ارشيف من : 2005-2008

التظاهرة النقابية في الصحافة(4)

التظاهرة النقابية في الصحافة(4)

بنت جبيل: "القصة مش رمانة .. قلوب مليانة"‏

بنت جبيل ـ علي الصغير‏

يكفي بالنسبة لأهالي بنت جبيل أن تكون دعوة التظاهرة مطلبية حتى تجد أصداءها الإيجابية، فكيف إذا كان الهدف المقابل هو الدولة، عندها ترتفع درجة الحماسة وتلتهب. فهذه الأخيرة بالنسبة للمربي شادي دبوق "هي مفهوم مبهم لا نعرفه إلا عندما تندس يدها في جيوبنا الخاوية لتقتنص بطريقة تعتقدها شطارة ما تبقى من قروش قليلة وبعناوين ما انزل الله بها من سلطان".‏

لذلك فإن تلبية الدعوة للتظاهرة النقابية كانت من بديهيات الأفعال التي لن يحول دونها لا طول الطريق وعذاباتها أو أي انشغالات أخرى حتى بالنسبة لمزارعي الدخان ومهنتهم "المقدسة"، برغم أن بعضهم بدأ مؤخرا بشك محصوله السنوي. وفي رأي المزارع يوسف ناصر "الدولة بالنسبة لي دائما على خطأ أو هذا على الأقل ما عهدناه سابقا وحتى الآن"، لذلك فهذا المزارع الجنوبي "القليل الحيلة" كما يقول، يرى "إنني رغم عدم معرفتي بتفاصيل ما يسمى بالورقة الإصلاحية أو الإنقاذية التي شخصيا لم يسألني أحد رأيي فيها، فإنني اجد نفسي مدفوعا بشعور ما للدفاع عن لقمة عيشنا المغموسة بمرارة ورقة الدخان، لان مجرد السماع بأي زيادة للضرائب أو الرسوم يصيبني بالقشعريرة والخوف مما هو آت".‏

وإذا ما كان الرأي الحزبي للأطر التنظيمية في المنطقة يأتي ضمن القرار المركزي لتلك الأحزاب، إلا انه بالمفهوم الطائفي يمكن ملاحظة أن جميع التلاوين الحزبية في الشارع الشيعي من حركة أمل وحزب الله والتيارات اليسارية والقومية هي من دعاة المشاركة وطبعا في جميع الأحوال "النقليات مؤمنة ذهابا وإيابا". أما في الشارع المسيحي فكما هي الصورة العامة أيضا يقف على طرفي موقفين مضادين، مؤيد وداعم ومحرض من جهة، مقابل من يدعو إلى "إكمال الحياة اليومية وكأن شيئا لم يكن" من جهة اخرى.‏

فالمواطن جورج الحاج يدعونا في رميش إلى النظر إلى ما حولنا لنستشف ما إذا كانت "الدولة مرت من هنا" يوما. لذلك فالحماسة للمشاركة في حدث اليوم ضد هذا الواقع، وما قد يكون، ليست وليدة هذه الساعات أو الأيام القليلة الماضية، بل هي عبارة عن تراكمات من شهور وسنوات من التغيب والنسيان والإهمال "واعتبارنا خارج حدود الوطن"، وبالتالي يتابع الجنوبي "فالحاجة والجوع لا دين لهما ولا طائفة، فإنهما جمعانا بحق في تعابير الوحدة الوطنية والمصير المشترك طالما لم تجمعنا لا السياسة ولا الرفاهية".‏

أما بالنسبة لمواطن آخر فالموضوع ابعد من ورقة إصلاحية أو مطالب عمالية "فهذه التظاهرة تحمل بين دعواتها رسائل سياسية محلية وخارجية"، اما صورة المشاركة البنت جبيلية فهي تأتي ضمن السياق العام لتقاسم موازين القوى الحزبية في المنطقة، وليست نابعة من أمور مطلبية بحتة".‏

وينطلق الطالب محمد قاسم (اقتصاد واجتماع) من العبارة الأخيرة موافقا على مضمونها من حيث المبدأ، "فبالنسبة لنا في هذه المنطقة لا يعنينا التعاقد الوظيفي بشكل شخصي، لأننا أصلا لا يحق لنا هذه الميزة باعتبار أننا من مواطني الدرجة الثانية" لذلك فإن احتجاجهم على هذه الورقة "التخريبية" لأنها تمس أناسا ننتمي معهم إلى هذا الوطن الصغير". أما في السياسة فيتابع قاسم بأن "الأمر بالنسبة له هو "بتعقيدات مسألة الكيمياء المكتوبة على اللوح" المقابل ويشير إليه بإصبعه ويمضي.‏

المصدر: صحيفة السفير 11أيار/مايو 2006‏

2006-10-28