ارشيف من : 2005-2008

رئيس الحركة الاسلامية في باكستان لـ"الانتقاد": نسعى للحوار بين الباكستانيين ولتحرير باكستان من براثن الاستعمار

رئيس الحركة الاسلامية في باكستان لـ"الانتقاد": نسعى للحوار بين الباكستانيين ولتحرير باكستان من براثن الاستعمار

تتوالى على نحو مطّرد أحداث العنف الطائفي في باكستان، حيث تنغمس أصابع الفتنة لتزيد الشرخ اتساعا بين أبناء الدين الواحد، ما حصد ويحصد حياة المئات من الأبرياء، وإزاء هذه الأحداث برزت في باكستان محاولات عديدة قامت بها أحزاب وحركات لإعادة اللحمة بين الباكستانيين، ونشر ثقافة نبذ الفتنة بجميع أشكالها، وكان من بين هذه الحركات الحركة الاسلامية في باكستان التي يترأسها سماحة السيد ساجد نقوي، والتي تضم نحو ثلاثين مليون عضو.‏

"الانتقاد" التقت السيد نقوي الذي يشغل أيضا منصب النائب الأول لرئيس مجلس العمل المتحد (أكبر ائتلاف معارض في باكستان) على هامش زيارته إلى لبنان، وأجرت معه الحوار التالي:‏

بداية ما هي الحركة الاسلامية في باكستان؟‏

لما أعلن الرئيس ضياء الحق أنه يريد تنفيذ الاسلام في باكستان، أنشأنا حركة اسميناها حركة تنفيذ الفقه الجعفري التي كان هدفها أن يؤخذ الفقه الجعفري بعين الاعتبار لدى سن قوانين الدولة الباكستانية، وعندما استلمت مسؤولية هذه الحركة أحسست أن الاخوان السنة يتحسسون من اسمها، كما كان هناك بعض الصحافيين ينطلقون من هذا الاسم ليشيعوا بأننا نريد تنفيذ الفقه الجعفري في باكستان، وباكستان كما تعرفون فيها سنة وشيعة. عندها قمنا بتغيير الاسم إلى حركة الفقه الجعفري مع الحفاظ على الهدف، ولكن بعد ذلك وعندما دخلنا معترك السياسة وشاركنا في الانتخابات البرلمانية وسعنا من أهداف الحركة نحو إقامة حكم عادل في باكستان طبق أحكام القرآن والسنة وحماية المحرومين وضمان حقوقهم.‏

وفي عهد الرئيس الحالي برويز مشرف تم حظر نشاط الحركة فأسسنا حركة بديلة أسميناها الحركة الاسلامية، ولكن بعد قتل زعيم إحدى الطوائف الارهابية اتهموني بقتله، وقامت السلطات باعتقالي وحظرت الحركة من جديد، وبعد خروجي من السجن استأنفت الحركة نشاطها.‏

كيف تصفون علاقتكم بالحكومة، وماذا فعلتم لقطع دابر الفتنة الحاصلة في باكستان؟‏

أُسست في باكستان بغض نظر من السلطة فئات طائفية كان هدفها إيجاد التفرقة بين الباكستانيين، وخاصة بين السنة والشيعة، وذلك لمجابهة الوعي الاسلامي الذي كان موجودا في باكستان، وبعدما توسع هذا الوعي في البلاد بشكل أصبح من الممكن تأسيس حكم إسلامي، فأسسوا هذه الفئات لضرب حالة الوحدة والوعي، ولما توسع الارهاب بشكل لا يطاق، ما كان أمامنا إلا طريق الوحدة بين المسلمين، فنحن لا نريد مقابلة الارهاب بالمثل، فاتخذنا هذه الطريق وشكلنا "شورى الوحدة" التي ضمت طوائف مختلفة حتى من تلك الفئات الارهابية، وبعد مدة انحلت الشورى فشكلنا مجلسا أسميناه مجلس العمل الاسلامي ضم أحزاباً اسلامية كبيرة، وجميع فئات المسلمين في باكستان.‏

فهناك في باكستان خمس فرق هي:‏

1- البريلية: وهي نزعة صوفية مؤسسها الامام أحمد رضا خان من مدينة بريل في الهند.‏

2- الدوبندية: وينسبون إلى مدينة في الهند أيضا، ويميلون في العقائد إلى السلفية، ولكن في الفقه إلى الحنبلية.‏

3- أهل الحديث: وهم السلفيون ويرتبطون بالسلفية السعودية.‏

4- الشيعة.‏

5- والفئة الخامسة وهم المنفتحون وعندهم أحزاب باسم الجماعة الاسلامية، وهم قريبون من أفكار الاخوان المسلمين.‏

وهكذا شكلنا من هذه الفئات الخمس ائتلافاً سمّيناه مجلس العمل المتحد، ومن أهدافه مكافحة الطائفية وانهاؤها، وإقامة حكم اسلامي، وبذل الجهود لاستقلال باكستان وتحريرها من براثن الاستعمار.‏

هذا الائتلاف دخل الانتخابات وفاز بنحو سبعين مقعداً من أصل 342 في البرلمان، وهو الآن أكبر كتلة معارضة في باكستان.‏

كمعارضة في البرلمان هل تؤيدون ترشيح الرئيس مشرف مرة أخرى للرئاسة؟‏

لا.. نحن لا نؤيد ذلك، ونقول انه لا بد أن يتم انتخاب رئيس جديد، وينبغي ألا يكون عسكرياً، علماً أن برويز مشرف وعدنا في السابق بأنه سيخلع بزته العسكرية لدى استلامه الحكم، لكنه لم يفعل.‏

كيف تنظرون إلى التقارب الهندي الباكستاني الأخير؟‏

نحن كمعارضة نخالف هذا العمل لأنه لا يتناسب مع أصول السياسة الباكستانية التقليدية اتجاه كشمير، ونقول انه لا بد أن يؤخذ في عين الاعتبار آراء الكشميريين ورضاهم، والطريق الذي تسلكه الحكومة حالياً مخالف لما نؤمن به.‏

كيف يمكن وصف العلاقة بين أميركا وباكستان؟‏

إن (الرئيس) مشرف استسلم للأميركيين، وصار وسيلة لتنفيذ سياسات أميركا في باكستان، والحكومة الباكستانية تقوم بمكافحة من تطلق واشنطن عليهم صفة الارهابيين كالقاعدة، بينما تراها لا تفعل شيئاً إزاء إرهابيي الداخل الذين يفتكون بأبناء الشعب الباكستاني، وهي تفعل ذلك بناءً على قاعدة فرّق تسد، كي لا يتحد المسلمون ولا يتخذوا قرارات ضد الاستعمار.‏

أنتم زرتم لبنان، لو تضعونا في أجواء هذه الزيارة وأهدافها؟‏

أنا كنت مشتاقا كثيرا لزيارة لبنان، ولكني لم أوفق لذلك قبل الآن بسبب الأوضاع، لقد زرنا الأخوة هنا والحمد لله وجدنا هناك وعياً عاماً، وقد استفدنا منه، كما جئنا لنعلن تأييدنا لجهاد اللبنانيين ضد الاحتلال الاسرائيلي.‏

حاوره محمد يونس‏

تصوير عصام قبيسي‏

2006-10-28