ارشيف من : 2005-2008

نصف النهائي في بطولة آسيا لكرة السلة: لبنان ـ قطر (83-79) ومنتخب لبنان يتأهل الى نهائيات بطولة العالم و"سيقاتل" الصين في النهائي اليوم

نصف النهائي في بطولة آسيا لكرة السلة: لبنان ـ قطر (83-79) ومنتخب لبنان يتأهل الى نهائيات بطولة العالم و"سيقاتل" الصين في النهائي اليوم

كتب حسن زراقط‏

لم يعتبروه حلماً, أن يكونوا في بطولة العالم. فهم غادروا لبنان متوجهين الى قطر, مستضيفة البطولة الآسيوية الثالثة والعشرين لكرة السلة, وكان قائدهم فادي الخطيب يقول: "سنصل الى النهائي ", وشاطره اللاعبون الباقون شعوره بثقة.‏

وأمس, في صالة "الغرافة" في الدوحة التي احتضنت مباريات بطولة امم آسيا, نزل منتخب لبنان الى ارض الملعب, يحمل أماني الجمهور اللبناني الكبير الذي زيّن مدرجات الصالة ليؤازر ممثلي الوطن. وبتركيز تام عززه ثقتهم بمدربهم "حاسب الحسابات" بول كافتر, بدأ اللبنانيون مباراتهم في إطار نصف النهائي ضد قطر وقالوا كلمتهم. فلم يشفع للقطريين جولاتهم العالمية ومعسكراتهم في صربيا واليونان والمال والوقت المتوافرَيْن لهم فخسروا اللقاء أمام دفاع لبناني صلب بنتيجة (79-83). والمكافأة الأولى هي التأهل مجدداً الى نهائيات بطولة العالم في اليابان عام 2006 , والثانية : بلوغ لبنان نهائي بطولة الأمم الآسيوية لمقارعة الصين التي "أجهزت" على المنتخب الكوري بفارق43 نقطة (93-49).‏

مواجهة لبنان وقطر كانت قوية ولم تحسم الاّ في اللحظات الأخيرة. تقدم الضيف في البداية (9-5) بثلاثية لروني فهد فردّ علي تركي بثلاثية أيضا, ومن ثم طلب بول كافتر وقتاً مستقطعاً وعاد الفريقان الى الملعب لكن النتيجة توقفت عند التعادل (14-14) لفترة طويلة نسبياً الى أن انتهى الربع الأول قطريا بنتيجة (22-18) .‏

وتألفت تشكيلة منتخب لبنان في الربع الثانيمن بول خوري وعلي محمود وفادي الخطيب وجو فوغل وبول خوري , وبذلك أراد "كافتر" السيطرة على الكرات المرتدة وتمتين الدفاع اللبناني.‏

وسجل القطريون 4 نقاط متتالية وردّ اللبنانيون برميتين من خارج القوس وتقدموا (32 – 26)‏

بعد أن حبسوا خصومهم خارج المنطقة ومنعوهم من الإقتراب من السلة اللبنانية بقيادة فوغل وعلي فخر الدين. وبرغم التعليمات التي أعطاها مدرب قطر وإضافتهم أربع نقاط متتالية, كانت المفاجأة عندما ارتكب القطري سعد علي خطأًً على روني فهد, فأخذ سعد يعترض فاحتسب الحكم عليه خطاً فنياً استفاد منه جو فوغل بسلة فقرر مدرب قطر إخراج علي(4 أخطاء) من ارض الملعب.‏

وتألق المنتخب اللبناني دفاعا وذوذا عن سلته ليواصل التقدم بمصاحبة ضغط قطري وكسب لبنان الربع الثاني (39-35) .‏

وفي الربع الثالث, زاد القطريون ضغوطهم على حامل الكرة, وأدى التقاعس اللبناني الآني الى تفوق المضيف مستغلاُ اراحة بول كافتر للاعبَيْه فادي الخطيب وجو فوغل فقاد ياسين اسماعيل وزملاؤه النتيجة الى (58-49). وإذ عاد الخطيب وفوغل الى الملعب فقلصا مع البقية اللبنانية الفارق الى خمس نقاط وقت نهاية هذا الربع (62 -57) لمصلحة قطر .‏

أما الربع الأخير, فتك سلاح روني فهد الثلاثي بالفريق القطري وسجل ثلاثيتين"عجيبتيْن" وظّل التقدم للمنتخب المضيف (62-61) في مقابل هدوء علي فخر الدين الدفاعي منقذ "الريباوند".‏

وهنا يقترب الفريقان من النهاية, فاتّحد القائد فادي الخطيب مع "الفهد" واعتمدوا التروي في الهجمات, وسجل براين بشارة سلة وسجل نقطة من الخطأ الإضافي, وانسابت أنغام الجمهور اللبناني في آذان لاعبي منتخبه فاجتهد وارتفعت الحصيلة للبنان وغلب الضغط والتسرع على الفريق الآخر, فخرج علي تركي وسعد علي بالأخطاء الخمسة لكل منهما, وعندئذٍ استنزف المنتخب القطري نفسه بالأخطاء المتتابعة وخصوصاً على فادي الخطيب الذي تسلم الكرة من زملائه, فاستدرج خصمه الى أخطاء ترجمها الخطيب الى سلاّت من الرميات الحرة "الهدايا".‏

وحاول المنتخب القطري استدراك ما فاته لكن الفوز قطفه اللبنانيون والنتيجة النهائية‏

(83-79) .‏

وسجل روني فهد 25 نقطة وتوّّج هدافا للمباراة, كما سجل فادي الخطيب الرقم ذاته .‏

أفراح لبنانية‏

بعد انتهاء المباراة سادت فرحة لبنانية كبيرة لا توصف, وأنشد الجمهور اللبناني النشيد الوطني ورقص اللاعبون في الملعب.‏

وقال رئيس الإتحاد اللبناني لكرة السلة ميشال طنوس:" الشبان أبطال, لدينا رجال. ليسوا فريقا سهلا او عاديا".‏

وصرح نجم المنتخب جو فوغل بسعادة كبيرة :"نحن علمنا اننا نستطيع فعلها, صحيح لم يكن لدينا المال والوقت ولكن قمنا بعمل أفضل من منتخب قطر".‏

أما فادي الخطيب فذكّر بأمجاد السلة اللبنانية, "نحن لاعبو الباسكيت نعيش من أجل هذه اللحظات. أهدي هذه المباراة الى كل اللبنانيين, لقد أوصلنا الرسالة وهذا أفضل ما قمنا به لبلدنا .‏

انها أجمل لحظة في حياتي ليس لأننا ذاهبون الى بطولة العالم بل من أجل لبنان ".‏

وجاء دور المدرب العتيد بول كافتر فيقول : "عند نهاية الربع الثالث قلصنا الفارق, وأعطينا انفسنا فرصة في الربع الأخير ولعبنا أفضل منهم وتأهلنا الى بطولة العالم. وربما غدا(اليوم) عندما نواجه الصين, من يدري, قد نخطف الميدالية الذهبية!".‏

وعبر علي فخر الدين عن سعادته التي وصفها بالغريبة. وبدا روني فهد مصمما على النهائي مؤكدا ان منتخب لبنان سيلعب مع الصين مباراة قوية .‏

لقاء العملاقين‏

يلعب منتخب لبنان ضد نظيره الصيني عند الساعة التاسة الأ ربعا من مساء اليوم في إطار نهائي بطولة آسيا الثالثة والعشرين لكرة السلة. ولا يبدو الفوز للبنان مستحيلاً في هذا اللقاء على الرغم من وجود لاعب الإرتكاز ياو مينغ (2,28سم) الذي يشكل قوة المنتخب الصيني .‏

2006-10-28