ارشيف من : 2005-2008

حق تحقق

حق تحقق

محمد يونس‏

هل أسقط في يدهم بعد إعلان إيران انضمامها ـ برغم أنف أعضائه ـ للنادي النووي؟‏

وهل باتوا قليلي الحيلة بعد كشف طهران عن امتلاكها التقني والعملي لدورة الوقود النووي؟‏

ربما من المبكر بعدُ الإجابة عن هذين السؤالين وغيرهما من الأسئلة الأخرى، ولكن ما حصل شكّل بالضرورة نقطة تحوّل تاريخي بحيث أن ما قبلها ليس كما بعدها، وهي بذلك تشكل نقطة انطلاق لعصر جديد.‏

فقد بات على تلك المجموعة الدولية التي ترئسها واشنطن أن تتعامل مع طهران على أساس ندي توجبه حقيقة التغير في موازين القوى، بعدما أضافت طهران لكفّتها صفة الدولة النووية، وهي صفة جاهدت أغلب الدول إن لم نقل كلها للحؤول دون تحققها.‏

حقيقة أخرى وجدت هذه الدول نفسها أمامها هي أنها مجتمعة لا تعرف شيئا عن البرنامج النووي الإيراني إلا بمقدار ما تبوح به طهران فقط، إذ تبين أن نقطة "اللا عودة" ـ التي صمّ بها كيان العدو وواشنطن آذان العالم على أساس أنهما يسعيان لمنع إيران من الوصول إليها ـ تبين أن طهران تخطتها منذ زمن لا يعلم أوان حدوثه إلا الله عز وجلّ وإيران.‏

واقع آخر هو أن الضربات العسكرية التي تهدّد بها واشنطن وكيان العدو باتت غير ذات قيمة بالنسبة للبرنامج النووي الإيراني، فكل متطلبات هذا البرنامج من تقنية وموارد بشرية وصناعية وطبيعية باتت في حوزة الجمهورية الإسلامية، فالتجربة الأولى نجحت والشلال بدأ يتدفق ولا يمكن إيقافه.‏

لقد أثبتت إيران أن أحدا لا يمكنه الوقوف بوجه الإرادة الشعبية، وأنه ما ضاع حق وراءه مطالب، فكل ما فعلته الجمهورية الإسلامية هو أنها طالبت بحقها في الحصول على التقنية النووية وثبتت على حقها فحققته.‏

الانتقاد/ باختصار ـ العدد 1157ـ 14 نيسان/ ابريل 2006‏

2006-10-28