ارشيف من : 2005-2008
القدس في قلب طهران: 600 شخصية ناقشت سبل دعم المقاومة الفلسطينية

طهران ـ "الانتقاد"
لبّت شعوب العالم عبر ممثليها ومجالس نوابها دعوة طهران للدفاع عن القدس والشعب الفلسطيني المقاوم عبر المشاركة الفعالة في مؤتمر القدس الثالث في ظروف شديدة الحساسية، معلنة وقوفها مع صمود الشعب الفلسطيني وحكومة حماس التي تتعرض لأشد أنواع الإرهاب الصهيوني والضغط الأميركي ـ الأوروبي.
وفي الوقت نفسه أجمع المشاركون الذين يمثلون جماهير العالم الإسلامي ودول عدم الانحياز ودول الصمود في أميركا اللاتينية على حق إيران الإسلامية وحق كل الشعوب في امتلاك التقنية النووية السلمية.
600 ضيف بينهم 17 رئيس مجلس نواب و8 نواب لرؤساء مجالس، ووفود قيادية لأهم حركات التحرر والمقاومة في العالم كحزب الله وحماس والجهاد الإسلامي وأحزاب عربية وإسلامية وثورية عالمية، إضافة إلى عشرات الشخصيات العلمية والاجتماعية والفكرية وبتغطية إعلامية قل نظيرها (200 مراسل أجنبي مقيم في طهران و50 مراسلاً أجنبياًً من الخارج و200 مراسل إيراني) حوّلوا المؤتمر إلى تظاهرة عالمية واضحة المعالم تجمع المعترضين والمتضررين من السياسة الأميركية ـ الصهيونية، وتشمّر عن ساعد الهمّة لدعم الشعب الفلسطيني المظلوم، وكما عبّر الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد بصراحته المعتادة فـ"المؤتمر هو دعم لحماس ونهج المقاومة".
ثلاثة أيام قضتها الوفود في اللقاءات وورشات العمل والخطب والبرمجة للعمل الفعال، فالمسؤولية كبيرة كما يصفها أمين عام الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ـ القيادة العامة أحمد جبريل، موضحاً أن الضغوط تتركز على نزع سلاح المقاومة في فلسطين ولبنان، والضغط لمحاصرة إيران وسوريا، وان الانتخابات الفلسطينية الأخيرة هي فرصة تاريخية ينبغي اغتنامها في طريق النهوض وتحرير فلسطين.
المؤتمر هو أيضا رسالة "بأن المستضعفين قد اجتمعوا واتحدوا ولا توجد قوة يمكنها ان تقف في طريقهم" كما أعلن نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم.
المشاركات كانت تتنوع في عرضها وتحليلها، ومقاربتها للقضية الفلسطينية والوضع الدولي، لكنها تلتقي وتتحد عند حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وتحرير أرضه من الغدة السرطانية الصهيونية، وعلى ضرورة دعم ومساندة هذا الشعب في المجالات كافة، مادياً ومعنوياً وإعلامياً وسياسياً.
المؤتمر الذي انعقد من 14 إلى 17 نيسان/ أبريل استضافته طهران, هذه المدينة التي تشعرك دائما بحضور القدس وفلسطين، فهذا شارع الشهيد فتحي الشقاقي، وهذا ميدان فلسطين، وهنا جدارية الشيخ أحمد ياسين والشهيدة ريم الرياشي وهنا قول الامام الخميني(قده): "اسرائيل يجب ان تزول من الوجود". كل هذا في أيامها العادية، فكيف وقد استقبلت مجاهدي الانتفاضة وأنصارهم من أحرار العالم. أما نتائجه فأكدت على الثوابت والحقوق والواجبات تجاه القدس وحماس، ودعم الصمود اللبناني والسوري والإيراني، ومباركة الانجاز النووي الإيراني، والدعوة لدعم مالي ومعنوي وإعلامي واسع للحكومة الفلسطينية، ووجوب تحديث منظمة التحرير الفلسطينية، وإنهاء الاحتلال الأميركي للعراق، والعمل على منع تهويد القدس، وفضح المؤامرات الصهيونية ـ الأميركية. وقد افتتحت الجمهورية الإسلامية باب الدعم المالي وأعلنت عن تقديم مئة مليون دولار للحكومة الفلسطينية تبعتها قطر بخمسين مليوناً، ثم المملكة السعودية بإثنين وتسعين مليون دولار.
هموم وآلام القدس توحّد الشعوب وتدفعهم للنهوض والمقاومة، وتحرير فلسطين سيكون مفتاح الفرج لحل جميع مشاكل الأمة الإسلامية كما أكد الإمام الخامنئي في افتتاحه للمؤتمر في كلمته التاريخية التي أعاد فيها رسم خارطة الصراع الحقيقي، والوحدة التي لن تتحقق إلا من خلال عودة الحق الفلسطيني لأهله.
الانتقاد/ الحدث ـ العدد 1158ـ 21 نيسان/ ابريل 2006