطة المستقبلية في هذا المجال؟
* هذا المؤتمر هو المؤتمر الثالث وأمانة سر المؤتمر هي أمانة دائمة، ونحن قد صدّقنا في المؤتمر على قرار لتشكيل لجنة متابعة، وسوف يعلن عنها في القريب العاجل، وسنحافظ على التواصل والارتباط مع جميع البلدان التي شاركت بشكل رسمي أو عبر شخصيات, وكلنا أمل أن لا تطول الفترة الفاصلة بين هذا المؤتمر والمؤتمر القادم.. والسلام.
الانتقاد/ مقابلة ـ العدد 1158ـ 21 نيسان/ ابريل 2006