ارشيف من : 2005-2008
مقابلة خاصة مع رئيس اتحاد كرة السلة اللبناني ميشال طنوس

معنويات لاعبينا مرتفعة وأداؤهم في الأردن كان ممتازاً
طنّوس لـ"الإنتقاد": الكلام هيّن والتنظير أسهل , فلننتظر النتائج !
كان لاعب كرة سلة , والآن هو رئيس اتحاد اللعبة. ميشال طنوس متفائل جداً بأن يحقق منتخب لبنان نتائج لافتة في بطولة آسيا للمنتخبات الجارية احداثها في قطر بين 8 أيلول و16 منه .
"الإنتقاد " التقت طنّوس وتطرقت معه الى جهوزية لاعبي المنتخب وتأثير معسكر قبرص ودورة الأردن على مستواهم الفني. وكان هذا الحوار:
بداية, هل أنت راض عن تحضيرات المنتخب الأول لخوض نهائيات بطولة آسيا في قطر؟
ـ التحضيرات ليست كافية لهذا الإستحقاق الكبير لكرة السلة اللبنانية . كنّا بحاجة الى شهر إضافي لنتحضر جيداً.
كيف ترى جهوزية اللاعبين والجانبين المعنوي والفني؟
ـ ارى اللاعبين وقد ارتفعت معنوياتهم بعد إحرازهم لقب دورة الملك عبد الله في الأردن والتي
أعطتهم زخماً قويّا. وبالنسبة الى الجانب الفني , يحتاج لاعبو المنتخب الى تحضير إضافي لكي يتأقلموا ويتجانسوا فيما بينهم.
ما النسبة التي تعطيها لمستوى المنتخب الفني؟
ـ النسبة هي 60 في المئة.
هل تتوقع ارتفاع هذه النسبة بعد أن ينهي المنتخب الوطني مبارياته في المجموعة الأولى التي تضم الأردن والهند وهونغ كونغ؟
ـ المجموعة (ضاحكاً) ليست سهلة كما يظن الجمهور. والمباراة الأولى حاسمة لأنها مفتاح التأهل الى الدور الثاني وبطولة العالم .
مستوى دورة الأردن
أتعتبر أن دورة الأردن أتت مفصلا لتحديد الثغرات؟
ـ الدورة ليست كافية لمعرفة تلك الثغرات لكنّها موفقة في الناحيتين المعنوية والفنية ومفيدة لجهوزية اللاعبين .
ألم يكن بالإمكان استبدال دورة الأردن ومعسكر قبرص بآخر في دولة اوروبية مثلا؟
ـ لا شيء يغني عن المباريات. إنّ أي معسكر من دونها لا قيمة له. وأقول إن مستوى المباريات كان ناجحاً ومعسكر قبرص ودورة الأردن جيدين لكنهما غير كافيين , وحبذا لو خضنا إختبارا آخر. فلا يجب أن يذهب المنتخب الى بطولة آسيا إن لم يلعب ثلاثين مباراة على الأقل.
وأعتبر أن المباراة التي خسرناها أمام سوريا في الأردن لا أهمية لها.
"كافتر" واللاعبين
لماذا تم استبعاد لاعب الإرتكاز روي سماحة عن تشكيلة المنتخب؟
ـ في بطولة آسيا , لا يحق لأي منتخب المشاركة بأكثر من 12 لاعب , ونحن قدمنا لائحة تضم 13 لاعب , وهذا غير مسموح في قوانين البطولة فاضطررنا الى الإستغناء عن أحد اللاعبين , وكان روي سماحة. ولا يتعلق ذلك بمستواه الفني بل بحاجات المنتخب الذي يضم أفضل لاعبي كرة سلة في لبنان . لا نتحدث عن مستوى فني هنا فكل المستويات متقاربة.
ما تقويمك لاستراتيجية المدرب الأميركي" بول كافتر"؟
ـ الكلام هيّن والتنظير أسهل , لننتظر النتائج .
أيمكن القول إن "كافتر" تأقلم مع اللاعبين وأنه تدارك الثغرات الموجودة؟
ـ نعم , والحمد لله أن ذلك حصل.
القانون وحذافيره
هل ستبدأ مرحلة تطوير القوانين وتطييعها وتعديل الضروري منها من أجل مصلحة اللعبة؟
ـ إن ذلك يعود الى وزارة الشباب والرياضة . فالبرنامج والمخطط اللذان أعدّيناهما وقدمناهما إلى الوزارة , أرجعتهما الينا.
لماذا حصل ذلك؟
ـ لأنه ,وبحسب الوزارة , يتعارض البرنامج مع أنظمتها القانونية . وبرغم ذلك فإن علاقتنا بوزارة الشباب والرياضة جيدة جداً.
ما الحل إذاً؟
ـ يجب على الوزارة أن تطوّر أنظمتها . ولا دخل لذلك بموضوع الإحتراف بل بتنظيم كرة السلة في لبنان وإعادة هيكلتها .
يرى بعض المراقبون أنكم تطبقون القوانين بحذافيرها مما يحدّ من بث روح القانون في المكان المناسب؟
ـ القانون يطبّق كما هو , ولا توجد ترجمات عدة له. فلا يجوز أن يفهمه اثنان بشكل مختلف , الأمر الذي يؤدي الى وقوع مشاكل . نحن نطبق القوانين بحذافيرها .
لبنانيون .. والجنسية
سعيت الى استرجاع جنسية اللاعب الأميركي من أصل لبناني مات فريجي الموجود حاليا في الولايات المتحدة لتدعيم صفوف المنتخب , أين وصلتم في هذا الأمر؟
ـ لم يتمكن مات فريجي من التعاقد مع أي فريق في دوري الـ NBA مما حال دون ضمه الى المنتخب. أراد فريجي حجز مكان لنفسه في أحد النوادي في الدوري الأميركي ومن ثم نتعاقد معه. والى الآن لم يدرك ذلك . فهو انتقل من نادي "نيو اورلينز" وأصبح لاعب حر ويسعى الآن الى التعاقد مع نادي كليفلاند كافالييرز. وإذا تأهل منتخب لبنان الى بطولة العالم في اليابان في عام 2006 فسنعود الى التفاوض مع فريجي , فهو يتمتع بمستوى فني مميز , إنه لاعب NBA. وللمناسبة , فريجي من بلدة زحلة في البقاع .
هل أنّ إصرار الأندية على نيل حصتها من اللاعبين المنوي استرجاع جنسياتهم مثل مات فريجي كان عقبة أمام إكمال الخطوة التي بدأتموها؟
ـ كل نادٍ اراد حصته من اؤلئك اللاعبين . فضّلوا مصلحة أنديتهم على مصلحة المنتخب الوطني.
ألم تستطع معالجة المسألة من خلال علاقاتك الجيدة بالأندية؟
ـ لا رابط لعلاقتي بالأندية بهذا الشأن . لقد داهمنا الوقت وانشاء الله اذا تأهلنا الى بطولة العالم فسنجد حلاًّ لقضية اللاعبين المتحدرين من أصل لبناني .
أين أصبحت قضية اللاعب جان فارس الذي لعب في نادي الحكمة فترةً قصيرةً الموسم الماضي؟
ـ ما زالت قضيته في المحاكم منذ سنتين من أجل استعادة جنسيته . ومن المعلوم أن فارس من بلدة بسكنتا في جبل لبنان. ولا توجد عراقيل في هذا الموضوع وإنما هي إجراءات قانونية طبيعية.
وماذا عن بيل كرم اللبناني الأصل, فقد استقدمه نادي الحكمة سابقا ؟
ـ لا يزال في نادي الحكمة ويحتاج الى استرجاع جنسيته أيضا . المشكلة هي أن تنفيذ القانون في لبنان يتطلب إجراءات تجري ببطءٍ كبير , وإن وجدت طريقة لتسريع استعادة الجنسية فذلك أفضل .
تحدثت سابقا عن إمكانات ضئيلة للمنتخب اللبناني في مواجهة منتخبات قطر وإيران وكوريا الجنوبية ؟
ـ كل المنتخبات التي سنواجهها في بطولة آسيا تقف خلفها دول وحكومات وتملك موازنات مفتوحة. نحن في لبنان نعتمد على إرادة اللاعبين ونحرص على المبلغ اليسير لمصلحة المنتخب.
وقد حصلنا على وعد بالمساعدة من وزارة الشباب والرياضة وآخرمن اللجنة الأولمبية.
ما رأيك في خطوة رؤساء الأندية تأسيسَ صندوقٍ لدعم المنتخب؟
ـ نبارك خطوة رؤساء الأندية السادة هنري شلهوب وماريو سرادار وهشام جارودي وأحمد الصفدي .
هل تتجهون الى تحسين الجانب المالي للمنتخب بعد العودة من قطر؟
ـ بالتأكيد, وأعطي مثلاً: المنتخب الإيراني قبل مجيئه الى بيروت ليخوض بطولة غرب آسيا
تحضّر لمدة ثلاثة أشهر في معسكرات مكثفة بينما استعد منتخبنا في 16 يوم فقط .
ما هو العامل الأبرز الذي منع منتخب لبنان من التحضير المرجو؟
ـ انتهت بطولة لبنان لكرة السلة في اواخر شهر أيّار.ذهب نادي الرياضي ـ بيروت الى دبي ليمثّل لبنان في البطولة العربية كما سافر نادي الحكمة ليخوض بطولة آسيا في الفيليبين. ومن ثم استدعينا المنتخب في الثالث عشر من حزيران/يونيو بعد عودة الحكم . ما الذي نستطيع فعله أكثر من ذلك وفي تلك الظروف ؟ وبينما أنهت إيران بطولتها المحلية في أواخر شهر آذار/ مارس , كنا قد أنهينا في لبنان البطولة العادية لندخل في التصفيات النهائية ( الفاينال سيكس والفاينال فور) . ونظراً الى الظروف الصعبة التي مرّ بها الإتحاد اضطررنا الى البدء في التحضير متأخرين .
كيف ترى خطوة توقيع فادي الخطيب على كشوفات الحكمة وهو وقّّع سابقا على كشوفات الرياضي ؟
ـ أنظُر الى فادي الخطيب الآن بأنه قائد منتخب لبنان الى أهم استحقاق له في الوقت الحالي .
وارى ان الخطيب أهم لاعب في آسيا وكذلك يعتبره القيمون على اللعبة وأتمنى له كل التوفيق ليتأهل والمنتخب الى بطولة العالم , ولندع الأمور الأخرى جانباً.
"السوبر ليغ"
أيمكن القول إن الطريق أصبح سالكاً أمام "السوبر ليغ" بعد موافقة الإتحاد السوري وإقتراحات نظيره الأردني إدخال تعديلات على نظام هذا الدوري؟
ـ عرفتُ أخيرا بموافقة الإتحاد السوري . وبحسب معرفتي , فإن الإتحاد الأردني يريد ضمانات لكي يدخل المنافسة . لكنّ لا يمكن له إلاّ المشاركة في "السوبر ليغ" لأنها إلزامية وله الحق في ذلك أيضاً , و"السوبر ليغ" يؤهّل النوادي الى بطولة غرب آسيا وبعدها إلى بطولة القارة الآسيوية لاحقاً.
هل انت متفائل بوصول منتخب لبنان الى بطولة العالم ؟
ـ أنا متفائل جداً , وأقول : إن اداء المنتخب اللبناني في الأردن كان ممتاز. أما في قبرص , فلا أعلّق أهمية على الخسارة أمام المنتخب القبرصي لأن الهدف هو الإستعداد وليس الفوز فقط .
وأعتبر أن دورة الملك عبد الله في الأردن قوية المستوى والدليل هو وجود أربع منتخبات قوّية وهي الأردن والسعودية وسوريا والكويت تأهلت جميعها الى البطولة الآسيوية , فالدورة ليست ضعيفة أبداً.
هل كنت تحبّذ أن يتولى زمام المنتخب الوطني مدرب لبناني ؟
ـ تسّلم "بول كافتر" تدريب المنتخب في أول نيسان/ أبريل . أسال هنا: هل يقدر أي مدرب لبناني على ذلك؟ كل المدربين اللبنانيين كانوا منشغلين , وأؤكد أننا في اتحاد كرة السلة فكّرنا في أن يشرف على المنتخب أحد المدربين , إما غسان سركيس أو فؤاد ابو شقرا ,لكن الأول كان في سوريا والثاني معني بتدريب فريق الرياضي.
كلمة في الختام؟
ـ ندعو لمنتخبنا ليتأهل إلى بطولة العالم . وإذا تم ذلك فهو إنجاز ثانٍ في تاريخ كرة السلة اللبنانية وإنجاز لرياضة جماعية ايضا . فلم يسبق أن تأهل منتخب من لبنان في لعبة جماعية الى بطولة العالم إلا منتخب كرة السلة عندما لعب في إنديانا بوليس في عام 2001 . وسيعطي تأهلنا الى البطولة الأكبر دفعاً كبيرا لهذه اللعبة.
معنويات لاعبينا مرتفعة . لكن ارتفاعها كثيرا قد يؤذينا . إنها الثقة الزائدة التي ينبغي تجنٌّبها لتحقيق الهدف المنشود .
حوار وتصوير : حسن زراقط