ارشيف من : 2005-2008

السيد نصرالله:نزع سلاح "حزب الله" مستحيل جدا وأميركا والغرب لا يستطيعان ذلك ولبنان لا يعني لهم شيئا إلا من خلال بوابة القرار 1559

السيد نصرالله:نزع سلاح "حزب الله" مستحيل جدا وأميركا والغرب لا يستطيعان ذلك ولبنان لا يعني لهم شيئا إلا من خلال بوابة القرار 1559

لمناسبة ذكرى مرور أسبوع على استشهاد المجاهد الحاج ملحم سلهب (الحاج جابر) والذي استشهد في عملية التصدي الاخير للكوموندس الصهيوني الذي حاول التسلل من مزارع شبعا اللبنانية المحتلة،أقام حزب الله أحتفالاً في حسينية بلدة بريتال (البقاع) برعاية الامن العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله حضره لفيف من العلماء والشخصيات السياسية والحزبية، وقد ألقى سماحة السيد نصرالله كلمة قال فيها:‏

"ان الشهادة في "حزب الله" عنوان قديم جديد ويبقى قديما جديدا وهم يخطئون عندما يظنون ان القوة بالسلاح، وهناك قوى كبيرة تملك ترسانات من السلاح وهي عاجزة عن صنع قرار متواضع، فالقوة ليست بالسلاح وإنما بالقلب والعقل الذي يحتضن هذا السلاح ولا يمكن أن نضعف أو نذل أو نهان طالما نملك الارادة وطالما هناك أسرى في السجون وسيادة منتهكة وأرض محتلة، والشهيد يعيدنا الى القيم والدماء السائلة من عيوننا منذ عشرات السنين وسنواصل دربه ودرب الشهداء الذين سبقوه ولا يمكن أن نترك أسرانا".‏

أضاف السيد نصر الله: "بالأمس صوب شارون بعدما قال مزارع شبعا اسرائيلية عاد ليقول انها سورية، ولن ننسحب منها ونؤكد انها أرض لبنانية بحسب الحكومات المتعاقبة والبرلمان اللبناني وان كان من خط أزرق فمزارع شبعا لبنانية ومن حقنا أن نقاتل في أي تلة وفي أي موقع فيها، مزارع شبعا أرض لبنانية محتلة ومن يلتزم يلتزم بشكل طبيعي ومن حق المقاومة أن تقاتل في الأرض اللبنانية المحتلة، وإذا ما حاول البعض أن يربط بمساعي تشكيل الحكومة فإني لا أحتاج للتوقف عند هذا الكلام. وهذا كلام غير صحيح ولا يرتبط بذلك على الاطلاق وهو لا يرتبط بأي موضوع داخلي ولا علاقة بما يجري في خندق المقاومة وأي تطور سياسي داخلي نزاعي، وهذا من ضمن انطلاقة خط المقاومة عام 1982 ونحن لا نسخر العمليات لأهداف سياسية داخلية وهذه العملية هي رسالة قديمة جديدة، هي ان المقاومة موجودة هنا وهي تقوم بواجبها ولا يستطيع أحد أن يقتلعها من أرضها وما يجري في الداخل لا يمكن أن يجعلها تنام أو تمشي بالاتجاه الخطأ وهذه الرسالة ينبغي أن يفهمها هؤلاء، وقد هدد الاسرائيليون برد قاس وهذا ليس تجريد وهم يحاولون إشعال فتنة داخلية بتهديدهم بالقصف والتدمير ومقابل ذلك بعض اللبنانيين يرفض أن يذهب الى صدام أو فتنة داخلية لكن الاميركيين مصرون ويضغطون على لبنان الرسمي والشعبي لتحقيق المطلب الاسرائيلي وبفضل تأييدكم للمقاومة استطعنا تجاوز مرحلة مهمة من الخطر، لكن المعركة لم تنته وظن الاميركيون بالانتخابات التي جرت بأنهم سيعزلون المقاومة من بيئتها المباشرة خلال العشرين سنة الماضية وسخروا الشخصيات والاعلام لتطبيق القرار 1559 وقالوا اذا لم تطبقوه ستأتي قوات دولية والحلف الأطلسي. وهنا كانت المعادلة الخاطئة في عقل الاميركيين والمجتمع الدولي".‏

وقال السيد نصر الله: "ما قمنا به في الانتخابات، وبحسب طبيعة التحالفات كانت صحيحة مئة في المئة، وكان فيها بعض التضحيات، وبعضها كان مقبولا من اجل تفويت فتنة كبيرة، وهذا أهم من الاشخاص، وتجاوزنا المرحلة. في الأمس، قالوا نزع سلاح "حزب الله" صعب جدا، أقول لهم نزع سلاح "حزب الله" مستحيل جدا، وأميركا والغرب لا يستطيعان ذلك، فهذه مسألة داخلية نناقشها معا. أما أن يضغط أحد علينا لنزع سلاح المقاومة، فهذا مستحيل، وبحسب الاعتراف الاميركي هذا صعب والاوروبيون الذين سايروا الاميركيين بعد الانتخابات قالوا كيف لنا أن نتحدث عن ذلك، ول"حزب الله هذا الحضور الشعبي، وهذه هي إرادة الناس".‏

وتابع: "ان الاميركي يبني رهانه على الصراع الداخلي والفتنة الداخلية والصراع في ما بيننا، والعقل والصدق والحكمة تقضي بأن نسد اي باب للخصام والنزاع والصراع الداخلي، وقلنا يجب ان نواجه بالتلاقي والحوار وتحصين الساحة الداخلية بين اللبنانيين، وأقول نحن إخوة، في سابق الايام، حصل خلاف بيننا تطور وانتهى". واستبعد السيد نصر الله الخيار العسكري، وقال: "لو كان الاسرائيليون قادرين على ذلك لما فروا العام 2000، وانتظروا القرار الدولي والقرار 1559، ولبنان ليس نزهة، والرهان الحقيقي هو الضغط السياسي والمعنوي والاقتصادي حتى يسلم اللبنانيون سلاحهم او يختلفوا في ما بينهم". واشار الى "أن الاميركيين يلتقون ببعض المسؤولين، ويتجاهلون البعض الآخر، ونحن لا يشرفنا ذلك". وقال: "يأتون الى هنا ليضغطوا على المسؤولين اللبنانيين والتيارات السياسية، واختلطت المعارضة بالموالاة بعد الانتخابات، وهناك من يسعى ليهتم بالوضع الداخلي وإنماء معالجة دين الكهرباء. فالأميركيون يريدون أن يفرضوا على الكتل السياسية والنيابية أولويتهم بتطبيق القرار 1559، وينامون ويصحون على ذلك، ولبنان لا يعني لهم شيئا إلا من خلال بوابة ال1559".‏

وختم: "نحن لسنا ذاهبون الى حرب، بل الى مواجهة سياسية، وعلى اللبنانيين ان يناقشوا بجدية مصلحتهم، ونؤكد المزيد من التلاقي والحوار والنفس الطويل. واذا استطعنا تشكيل حكومة تمتلك الحد الادنى وحدا معقولا من القدرة والعزم والتضحية واصلاح المشكلات الداخلية وابعاد الاخطار يمكن ان نتعاون جنبا الى جنب، وكتفا الى كتف لمعالجة هذه الازمات الضاغطة".‏

2006-10-28