ارشيف من : 2005-2008

جيل جديد من الأقمار الصناعية الروسية في المدار

جيل جديد من الأقمار الصناعية الروسية في المدار

كتب أندري كيسلياكوف(*)‏

ينطلق من قاعدة بايكونور الفضائية قبل نهاية العام الجاري قمر اتصالات صناعي أمريكي يسمى "أ.م.س. – 23". وقد أكد رئيس وكالة الفضاء الأوروبية جان- جاك دوردين لإدارة وكالة الفضاء الروسية أثناء المباحثات في موسكو في أوائل كانو نالاول/ ديسمبر الجاري وفاءه لنهج التعاون مع روسيا في مجال الأبحاث الكونية. كما من المتوقع أن يشهد ديسمبر الجاري توقيع اتفاقية إضافية حول تعاون روسيا الخاص بالمحطة المدارية الدولية مع وكالة ناسا الأمريكية. وفي فترة سابقة رفعت الولايات المتحدة القيود التي منعت وكالة الفضاء الأمريكية من شراء التقنيات الفضائية من روسيا.‏

ليس هذا سوى جزء من التطورات الأخيرة التي تدل بشكل واضح على السمعة الراسخة التي يتمتع بها القطاع الفضائي الوطني الروسي على الصعيد العالمي.‏

ونرى على ضوئها أن الملاحة الكونية الروسية لا تتغذى على مخزونها القديم وإنما تقوم بتطبيق اختراعات ومستحدثات جديدة إلى جانب استعمالها للتقنيات المجربة المعروفة وذلك على الرغم من عجز ملموس في تمويل البحوث الفضائية.‏

وخير مثال على ذلك هو برنامج صنع سلسلة من الأقمار الصناعية "ميتيور" لاستشعار الأرض عن بعد.‏

لقد تم في 26 آب/أغسطس الماضي بواسطة صاروخ "روكوت" إطلاق قمر صناعي جديد اسمه "مونيتور – آ". ولكن فور إطلاقه ظهرت مشاكل في قناة التحكم بهذا الجهاز ترجع إلى عدم مرور الأوامر البرنامجية التي ترسلها الأجهزة الأرضية مما أدى إلى وقوع القمر الصناعي في نظام تحليق غير موجه وغير هادف. ولكن بفضل جهود الخبراء والمصممين في مركز خرونيتشيف تيسر إنقاذه.‏

وقد دشن صنع "مونيتور – آ" مرحلة هامة في عمل المركز على اتجاه جديد بالنسبة إليه هو تطوير الأنظمة الفضائية المستقبلية للأغراض الاجتماعية والاقتصادية. فلأول مرة في التجربة العالمية جرى استخدام جهاز صغير الحجم ولكنه لا يقل قدرة عن الأقمار الصناعية الثقيلة لتنفيذ مهمات مراقبة البيئة الطبيعية.‏

وحسب الخطة الأصلية قام مركز خرونيتشيف بتمويل تصميم وتصنيع هذا الجهاز من موارده الخاصة عاملا بالمبدأ التجاري. ولكن عندما كان العمل على تصنيع الجهاز يوشك على الانتهاء قررت وكالة الفضاء الروسية إدراج مشروع "مونيتور – آ" في البرنامج الفضائي الوطني نظرا لضرورة وأهمية إعادة بناء المجموعة الوطنية من أقمار استشعار الأرض عن بعد.‏

وسوف تمتلك وكالة الفضاء الروسية 70 بالمائة من القدرات المعلوماتية لـ"مونيتور – آ" وتستفيد منها لتلبية احتياجات المستهلكين في الدولة، أما النسبة المتبقية (30 %) فستكون في حوزة مركز خرونيتشيف ليستخدمها للأغراض التجارية.‏

يمثل "مونيتور – آ" جيلا جديدا من الأجهزة الفضائية يتميز بقدر أكبر من "الذكاء". وقد تم تصميمه على نحو لا يحتاج إلى هيكل محكم ويتكون من أجزاء قياسية مما أتاح تقليص وقت تصنيعه، كما تم تزويده بكاميرتين بصريتين – إلكترونيتين بدقة 8 أمتار و20 مترا. واتخذت المنصة الفضائية النمطية "ياختا" من صنع مركز خرونيتشيف أساسا لهذا الجهاز الذي تبلغ كتلته 750 كغ مع العلم بأن كل معدات الجهاز الأساسية والمساعدة عمليا عبارة عن مستحدثات أخيرة قام بتصميمها وتطويرها مؤسسات الصناعة الفضائية الروسية.‏

تقول نائبة المدير العام لمركز خرونيتشيف إنيسا غلازكوفا "إن الجهاز الفضائي يعتبر جديدا إذا كانت جديدة 30 بالمائة من معداته. أما "مونيتور - آ" فإن 90 بالمائة من أنظمته جديدة". ومن المخطط أن تتألف مجموعة الأجهزة المدارية الروسية مع حلول عام 2010 من 10 أجهزة فضائية على أقل تقدير معظمها الأقمار الصغيرة الحجم من نوع "مونيتور".‏

وتشهد التجربة العملية بأن النتائج القصوى لاستشعار الأرض عن بعد تأتي من خلال تجميع الصور التي تلتقطها الأقمار المختلفة والتي تكمل بعضها الآخر. لذا فإن الصور التي يلتقطها الرادار المركب على متن جهاز "مونيتور" الفضائي يمكن إن تكون تكملة هامة للتصوير في المجال البصري لأن المراقبة بواسطة الرادار لا تتأثر بالظروف الجوية. كما لا تتأثر أجهزة التصوير الحراري (بالأشعة تحت الحمراء) بدرجة إضاءة الأهداف. وسوف تضم المجموعة إلى جانب "مونيتور – آ" أجهزة واعدة جديدة تزود بمختلف المعدات البصرية والإلكترونية مثل "مونيتور – آي" (حراري) و"مونيتور – س" (ستيريو) و"مونيتور – أو" (عالي الدقة) بالإضافة إلى "مونيتور – ر" الذي يحمل رادارا فضائيا. وسوف تنقل كلها إلى المدار بواسطة صاروخ "روكوت" من الصنف الخفيف.‏

إن تشكيل مجموعة الأقمار الصناعية لاستشعار الأرض عن بعد على أساس الأجهزة الفضائية من طراز "مونيتور" والحلول الفنية الجديدة مبدئيا التي تكمن في أساسها وضمان الرصد المتواصل الضروري لتحقيق مهمات مراقبة سطح الأرض – كل هذا يكسب المشروع الروسي الجديد قدرة عالية على التنافس في السوق العالمية لمعطيات استشعار الأرض عن بعد.‏

(*) معلق نوفوستي السياسي‏

2006-10-28