ارشيف من : 2005-2008

الامام الخامنئي في مؤتمر القدس: فلسطين مهد اليقظة الإسلامية

الامام الخامنئي في مؤتمر القدس:  فلسطين مهد اليقظة الإسلامية

اعتبر قائد الثورة الإسلامية الإمام السيد علي الخامنئي أن احتلال الأراضي الفلسطينية والقدس الشريف، هو أكبر كارثة حلّت بالعالم الإسلامي في التاريخ المعاصر دبرت على يد الاستعمار. وأكد سماحته خلال الكلمة التي ألقاها في المؤتمر الدولي الثالث للقدس ودعم الشعب الفلسطيني أن الفترة الحالية تعتبر فترة يقظة الأمة الإسلامية وانطلاقتها بدأت من الأراضي الفلسطينية.‏

وأضاف الإمام الخامنئي انه بغضّ النظر عن تعريض الشعب الفلسطيني إلى أبشع صور القتل والدمار والاضطهاد على يد الصهاينة، فإن ثمّة حقيقة مرعبة أخرى وفي الوقت نفسه ذات مغزى قد انكشفت بعد مضي 60 عاما من الاحتلال والنكبة، ألا وهي تغيير مسار واتجاه جبهتي الصراع في فلسطين والشرق الأوسط، حيث قد دبّر الساسة الغربيون مؤامرة احتلال الأراضي الفلسطينية للسيطرة على المنطقة.‏

وأضاف قائد الثورة الإسلامية مخاطبا المشاركين في المؤتمر: تذكروا حقبة الأربعينات من القرن الماضي، لقد كانت هنالك أرض في قلب العالم العربي، كان فيها بلد فقير وحكومة هشة وشعب غير واع ودول في الجوار غرسها الاستعمار، وفي تلك الحقبة قامت أكبر دولة غربية وأكثر الدول قوة وبطشاً.‏

آنذاك، وبتحريك من الصهاينة قامت باحتلال تلك الأراضي وسلبها من المسلمين وتسليمها إلى عناصر إرهابية وحزب عنصري.‏

وأردف قائلا أن كل الدول الغربية وكلا القطبين السياسيين المتخاصمين آنذاك ساعدوا تلك الدولة، وكانت الدول العميلة في المنطقة كدولة إيران إبّان الحكم الملكي "البهلوي" وغيرها من دول المنطقة قد تركت الإسلام والعروبة وأصبحت في خدمة تلك الدولة، وتقدم لها المال وشتى صنوف الأسلحة.‏

وتطرق سماحة الإمام إلى دور أميركا التي عملت باعتبارها راعية للصهاينة ومدافعة عنهم قائلاً: إن الاتحاد السوفياتي السابق لم يعارض سياسة أميركا بهذا الشأن (احتلال الأراضي الفلسطينية). وقال "إن الدولة الصهيونية والمصطنعة والمتغطرسة التي كانت لا تكترث بقرارات الأمم المتحدة ـ بالرغم من أن تلك القرارات كانت في حد ذاتها قرارات ضعيفة وهشّة ـ قامت بدعم أميركي وأوروبي بشنّ هجوم على مصر وسوريا والأردن ولبنان واحتلال قسم من أراضي هذه الدول لضمّها نهائيا إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة.‏

وأضاف سماحته أن الإرهابيين الصهاينة الذين تبوأوا مناصب في الحكومة الصهيونية المصطنعة ارتكبوا شتى المجازر، منها مجزرة صبرا وشاتيلا، وهذه الدولة الغاصبة تسفك منذ عشرات السنين دماء الفلسطينيين المطهرة وتظهر كأنها دولة لا تقهر.‏

وأكد قائد الثورة الإسلامية أن الطرف المقابل بعد هزيمته وبعد السنوات الأولى من النكبة كرس كل تجاربه وإنجازاته الفكرية والعملية انطلاقا من النهج القومي، لكن فشل في النهاية في تحقيق أي شيء.‏

وأضاف: "في خضم تلك الأحداث وفي هذه الفترة الحرجة التي كانت تسودها أجواء الحزن والكآبة سطعت شمس الثورة الإسلامية من الشرق بفضل جهاد الشعب الإيراني والصفوة المجاهدة، حيث قد ازدان علم هذه الثورة الربانية بعد كلمة الله بكلمة فلسطين".‏

وأضاف الإمام الخامنئي انه "بعد هذه المرحلة (انتصار الثورة الإسلامية) تغيرت الأحداث وبدأت الهزيمة تظهر على الكيان الصهيوني والإدارة الأميركية التي طالما دعمت "إسرائيل" وشاركتها في ارتكاب المجازر والقتل والدمار".‏

وأكد قائد الثورة الإسلامية أن "الفصائل الجهادية بدأت تظهر على الساحتين الفلسطينية واللبنانية، وبرز جيل الشباب الجهادي والمؤمن بقضيته حيث أخذ الشعب الفلسطيني يستعيد قوته ومكانته في المعادلات الدولية".‏

وشدد قائد الثورة على أن "الدماء الطاهرة التي سالت على أرض فلسطين غيّرت كل حسابات الماديين والقوى المتغطرسة، وفتحت ساحة جديدة تغلبت من خلالها الدماء على السيف".‏

وأضاف: "بعد 60 عاما من الاضطهاد والدمار والقتل والتشريد أصبح الشعب الفلسطيني يستعيد قوته في ساح الوغى، وبدأ يهزم العدو في لبنان وفلسطين هزيمة سياسية وعسكرية، وينطلق إلى النصر النهائي".‏

وأشار سماحة القائد إلى الهزائم النكراء التي لحقت بالكيان الصهيوني والفرقة التي سادت قادة هذا الكيان خلال الأعوام الماضية قائلاً "إن الداعم الرئيسي للكيان الصهيوني ـ أي الإدارة الأميركية ـ واجه شتى المشاكل المعقدة في الشرق الأوسط حيث النفور والكراهية من السياسة الأميركية باتت تسود بين شعوب المنطقة والعالم".‏

وأضاف "أن شعار "الدولة الصهيونية من النيل إلى الفرات" الذي أطلقه الكيان الصهيوني تغير إلى شعار الأمن، الذي بدوره انحصر في جدار عازل شيّده هذا الكيان، وأخذ يستخدم القتل والدمار والإرهاب ضد الشعب الفلسطيني لمواجهته. ولكن كل أساليب القهر الذي استخدمها هذا الكيان لضرب المقاومة الفلسطينية زادت من صمود الشعب الفلسطيني حيث أن "إسرائيل" لم تجنِ أي فائدة من سياسة القتل والدمار".‏

الانتقاد/ الحدث ـ العدد 1158ـ 21 نيسان/ ابريل 2006‏

2006-10-28