ارشيف من : 2005-2008

كيف غطى الإعلام الأمريكي قضية الكارتون المسيء للرسول محمد (ص)

كيف غطى الإعلام الأمريكي قضية الكارتون المسيء للرسول محمد (ص)

تبنت الولايات المتحدة حكومة وإعلاما موقفا جيدا فيما يتعلق بقضية نشر صحيفة دانمركية والعديد من الصحف الأوروبية لرسومات تسخر من الرسول محمد، واعتبرت واشنطن أن نشر الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للرسول محمد في الصحف الأوروبية يشكل تحريضا "غير مقبول" على الحقد الديني والإثني.‏

التليفزيونات والراديو الأمريكي‏

شبكة سي إن إن CNN‏

تحدث الكاتب الأمريكي بروس فيولير عن قضية الكارتون الدانمركي الذي نشر ويسيء للرسول محمد معتبرا أنه تسبب في اشتعال الرأي العام الإسلامي. وذكر فيولير تفاصيل القضية وتسلسلها الزمني، وذكر أن القضية بدأت عندما طلبت الصحيفة إن يقدم الرسام كارتون لكتاب مزمع عن الأطفال والنبي، وهذا بدوره محرم إسلاميا. وقال الكاتب إن الأمريكيين يمكنهم فهم رد الفعل العاطفي الإسلامي عندما يسترجعون قضايا مشابهة أمريكية مثل تكررا حرق العلم الأمريكي بأيدي مواطنين أمريكيين، وهو العمل الذي يراه الكثير من لأمريكيين عملا يجب تجريمه.‏

ويري فيولير أن الاحتجاجات على نشر الكاريكاتير في بعض الحالات خليط من السياسة والدين. ومن العدالة أيضا حسبما ذكر أن يلقي المسلمون نظرة على ما يتم نشره في بلادهم ويسيء للديانة اليهودية والديانة المسيحية.‏

شبكة إم أس إن بي سي MSNBC‏

تحدث السيد إبراهيم هووبر من مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية المعروف باسم CAIR وقال إنه يؤمن بحرية الصحافة وحرية التعبير، إلا أنه أكد على أحقية الاحتجاج السلمي على ما يسيء للدين الإسلامي. وأضاف هووبر أن الكاريكاتير الدانمركي هدف إلى الإساءة إلى المسلمين بصورة متعمدة. وشبه الإساءة للرسول يما يحدث من إساءة للديانة اليهودية في الإعلام الإسلامي، وأكد على ضرورة إدانة هذه الإساءات أيضا. واعتبر أن احترام حرية التعبير لا يجب أن يترجم على إنها استطاعة الإنسان أن يفعل أو ينشر أي شيء يقدر عليه.‏

الراديو الوطني الأمريكي NPR‏

تحدث أستاذ الإعلام اللبناني بالجامعة الأمريكية ببيروت رامز معلوف لبرنامج طبعة الصباحMorning Edition وذكر أن الغالبية العظمى من المسلمين شعروا بالمهانة من جراء نشر الكاريكاتير الدانمركي. إلا أن البعض شعر بالإهانة أكثر من البعض الأخر. و ذكر معلوف المستمعين أن عرض أي صور للرسول محمد هو شيء محرم في الديانة الإسلامية. وذكر الدكتور معلوف المستمعين بأن سكان العالم الإسلامي شديدو التدين. و أشار إلى استطلاع للرأي أجرته محطة الجزيرة أشار على أن 68500 من 7700 يروا أن اعتذار الصحيفة الدانمركية كاف، ويجب إنهاء القضية.‏

الصحف الأمريكية والقضية‏

ذكرت صحيفة لوس أنجلوس تايمز Los Angles Times أن الغضب انتشر بين المسلمين عبر العالم على أثر تزايد المؤسسات الإعلامية التي تعمد إلى إعادة نشر صور كاريكاتيرية مسيئة للرسول محمد كانت صحيفة دانمركية قد نشرتها قبل أشهر. وتشير الصحيفة إلى أن الصراع تفاقم على أكثر من صعيد، حيث شمل تهديد مواطني الدول التي نشرت فيها تلك الرسوم، ومقاطعة بضائعها وحرق أعلامها في مظاهرات شملت أنحاء عدة من العالم الإسلامي.‏

لكن الصحيفة نقلت عن رؤساء تحرير بعض الصحف وزعماء سياسيين ومنادين بحرية الصحافة، تحذيرهم من أن هذه الأحداث تهدد الحقوق الديمقراطية للأشخاص. وعرضت الصحيفة لوجهة نظر رسام الكاريكاتير السويسري باتريك شاباتي الذي قال إن رد فعل المسلمين أصابه بالصدمة لأنه يظهر مدى وإمكانية تحكم الإسلام الأصولي في حياتهم، مضيفا أن الهدف هو حجب رسوم الكاريكاتير كما تحجب النساء.‏

لكن الصحيفة نفسها نقلت عن زعماء مسلمين أوروبيين اتهامهم للإعلام الغربي بأنه يعمل على إهانة الإسلام, حيث قال دليل أبو بكر إمام مسجد باريس المركزي إن حرية التعبير لا يمكن أن تعني حرية الكذب. وأشار الإمام إلى أن الرسول محمد لم يبعث بدين إرهابي بل على العكس من ذلك جاء بدين الرحمة والسلام.‏

من ناحية أخرى اعتبرت صحيفة نيويورك تايمز New York Times أن حدة التوتر لم تخف فيما يتعلق بهذه القضية، مشيرة إلى أنها آخر مظاهر الصراع الثقافي المحتدم بين أوروبا والمسلمين الذين يمثلون 10% من سكان بعض الدول في تلك القارة.‏

وأشارت الصحيفة إلى أن كل الدلائل تظهر أن الأوروبيين ماضون في التصعيد، رغم تحذير بعض علماء المسلمين من أن هذه القضية قد تكون ذريعة للمتشددين لدعم أعمال إرهابية أو تنفيذها.‏

المصدر: تقرير واشنطن‏

2006-10-28