ارشيف من : 2005-2008

فرضية غير منطقية

فرضية غير منطقية

الانتقاد ـ العدد1112/ 3 حزيران2005‏

تهديد بهدم المسجد الأقصى، تدنيس للقرآن الكريم، مشروع لتشريد مئات العائلات الفلسطينية من القدس بعد هدم منازلهم دفعة واحدة تمهيداً لتهويد المدينة. لقد تجرأ الأعداء ومسّوا بمقدساتنا من دون أن يَلقوا حتى ما كانوا هم يتوقعونه من ردود الفعل التي لم تتجرأ على الإتيان بما يتناسب والجريمة.‏

وهم ـ وخصوصا الصهاينة ـ وإمعاناً في التعدي على مقدساتنا باتوا يصاحبون كل تجرؤ أو يستتبعونه بلقاءات تعقد مع القيادات العربية والفلسطينية، من انعقاد القمة العربية في بيروت التي استتبعت بمجزرة القرن (مجزرة جنين) إلى لقاءات شرم الشيخ وما صاحبها من مجازر وتهديم منازل في غزة والضفة الغربية، إلى التهديد بتشريد المقدسيين الذي يستبق هذه المرة لقاءً مقرراً عقده بين شارون وأبو مازن في الحادي والعشرين من هذا الشهر، بشكل أصبحت الصورة معه كالتالي:‏

العرب يقدمون المبادرات "السلمية"، ويتبرعون بالتنازلات تعبيراً عن "حسن النية"، ويبادلهم العدو بتصعيد موقفه والإمعان في قتل الفلسطينيين وتشريدهم، وكأننا أمام اتفاق أو معادلة مفادها كلما قتل الصهاينة المزيد من الفلسطينيين، تلقّوا من العرب إشارات "حسن النوايا"، وكأن المطلوب عربياً بات التخلص من الشعب الفلسطيني.‏

قد تكون هذه الفرضية غير منطقية، ولكنها اقرب ما تكون للواقع، ولا تتطلب ممن يرغبون في اثباتها جهوداً مضنية لدعمها بالحجج والبراهين، ولكن ما يغيب عن بال مطبّقي هذه الفرضية أن هناك ضفة أخرى ومقلباً آخر لا يحتاج بدوره إلى أي حجة أو برهان لتثبيت فرضيته المنطقية والواقعية معاً، وهي حقيقة المقاومة التي ما زالت تقف حداً مانعاً بوجه المشروع الصهيوني الأميركي، والتي ما فتئت تحبط الخطة تلو الخطة، وهي تزداد قوة وممانعة كلما وضع العدو خطة.. وكلما أحبطتها المقاومة.‏

محمد يونس‏

2006-10-28