ارشيف من : 2005-2008
ملحق خاص ـ الامام الصدر .. حاضر في غيابك (أنقر المزيد لمشاهدة كل الموضوعات)

سبعة وعشرون عاماً يا إمام. إننا مجدداً إزاء جدلية الحضور والغياب، فماذا ترانا نقول في الذكرى السابعة والعشرين لغيابك، هل نقول: سبعة وعشرون غياباً عن الزمان والمكان، أم نقول: سبعة وعشرون حضوراً وإقامة في كل الزمان وفي كل المكان.
واقع الحال يقول إنك لم تعرف كيف تبرح الخيال ولم نعرف كيف ننسى مشهد شروق الشمس. كنت أنت الرجل الشمس بقامتك التي تشبه المآذن وعمامتك التي تحاكي القباب طهراً ونقاءً، تعرف كيف تجعلنا نبصر في مراياك كلما أدركتنا الريح السموم والظلمات. وتعرف كيف تسمِّر ملايين العيون أمام محيّاك, وترفع قبضاتها في الهواء قارعةً أبواب الغياب: أن عد يا إمام فقد ادلهمّ الظلام...
كنت أنت تسمع النداء فتترجل عن صهوة الأيام الهاربة كالماء العابر. تمسك بناصية السجّان. تكسر السلاسل. تنزل عن درج المقاصل...
كنا نحن نعرف كيف نرى عرشك في القلوب وفي زرقة البحر ورائحة الليمون وخضرة بيّارات النعناع البري, ونعرف كيف نلتقط منك الإشارات، فلا نضلّ طريق المقاومة الذي اختطته أو نهجها الذي ارتضيته.
كأننا كنا على موعد معك عند مفارق الدروب, عند الجسر "أواه كم يحبك الجسر, والماء العابر", في ساحات قرانا القابضة على الجمر, في أزقتنا البائسة, في أحلام فقرائنا. كان لدينا منك خرائط خطط وسياسات خبّأناها في صدورنا للأيام العجاف. وها نحن اليوم في الذكرى السابعة والعشرين لتغييبك أيها الإمام الكبير نفتح كتابك الجامع ليقرأ فيه كل اللبنانيين بعد أن مزقتهم الأسفار القادمة من كل الجهات.
الانتقاد