ارشيف من : 2005-2008
طائرة جديدة في السوق العالمية من نوع "Russian Regional Jet RRJ"

لعل برنامج صنع طائرة الركاب الإقليمية الجديدة من نوع " RRJ Russian Regional Jet" يعتبر أحد برامج صناعة الطائرات الأكثر تطورا وطموحا من البرامج المماثلة التي يجري تنفيذها في روسيا. ومن المقرر بدء تحليق أول نموذج لهذه الطائرة في العام القادم.
وتتميز الطائرة الجديدة بحلول تقنية متطورة وخصائص طيران ومؤشرات اقتصادية جيدة وكذلك ببنية تحتية حديثة لدعم أصحاب الطلب.
ومن الواضح أن روسيا تتجه نحو السوق العالمية للطائرات الإقليمية ويدل على ذلك توقيع عقد في أواخر نوفمبر من العام الحالي بين الشركة الروسية "طائرات سوخوي المدنية" وشركة تأجير الطائرات في دبي "Concord Aviation " حول توريد أربعين طائرة جديدة من نوع "RRJـ95" تتسع الواحدة لـ 95 راكبا.
وتدافع روسيا في الوقت نفسه عن مواقعها في مجال الطائرات التي تقوم برحلات بين المناطق في السوق الداخلية أيضا. فمثلا وقعت شركة طائرات سوخوي المدنية وشركة الخطوط الجوية الروسية "أيروفلوت" أيضا عقدا لتوريد ثلاثين طائرة من نوع "RRJ" وتبلغ قيمة العقد العامة 820 مليون دولار. وكان قد تم قبل ذلك توقيع اتفاقية أولية مع شركة الطيران "سيبير" "سيبيريا" لتوريد "RRJ". وبين الشركات أصحاب الطلبات المحتملة الكبيرة شركة التأجير المالية.
وتعتبر وزارة الصناعة والطاقة الروسية الطائرة من طراز "RRJ" أحد المشاريع الأكثر مستقبلية التي ستتيح إمكانية تحقيق قفزة نوعية لصناعة الطائرات المدنية في روسيا وإيصالها الى مستوى الشركات العالمية البارزة وتنوي تمويل صناعة هذه الطائرات بـ 36 مليار روبل. وحصل مصممو الطائرة أيضا على ضمانات للحصول على القروض. ولكن "RRJ" في الوقت نفسه مشروع تجاري بحت وتقوم الدولة هنا بدور المستثمر فقط وسوف تعاد الأموال الى الخزينة من بيع الطائرات بعد تنظيم إنتاجها المتسلسل.
وبدأت عملية بيع الطائرة وهي في مرحلة التصميم وهذه ظاهرة لم يسبق لها مثيل بالنسبة للممارسة في روسيا.
وتجدر الإشارة إلى أن طائرة "RRJ" ليست من صنع روسيا كليا إذ يجري إنتاجها بالتعاون الدولي الواسع النطاق مع موردي الأجزاء المكونة العالميين. وسيتم خاصة تركيب المحرك "SaM 146" من تصميم شركة"PowerJet" التي تتألف من الشركة الفرنسية Snecmaـ Safran Group والروسية "ساتورن". ومن المقرر تجربة أول محرك "SaM 146" في مارس من العام القادم في المختبر الطائر المركب على متن إيل – 76 . ومن المقرر أن يطير بهذا المحرك في أكتوبر أول نموذج تجريبي لطائرة "RRJ" .
وبين الشركات الأجنبية الأخرى الموردة للأجزاء الأخرى للطائرة الروسية الجديدة شركة "Tholes ""نظام الملاحة" و" Liebherr ""نظام القيادة" و"Honeywell" "نظام الدفع المساعد" و " Messier Dowty " "الشاسيه" و"Intertechnique" "نظام الوقود" و" Hamilton Sundstrahd " "نظام التزويد بالكهرباء" و" Air Cruisers " "معدات الإنقاذ" وبعض الشركات الأخرى. كما يشترك العديد من الشركات الروسية في تصميم وصنع بعض أجزاء الطائرة.
وبما أن الطائرة ستصنع من عدة أجزاء مكونة مستوردة لذا ستحصل على ترخيص وفقا للمقاييس الدولية بسهولة. والخبراء الروس والأجانب اليوم متفقون في الرأي حول أن "RRJـ95" بالإضافة الى طائرات من نوع "RRJ 60" و"RRJ75" ستكون لها إمكانيات عالية للتصدير. ومن المهم أن سعر "RRJ" في السوق الغربية سيكون أرخص من أسعار الطائرات المماثلة للشركات المنافسة بـ 10 – 15 بالمائة. أما فيما يتعلق بالمشترين الروس لطائرة "RRJ" فإن الحكومة الروسية مستعدة لخفض رسوم الاستيراد في إطار هذا المشروع أو إلغائها على الإطلاق.
وتدل دراسات التسويق الحالية على أن السوق العالمية قد تكون خلال السنوات الـ 15 – 20 القادمة بحاجة الى حوالى 800 طائرة من نوع "RRJ" سيبقى حوالى 300 – 350 طائرة منها في روسيا. ومن المتوقع البدء بطرح الطائرة "RRJ" في الأسواق في عام 2008 . ومن الممكن تحقيق ذلك عمليا بفضل استخدام نظام التجميع المأخوذ من شركة "بوينغ" مما يتيح تخفيض حجم العمل وبالتالي مدة إنتاج الطائرة بـ 30 بالمائة.
أما فيما يتعلق بالطائرة الأوكرانية آن – 148 المنافسة لطائرة "RRJ" من حيث المبدأ فإنها طارت لأول مرة في ديسمبر من العام الماضي ومن المقرر إنهاء ترخيصها في النصف الأول من العام القادم. وكان من المقرر منذ البداية أن تقوم شركة صناعة الطائرات المساهمة الروسية في فورونيج ومصنع الطائرات في كييف "أفيانت" بالإنتاج المتسلسل لطائرة آن ـ148 . ولكن الإعداد لإنتاجها في شركة فورونيج توقف عمليا بعد انتخابات الرئيس الجديد لأوكرانيا وبرود العلاقات لاحقا بين البلدين. ولم يُعطَ إلا مؤخرا الضوء الأخضر لطائرة آن – 148 . ووقعت شركة فورونيج وشركة آن "أنطونوف" في أواخر نوفمبر عقد ترخيص يسمح بالبدء بالإنتاج المتسلسل لهذه الطائرة في روسيا في العام القادم.
ومن الممكن ألا تكون شركتا "سوخوي" و"أنطونوف" منافسين إذا بدأت الأولى بإنتاج 95 – 110 طائرة بعيدة المدى "3000 – 5000 كم " والثانية 70 – 80 طائرة متوسطة المدى "1000 – 2000 كم". علما بأن روسيا مهتمة بإنتاج آن – 148 لأنها تتألف بنسبة 69 بالمائة من أجزاء تصنعها شركات الطيران والفضاء الروسية.
وتقوم شركة "إيليوشين فينانس" في روسيا ببيع وتوريد هذه الطائرات. ولديها الآن حقيبة للعقود المتفق عليها أو التمهيدية مع الشركات الروسية لتوريد 54 طائرة. كما أن شركة الطيران الأوكرانية "أيروسفيت" وشركة الطيران الكازاخية أبديتا اهتماما باقتناء عشر طائرات آن – 148 من تجميع شركة فورونيج. ومن المقرر أن يتم في شركة فورونيج خلال عشر سنوات تجميع حوالى 250 طائرة.
وهناك خاصية مهمة لعقد الترخيص الموقع حول أن روسيا يحق لها أن تطور بمفردها طائرة آن – 148 من التصميم الأساسي الى أشكال أخرى كطائرة نقل عسكرية وطائرة لأغراض خاصة وطائرة للشحن وطائرة للشحن والركاب. وتشير تقديرات الخبراء الى أن من الممكن أن تحتاج القوات المسلحة الروسية وأجهزة القوة الروسية الأخرى الى حوالي 200 من هذه الطائرات بما في ذلك للقوات البحرية وطائرات الاستطلاع اللاسلكي الإلكتروني واللاسلكي التقني ومركز القيادة الجوي وكذلك طائرات التزويد بالوقود.
وتنفيذ برنامج إنتاج آن – 148 في شركة فورونيح سيسمح بالإضافة الى الأشياء الأخرى بضمان عمل مصنع الطائرات هذا للمستقبل القريب.