ارشيف من :أخبار عالمية
آية الله فضل الله: لا يجوز أن يكون ستّة ملايين مسلم على هامش السياسة الفرنسيّة

دعا سماحة آية الله السيّد محمّد حسين فضل الله مسلمي فرنسا إلى الإنطلاق من مواطنيّتهم الفرنسية وعيشها بالكامل أسوة بالفرنسيين الآخرين، مع تأكيدهم على هويتهم الإسلامية، مؤكّداً أن لا تناقض بين الأمرين. كما شدّد على مسلمي فرنسا المساهمة بفعالية في التأثير، ليس فقط في السياسة الداخليّة الفرنسيّة، بل في التأثير في رسم السياسة الوطنية العامة لفرنسا على المستوى الخارجي أيضاً، ممّا يتّصل بعمق القيمة الإنسانيّة لحركة فرنسا، ولا سيما أنّ مبادئ الثورة الفرنسيّة ركّزت على قيم الحرّية والعدالة للشعوب.
ولفت آية الله فضل الله إلى أنّ مصالح المسلمين في فرنسا يحددها المسلمون الفرنسيّون أنفسهم، لا هذه الدولة أو تلك؛ إذ مهما بلغ الحرص على تلك المصالح، فإنها لا تؤدي- وهو ما حدث بالفعل- إلا إلى انقسامات مؤذية تشلّ أوضاع الجالية وتشغلها عن قضاياها الأساسية، داعياً الفئات الواعية والمخلصة من أبناء الجالية الإسلامية في فرنسا العمل بكل الوسائل لتجاوز ذيول الخلافات الحادة بين الهيئات الممثّلة للمسلمين، والتي تهدّد مصالح الجالية وتسبّب صراعات إسلامية داخلية، في وقت تبدو فيه الحاجة إلى الوحدة بالغة الأهمية، وخصوصاً في ظل الهجمة الشرسة التي يتعرّض لها الإسلام في أوروبا اليوم.
كلام السيد فضل الله جاء في بيانٍ وجّهه إلى مسلمي فرنسا على أثر خلافات حادّة في أوساط الجالية الإسلاميّة هناك. وجاء فيه:
شهدت فرنسا في الآونة الأخيرة خلافات حادّة في أوساط الجالية الإسلامية تتصل بأكثر من مسألة، وفي الخصوص مسألة التمثيل داخل مجلس مسلمي فرنسا. ومع تقديرنا لضرورة تنظيم الوجود الإسلامي في الغرب وفي فرنسا بالتحديد، وبصرف النظر عن طبيعة الإطار التمثيلي لهذا الوجود، فإننا ومن موقع المسؤولية الدينيّة، ومن موقع حرصنا على صورة المسلمين الحضاريّة وموقعهم المميّز، نؤكّد على عدّة أمور:
أوّلاً: إن مصالح المسلمين في فرنسا يحددها المسلمون الفرنسيّون أنفسهم، لا هذه الدولة أو تلك؛ إذ مهما بلغ الحرص على تلك المصالح، فإنها لا تؤدي- وهو ما حدث بالفعل- إلا إلى انقسامات مؤذية تشلّ أوضاع الجالية وتشغلها عن قضاياها الأساسية، وهو ما يتيح تسلل قوى وشخصيات عديدة للتأثير بمصالح مسلمي فرنسا أو الإضرار بها. لذا فإن على الفئات الواعية والمخلصة من أبناء الجالية الإسلامية في فرنسا العمل بكل الوسائل لتجاوز ذيول الخلافات الحادة بين الهيئات الممثّلة للمسلمين، والتي تهدّد مصالح الجالية وتسبّب صراعات إسلامية داخلية، في وقت تبدو فيه الحاجة إلى الوحدة بالغة الأهمية، وخصوصاً في ظل الهجمة الشرسة التي يتعرّض لها الإسلام في أوروبا اليوم.
ثانياً: لا بدّ لمسلمي فرنسا من الإنطلاق من مواطنيّتهم الفرنسية وعيشها بالكامل أسوة بالفرنسيين الآخرين، مع تأكيدهم على هويتهم الإسلامية، حيث لا تناقض ما بين المجالين إلا في بعض الأذهان، ومن هنا فإن هموم مسلمي فرنسا وقضاياهم لا تنفصل أبداً عن هموم الفرنسيين وقضاياهم، فالمشكلات السياسية والإقتصادية والإجتماعية والثقافية تكاد تكون واحدة، ما يتطلب الإهتمام بها وطرح الحلول بشأنها، وذلك على قاعدة أنهم مواطنون فرنسيون يتأثرون كغيرهم من مواطنيهم بالمشكلات نفسها، فيحدّدون مطالبهم بما هي مطالب تخدم مصلحة الشعب الفرنسي، وبذلك يؤكدون انتماءهم الوطني، وينفتحون ـ من موقعهم الإسلامي والإنساني ـ على قضايا المسلمين والإنسان خارج خصوصيّتهم الفرنسيّة.
ومن هذا المنطلق، فإنّ من واجب مسلمي فرنسا المساهمة بفعالية في التأثير، ليس فقط في السياسة الداخليّة الفرنسيّة، بل في التأثير في رسم السياسة الوطنية العامة لفرنسا على المستوى الخارجي أيضاً، ممّا يتّصل بعمق القيمة الإنسانيّة لحركة فرنسا، ولا سيّما أنّ مبادئ الثورة الفرنسيّة ركّزت على قيم الحرّية والعدالة للشعوب.
إننا ندعو مسلمي فرنسا إلى إيجاد الصيغة المناسبة التي تمكنهم لعب دور مؤثر في السياسة الفرنسية، وعلى أساس الإلتزام بالقوانين الفرنسية، وهو أمر محق وعادل وقانوني؛ إذ لا يجوز أبداً لنحو ستة ملايين نسمة أن يكونوا على الهامش الفرنسي، ممّا يولّد مشكلات يبقى الجميع بغنى عنها.
أخيراً: إننا في هذا الإطار لا نتحدث من موقع طائفي، ولا نثير أي حساسية، علماً أن فرنسا لا تزال كاثوليكية في العمق، على الرغم من الإعلان عن علمانيّتها... إنما تعنينا مسألة المساواة في الحقوق والواجبات، ويؤلمنا ما تعيشه الجالية الإسلامية من أوضاع صعبة، نتيجة ما مارسته ـ وبحرّية تامة ـ الدعاية الصهيونية من تشويه صورة المسلمين، وتعقيد أمورهم، فاتهموا ومن دون وجه حق، بممارسة العنف والإرهاب حيناً، وبالتخلّف والهمجية حيناً آخر، على الرغم من أنهم يحتلون الموقع الثاني في فرنسا. وإذا كنا ندعو الحكومة الفرنسية لتحمل مسؤولياتها على هذا الصعيد، فإننا في المقابل ندعو المسلمين إلى أن يعملوا لتصحيح الصورة الإسلامية من خلال إظهار معالم هويتهم الحضارية والثقافية والإنسانية إلى أبعد الحدود.
ولفت آية الله فضل الله إلى أنّ مصالح المسلمين في فرنسا يحددها المسلمون الفرنسيّون أنفسهم، لا هذه الدولة أو تلك؛ إذ مهما بلغ الحرص على تلك المصالح، فإنها لا تؤدي- وهو ما حدث بالفعل- إلا إلى انقسامات مؤذية تشلّ أوضاع الجالية وتشغلها عن قضاياها الأساسية، داعياً الفئات الواعية والمخلصة من أبناء الجالية الإسلامية في فرنسا العمل بكل الوسائل لتجاوز ذيول الخلافات الحادة بين الهيئات الممثّلة للمسلمين، والتي تهدّد مصالح الجالية وتسبّب صراعات إسلامية داخلية، في وقت تبدو فيه الحاجة إلى الوحدة بالغة الأهمية، وخصوصاً في ظل الهجمة الشرسة التي يتعرّض لها الإسلام في أوروبا اليوم.
كلام السيد فضل الله جاء في بيانٍ وجّهه إلى مسلمي فرنسا على أثر خلافات حادّة في أوساط الجالية الإسلاميّة هناك. وجاء فيه:
شهدت فرنسا في الآونة الأخيرة خلافات حادّة في أوساط الجالية الإسلامية تتصل بأكثر من مسألة، وفي الخصوص مسألة التمثيل داخل مجلس مسلمي فرنسا. ومع تقديرنا لضرورة تنظيم الوجود الإسلامي في الغرب وفي فرنسا بالتحديد، وبصرف النظر عن طبيعة الإطار التمثيلي لهذا الوجود، فإننا ومن موقع المسؤولية الدينيّة، ومن موقع حرصنا على صورة المسلمين الحضاريّة وموقعهم المميّز، نؤكّد على عدّة أمور:
أوّلاً: إن مصالح المسلمين في فرنسا يحددها المسلمون الفرنسيّون أنفسهم، لا هذه الدولة أو تلك؛ إذ مهما بلغ الحرص على تلك المصالح، فإنها لا تؤدي- وهو ما حدث بالفعل- إلا إلى انقسامات مؤذية تشلّ أوضاع الجالية وتشغلها عن قضاياها الأساسية، وهو ما يتيح تسلل قوى وشخصيات عديدة للتأثير بمصالح مسلمي فرنسا أو الإضرار بها. لذا فإن على الفئات الواعية والمخلصة من أبناء الجالية الإسلامية في فرنسا العمل بكل الوسائل لتجاوز ذيول الخلافات الحادة بين الهيئات الممثّلة للمسلمين، والتي تهدّد مصالح الجالية وتسبّب صراعات إسلامية داخلية، في وقت تبدو فيه الحاجة إلى الوحدة بالغة الأهمية، وخصوصاً في ظل الهجمة الشرسة التي يتعرّض لها الإسلام في أوروبا اليوم.
ثانياً: لا بدّ لمسلمي فرنسا من الإنطلاق من مواطنيّتهم الفرنسية وعيشها بالكامل أسوة بالفرنسيين الآخرين، مع تأكيدهم على هويتهم الإسلامية، حيث لا تناقض ما بين المجالين إلا في بعض الأذهان، ومن هنا فإن هموم مسلمي فرنسا وقضاياهم لا تنفصل أبداً عن هموم الفرنسيين وقضاياهم، فالمشكلات السياسية والإقتصادية والإجتماعية والثقافية تكاد تكون واحدة، ما يتطلب الإهتمام بها وطرح الحلول بشأنها، وذلك على قاعدة أنهم مواطنون فرنسيون يتأثرون كغيرهم من مواطنيهم بالمشكلات نفسها، فيحدّدون مطالبهم بما هي مطالب تخدم مصلحة الشعب الفرنسي، وبذلك يؤكدون انتماءهم الوطني، وينفتحون ـ من موقعهم الإسلامي والإنساني ـ على قضايا المسلمين والإنسان خارج خصوصيّتهم الفرنسيّة.
ومن هذا المنطلق، فإنّ من واجب مسلمي فرنسا المساهمة بفعالية في التأثير، ليس فقط في السياسة الداخليّة الفرنسيّة، بل في التأثير في رسم السياسة الوطنية العامة لفرنسا على المستوى الخارجي أيضاً، ممّا يتّصل بعمق القيمة الإنسانيّة لحركة فرنسا، ولا سيّما أنّ مبادئ الثورة الفرنسيّة ركّزت على قيم الحرّية والعدالة للشعوب.
إننا ندعو مسلمي فرنسا إلى إيجاد الصيغة المناسبة التي تمكنهم لعب دور مؤثر في السياسة الفرنسية، وعلى أساس الإلتزام بالقوانين الفرنسية، وهو أمر محق وعادل وقانوني؛ إذ لا يجوز أبداً لنحو ستة ملايين نسمة أن يكونوا على الهامش الفرنسي، ممّا يولّد مشكلات يبقى الجميع بغنى عنها.
أخيراً: إننا في هذا الإطار لا نتحدث من موقع طائفي، ولا نثير أي حساسية، علماً أن فرنسا لا تزال كاثوليكية في العمق، على الرغم من الإعلان عن علمانيّتها... إنما تعنينا مسألة المساواة في الحقوق والواجبات، ويؤلمنا ما تعيشه الجالية الإسلامية من أوضاع صعبة، نتيجة ما مارسته ـ وبحرّية تامة ـ الدعاية الصهيونية من تشويه صورة المسلمين، وتعقيد أمورهم، فاتهموا ومن دون وجه حق، بممارسة العنف والإرهاب حيناً، وبالتخلّف والهمجية حيناً آخر، على الرغم من أنهم يحتلون الموقع الثاني في فرنسا. وإذا كنا ندعو الحكومة الفرنسية لتحمل مسؤولياتها على هذا الصعيد، فإننا في المقابل ندعو المسلمين إلى أن يعملوا لتصحيح الصورة الإسلامية من خلال إظهار معالم هويتهم الحضارية والثقافية والإنسانية إلى أبعد الحدود.