ارشيف من : 2005-2008
اتفاق جديد بين لحود والسنيورة على حكومة تكنوقراط في أسرع وقت ممكن

استقبل رئيس الجمهورية العماد اميل لحود عند التاسعة من صباح اليوم في القصر الجمهوري الرئيس المكلف فؤاد السنيورة، وكان بحث في ردود الفعل على التشكيلة الحكومية التي قدمها الرئيس المكلف وتضم ثلاثين وزيرا ومواقف الاطراف منها.
الرئيس السنيورة
بعد اللقاء الذي استمر 45 دقيقة تحدث الرئيس المكلف الى الصحافيين فقال: "التقيت هذا الصباح فخامة الرئيس، وكان اجتماعا وديا ومريحا اذ بحثنا في الصيغة التي قدمتها منذ يومين وهي صيغة الثلاثين وزيرا. كذلك بحثنا في صيغة اخرى مقتبسة الى حد بعيد من الصيغة التي كانت معتمدة على اساس ثلاثين وزيرا ولكن من دون الوصول الى هذا العدد اي على اساس اربعة وعشرين وزيرا. وكان تفضيل فخامة الرئيس ان بدلا من الخوض في تشكيلة وزارية مطعمة بين اعضاء من مجلس النواب وايضا وزراء من خارج الندوة البرلمانية، وهذا الامر يتوافق الى حد بعيد مع تفضيلي الشخصي الذي كنت احاول ان اوفق ما بين رغبات العديد من اعضاء مجلس النواب في ان يصار الى تمثيلهم في الوزارة على هذا الاساس، فقد اتفقت مع فخامة الرئيس على ان نسير في عملية اعداد تشكيلة للحكومة العتيدة من خارج مجلس النواب، اي من اناس لديهم المعرفة السياسية من جهة ولكن ليسوا اعضاء في احزاب او لديهم انتماءات مباشرة في تلك الاحزاب، ولكن لديهم هذه المعرفة السياسية والحس في الشأن العام وهذا أمر في غاية الاهمية، ولديهم نجاحات في الحقول التي يمكن ان يتولوا الحقائب فيها، وهذا الأمر طبيعي وكان من ضمن خياراتي التي كنت اعمل على تحقيقها بالتوازي مع عملي من اجل اعداد التشكيلة الحكومية التي كنت قد تقدمت بها، وعلى هذا الاساس اتفقت مع فخامة الرئيس على أن يصار وبسرعة الى انجاز ما كنت قد بدأت به، والى حد بعيد في وضعه، وان شاء الله ان يصار الى التقدم به الى فخامة الرئيس في اقرب فرصة".
حوار مع الصحافيين
سئل: كنت دائما تخرج متفائلا بعد لقائك مع فخامة الرئيس ولكن بعد ساعات تبرز عقبات جدية امام الحكومة، هل تتوقع انفراجا على صعيد التشكيلة المزمع اعدادها؟
اجاب:" هذا من طبعي، ليس التفاؤل الفارغ بل التفاؤل المبني على الارادة في الرغبة والحاجة الى الوصول الى حل وبالتالي اعتقد ان هناك دائما بعض العقبات. اذكر عندما كنت في مقتبل العمر كيف كانت الامور عند تأليف الحكومات قبل عام 1975 وكيف كانت تمر بهذه المخاضات، فهذا الأمر جزء من الحياة الديموقراطية التي لا بد لنا من ان نتفهمها في عملية الاعداد لهذه التشكيلة الحكومية العتيدة". سئل: يقال اننا سنبقى في ازمة حكم الى حين صدور تقرير رئيس لجنة التحقيق الدولية دتليف ميليس، فهل البلد يحتمل، ولماذا لا تعطي نفسك مهلة للقيام بهذه المهمة او الاعتذار؟
اجاب: "انا أعطيت لنفسي مهلة، ولكن يهمني في هذا الامر ان استمر في اعطاء كل محاولة نصيبها من التفكير والاعداد والتسويق لدى الفئات المختلفة حتى نصل الى تشكيلة. طبيعي القول أننا سنستمر بحالة من المراوحة حتى صدور تقرير التحقيق، واعتقد ان في هذا الامر ظلامة على البلد الذي لا يمكن ان يتحمل".
سئل: المشكلة الاساسية كانت في التشكيلة الثلاثينية التي قدمتها للرئيس لحود، وفيها محاصصة لم تحظ بموافقة اطراف اساسيين، فهل الحكومة التي ستعدها من جديد لن تواجه المشكلة نفسها لان المشكلة لم تكن في ان تضم الحكومة نوابا ام غير نواب انما في الحصص؟
اجاب: "هذه الحكومة ممثلة للتيارات كافة، وكانت الفكرة التي انطلقت منها ان تكون الحكومة ممثلة لجميع التيارات في البلد، ولكن مع الاخذ في الاعتبار ان هناك اكثرية وكتلا وبالتالي تمثيل الجميع مع ارجحية للأكثرية في مجلس النواب. هذه كانت الفلسفة التي انطلقت منها، وهذا امر جدا مقبول في الاعراف السياسية. ليست العملية عملية حسابية لان الامر لا يحصل بهذه الطريقة".
سئل: في ظل ما يجري في البلد، هل هناك توقيت محدد بعد كل هذه المشاورات لاعلان الحكومة وهل ستسرعون اكثر في عملية التشكيل؟
اجاب:" حتما. الان بعد استنفاد الخيارات التي هي من داخل المجلس وخارجه، نأتي للخيار الاخير الذي هو من خارج المجلس".
سئل: لماذا اتجهت بعد لقائك الرئيس لحود الى تشكيل حكومة تكنوقراط؟
فقال الرئيس السنيورة مقاطعا: "انا استعمل في الحقيقة من خارج المجلس".
سئل: هل هناك اتفاق على توزيع الحصص لان الخلاف على هذا الامر؟
اجاب الرئيس السنيورة: "هذا طبيعي، الرئيس المكلف يتولى الاستطلاع ويضع ضميره ومصلحة البلد والرغبة في ايجاد فريق عمل متجانس وان تكون هناك قدرة على اتخاذ القرار داخل المجلس حتى لا نصاب بما اصيبت به حكومات سابقة لجهة الشلل الحكومي. ان اخطر ما يمكن ان نصاب به هو حال الشلل الحكومي الذي اصيب به عدد من حكومات الرئيس الحريري السابقة، وهذا الامر نود ان نتجنبه. لا اريد ان اخوض تجربة مماثلة خضتها في الماضي. ساكون واضحا في هذا الشأن، يجب ان يكون هناك تجانس داخل هذه المجموعة حتى تكون هناك قدرة على اتخاذ القرار".
سئل: لماذا أخليتم بالاتفاقات التي عقدتموها، والعماد ميشال عون يقول انه يفاوض جهة بينما هناك جهة ثانية هي التي تقرر؟
اجاب: "اعتقد انه في صحف اليوم، اصبح واضحا ان هذا الكلام حمل اكثر بكثير مما قيل وهذا الامر غير دقيق. لا اود ان ادخل في سجالات واعتقد انه ليس من مصلحة احد ولا مصلحة البلد ان ندخل في سجالات".
سئل: من سيختار الوزراء؟
اجاب: "انا". سئل: من دون العودة الى الكتل النيابية؟
اجاب: "سأستشير ومن ثم اختار".
سئل: هل تصر على ان تتضمن التشكيلة اكثر من الثلثين لمصلحتكم؟
اجاب: "ستطلعون على التشكيلة عندما أقدمها".
سئل: كان هناك حديث عن امكان اعتذارك؟
اجاب: "تعودت في حياتي انه عندما اخوض في شأن معين لا افكر إلا في النجاح".
المصدر: وكالات ـ "الوكالة الوطنية للإعلام"