ارشيف من : 2005-2008

ملامح التجديد عند السيد موسى الصدر: إمام التواصل (2)

ملامح التجديد عند السيد موسى الصدر: إمام التواصل (2)

.. الجزء الثاني من الدراسة‏ " ملامح التجديد عند السيد موسى الصدر: إمام التواصل‏

ـ "بقلم د.حسين رحال(*)"‏

3 ـ مصالحة الخصوصية اللبنانية مع الانتماء العربي والبعد الاسلامي‏‏

إن تواصل التجارب الثلاث في تجربة الإمام الصدر كوّن وعياً شاملاً وحاداً بضرورة الإصلاح وفق رؤية شاملة لا تختزله بالمنحى التربوي وحده ولا السياسي فقط، ولا الفكري وحسب، في نظرةٍ أقرب إلى رؤية الافغاني مع إدراكها لأمر هام يغيب عادة عن وعي أصحاب مشاريع تغييرية كبرى، ومنهم الاسلاميون، وهو الخصوصيات العائدة لكل مجتمع، حيث أدرك الإمام الصدر بسرعة مذهلة خصوصيات الاجتماع اللبناني وشروط تكوّنه وسياقات الخلل المتفشية فيه، فأدرك شرط التنوع الثقافي والديني وتعامل معه بإيجابية، لكنه اكتشف خطورة المرض الطائفي في البنية السياسية للدولة خصوصاً في تحالفه مع الاحتكار والتمييز الاجتماعي والتهميش والحرمان، وهو ما حدا به إلى التحذير من تداعياته على الوطن ومستقبله منذ أواخر الستينات.‏‏

أما الشرط الآخر فهو المدى العربي للبنان المطل على الجرح الفلسطيني والمتداخل معه، فاكتشف مبكراً أن الحفاظ على التنوع الديني والاستقرار الاجتماعي مشروط بإصلاح البنية السياسية والاجتماعية، ولكن ليس على حساب انتماء لبنان العربي ودوره في الصراع ضد العدو الصهيوني ودعم قضية الشعب الفلسطيني(13).‏‏

انطلاقاً من ذلك صاغ الإمام رؤية لبنانية للصراع العربي الصهيوني تعتبر الكيان الصهيوني العنصري النقيض الحضاري لصيغة التعايش الوطني اللبناني وخطراً وجودياً على الارض والمياه. ورؤية شيعية للاندراج في الاجتماع اللبناني تحمل قيم التضحية بالمال والنفس لحماية الحدود الجنوبية للوطن من العدو والمبادرة الى مساندة كل محروم الى اي فئة انتمى، فلم يجد تضاداً بين خصوصية لبنان والدائرة القومية العربية ولا تضاداً بين الانتماء الشيعي وامتداده الثقافي العقائدي مع العمق العراقي والإيراني والانتماء الوطني للدولة اللبنانية.‏‏

هكذا قدم رؤية تواصلية لا انقطاعية بين مختلف دوائر الانتماء والهوية المركبة المنفتحة، ولكن المتمسكة بشخصيتها الأم الثابتة.‏‏

ابتدأ الإمام بإصلاح نظرة الشيعة الى رجال الدين فأعاد إحياء دور رجل الدين داخل مجتمعه ووطنه(14)، فكان لا بد من سحب الديني من سلطان السياسي، خصوصاً استتباع الزعامة السياسية الاقطاعية لأعضاء المؤسسة الدينية، وتحويلهم إلى ملحق وتابع في صراع الزواريب المناطقية والمصلحية للسياسيين(15). وبذلك سحب الإمام الصدر رجل الديني الشيعي اللبناني من زوايا التهميش إلى إدارة الصراع، وتوجيه المجتمع، ونقل الشيعة من الدور الهامشي في الدولة والمجتمع إلى الفعالية السياسية والاجتماعية.‏‏

كان لهذه الرؤية وما رافقها من أداء غير معهود لرجل دين غير تقليدي آثار هامة في الاجتماع الشيعي منها:‏‏

ـ إحداث تغيير في الوعي حول الذات والآخر(16) من خلال اعتماد الفكر الإسلامي المستنير في إدارة المشروع السياسي والوطني للشيعة، وهو ما استغرق فترة الستينات، ثم الاستناد إلى ذلك الفكر في تنظيم الفاعلية الاجتماعية والمؤسسية للمجتمع الشيعي اللبناني وفقاً للآليات المتاحة في المجال اللبناني. وهو ما طبع الفترة الثانية الممتدة منذ اواخر الستينات وحتى بداية الحرب الأهلية اللبنانية.‏‏

ـ مصالحة الشيعة والمؤسسة الدينية تحديداً مع فكرة الدولة المعاصرة على قاعدة مشروع واضح إصلاحي للنظام السياسي، ومطلبي على الصعيد الاجتماعي، قوامه المساواة والمشاركة في صنع القرار وإدارة البلاد والمساهمة في المواجهة العربية للمشروع الصهيوني.‏‏

ـ إدخال المجتمع الشيعي والمناطق المحرومة في عملية التنمية الشاملة من خلال مكافحة ثالوث الجهل والمرض والفقر، وبناء مؤسسات تربوية واستشفائية، وتأطير النشاطات الاجتماعية والاقتصادية وتوجيهها، وتحديث الوعي عند الطبقات الثرية والفقيرة معاً.‏‏

أقام الإمام على هذا الصعيد جسراً للتواصل بين الشيعة ومحيطهم السياسي وبيئتهم المتنوعة، في الفكر وفي الممارسة أيضاً، وشكّل رافعة تحديثية لشرائح واسعة من المجتمع اللبناني على أسس دينية منفتحة.‏‏

4 ـ تجاوز الخطاب التجريدي النظري عند الحركات الإسلامية‏‏

مثلما لم ينزلق الإمام الصدر في السياق الذي تورط فيه الفكر الإسلامي في فترة ما بعد النهضة نحو قوقعة الهوية المنقطعة عن العصر والمجتمع (كما أشرنا في النقطة الأولى) فإنه تجاوز أيضاً المستوى الطوباوي للطروحات الفكرية والسياسية الذي انحصرت فيه مساهمات أغلب التيارات الإسلامية المعاصرة، إلى تقديم برامج وأجوبة محددة عن حاجات وتساؤلات المجتمع المعاصر (في مثاله اللبناني)، الامر الذى كان محور النقد الذي مارسه التجديديون منذ ثمانينات القرن العشرين على الخطاب الاسلامي الممارس من قبلهم خلال العقود السابقة، ومن ذلك التعميم والافتقار الى المناهج العملية، وغياب الآليات وعدم التواصل مع الواقع المعاصر(17).‏‏

إن التجديد في الوسائل والآليات والبرامج العملية أمر لم يتوافر لإسلامي آخر معاصر للإمام الصدر (المجلس الشيعي، حركة المحرومين، مجلس الجنوب، مؤسسات فنية وتربوية، وأوراق عمل لأمور محددة كتوحيد الفقه بين المذاهب، أوراق سياسية/ الوثيقة الدستورية، اقتراحات محددة ومطالب محددة. ووسائل واضحة/ إضرابات واعتصامات، تظاهرات، إنجازات محددة/ مطالبة بإنشاء طرق سريعة الى المناطق النائية، مشاريع المياه والسدود، مشاريع زراعية، صناعية، سياحية محددة. استخدام الدراسات العلمية والاحصاءات في المطالب التنموية، ومتابعة المؤسسات والمشاريع الرسمية).‏‏

5 ـ استشراف المستقبل‏‏

شكل وعي العصر والحاضر مقدمة للتواصل مع آفاق المستقبل ومخاطره اذ حمل أداء الإمام الصدر وخطابه معطيات ومواقف ثبتت صحتها بعد عقود برغم الجدل الذي أثارته حينها والافتراءات التي سيقت ضده.‏‏

أ ـ من هذه المواقف الاستشرافية موضوع المقاومة في الجنوب وعلى الحدود، إذ طالما عاب سماحته على النظام السياسي اللبناني تحييده للبنان عن الصراع العربي الصهيوني، وعدم تهيئة المجتمع اللبناني للدفاع عن نفسه ضد الاعتداءات الإسرائيلية، داعياً بشدة إلى تأسيس مقاومة أهلية وجيش شعبي غير الجيش النظامي على الحدود الجنوبية، وتسليح الشعب هناك للمساهمة في الدفاع عند أي طارئ. سبق الإمام الجميع لتأسيس منطق المقاومة القائل إن قوة لبنان في مقاومته، وليس في ضعفه. وقد ثبت خصوصاً منذ التحرير عام 2000م أن منطق الإمام الذي صدح به منذ ما قبل العام 1970 هو الصحيح، خصوصاً وضوح الرؤية لديه بضرورة بناء منظومة دفاع وردع لبنانية تستبق اي عدوان اسرائيلي وليس فقط البقاء أسرى ردود الفعل، او رهائن المعطيات الدولية. انه بحق مؤسس المقاومة اللبنانية ضد العدو الاسرائيلي.‏‏

ب ـ تحذيره من الخطر الداخلي ومخاطره على مستقبل الوطن وإمكانيات تفتيته أو زواله، وهو اجتماع السلطة الفاسدة والمال الجشع لتكوين سلطة "تغوّلية" على المجتمع والأفراد. فهو يحتقر تلك القلة المتحكمة وفقاً لنوازع عصبية وفئوية وطبقية وطائفية بقدر ما تحتقر هذه القلة إنسانية المجتمع المحكوم، وبقدر ما تختفي في أولوياتها الكفاءة على مذبح المحسوبية والمصلحة العامة على مقاسات المصلحة الخاصة. فلم تكن مطالبه لعصبة محسوبة عليه بقدر ما كانت فتحاً للآفاق أمام عامة الناس المستحقين، والسماح بتكافؤ الفرص أمام الجميع دون استثناء، وإصلاح المؤسسة والبنية، وليس توظيف معدومي الخبرة والاقارب والمستزلمين على حساب الكفوئين.‏‏

وكم مرة ندد بالفساد الأخلاقي والنزعة الاستهلاكية المشوّهة للقيم والأديان(18) والمغلّبة للشهوات على الأفكار والعقل، وبهذا الاعتبار هو مناضل إنساني بدوافع دينية منحاز دوماً لعذابات المحرومين ولمطالب المسحوقين ضد سلطة المحتكرين وتحالفاتهم الاجتماعية والسياسية والايديولوجية(19).‏‏

إن توقعاته وتحذيراته كانت محقة عندما أوقع هذا التحالف لبنان في حرب أهلية لها امتدادات غير محلية، وعند مراهنته على الأمل بإعادة ترتيب الوطن شرط إصلاحه على وفاق وطني واجتماعي جديد، وها هي نداءاته المريرة تعود الى الذاكرة وكأنها تطلق الآن عندما نكتشف أن تجمع احتكار السلطة والمال يكاد يوقع لبنان مجدداً تحت وصاية مالية ـ سياسية عالمية بعدما أدخل الوضع الاقتصادي والمالي إلى هوة خطيرة.‏‏

ج ـ رؤيته للصراع مع العدو الصهيوني بأبعاده المختلفة الحضارية والدينية والاستراتيجية، فهو واضح في اعتباره ان تحرير القدس لا يمكن ان يتم بمعزل عن البعد الديني الروحي، ولا على أيدي من لا يستلهمون هذا البعد الايماني، وهو ما أثبتت صحته التطورات الاخيرة، خصوصاً في الانتفاضتين الاولى والثانية لان: شرف القدس يأبى ان تتحرر الا على أيدي المؤمنين الشرفاء.‏‏

خاتمة:‏‏

ثمة عودة إلى الإمام الصدر خصوصاً في المجال اللبناني تشكل تواصلاً مع تراثه الحي المستمر بعد تفويت سنوات امتدت عقوداً، هي تأكيد لأصالة هذا المفكر والقائد والمناضل، ولأسبقيته في السلوك السياسي والتنظيمي والاجتماعي، ولرؤاه الفكرية ولأولويات برامجه باعتباره همزة تواصل ضرورية بين لحظة النهضة المستنيرة في أوائل القرن العشرين، ومحاولات التجديد الدؤوبة في أوائل القرن الحادي والعشرين، وصاحب أول مشروع وطني إسلامي ذي انتماء عروبي حمل شريحة واسعة من اللبنانيين، وهم الشيعة، على الاندماج في موقعهم الطبيعي، وحمل راية المقاومة والتنمية والانفتاح.‏‏

1 ـ راجع: وجيه كوثراني، مختارات سياسية من مجلة المنار/ رشيد رضا، بيروت ـ دار الطليعة، 1980م، ص 29-30‏‏

وحول النائيني وأفكاره: توفيق سيف، ضد الاستبداد، بيروت ـ المركز الثقافي العربي، 1998م.‏‏

2 ـ الإمام السيد موسى الصدر، أبجدية الحوار (إعداد حسين شرف الدين)، بيروت مركز الإمام الصدر للأبحاث والدراسات، بيروت/صور ـ دار الارقم، 1997م، ص57 ـ 59 ـ 62.‏‏

3 ـ سيد قطب، معالم في الطريق، بيروت ـ دار الشروق، ط1973، ص13 ـ 14.‏‏

4 ـ يمكن اعتبار هذه المفاهيم المتعلقة بصورة الإنسان ودوره والمعرفة البشرية ودورها في فهم المعرفة الدينية بمثابة نموذج إرشادي (paradigm) الذي قدمه توماس كون/أستاذ فلسفة العلوم (ت1996) في إطار شرحه لمسلّمات نظرية تكون تأسيسية بالنسبة لمفاهيم أخرى، ومواقف حياتية تتعلق بتغيير النظرة إلى الكون والحياة والإنسان بين نظام فكري وآخر، وليست مجرد تغيير كمي او تراكمي في المواقف.(أنظر توماس كون، بنية الثورات العلمية، الكويت ـ عالم المعرفة (العدد168)، 1992م.‏‏

إن هذه الرؤية تتعلق بفارق نوعي فيما يتصل برؤية العالم أو الرؤى الكونية وفقاً لنظرية فلهام دلتاي (1833 ـ 1911) وخصوصاً المستوى الثاني منها الذي ركز عليه ماكس فيبر (1864 ـ 1920) وهو المتعلق بالسياق التصوري الواعي والارادوي ـ الذي تقع فيه الذات الجمعية نفسها ضمن تقسيمات العالم الواقعية أو المركبة من النواحي الثقافية في الأصل، لكن أيضاً من النواحي الأخلاقية والاجتماعية والسياسية: انظر بخصوص علاقة الصورة الكونية بالمواقف والمفاهيم الاجتماعية والسياسية لحركات الإسلام السياسي المعاصرة: رضوان السيد، الصراع على الإسلام، بيروت، دار الكتاب العربي: 2004، ص125.‏‏

5 ـ أبجدية الحوار، م.س. ص56.‏‏

6 ـ المصدر نفسه، ص85 و96.‏‏

7 - من بين هؤلاء من المدرستين الشيعية والسنية: المرحوم آية الله الشيخ محمد مهدي شمس الدين (ت2001) والشيخ راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة التونسية. أنظر بهذا الخصوص: حسين رحال، إشكاليات التجديد (دراسة في ضوء علم اجتماع المعرفة)، بيروت ـ دار الهادي ،2004م. ص 193 وما بعدها، وص 107 ـ 111.‏‏

8 ـ أنظر مقدمة الإمام الصدر لكتاب المستشرق الفرنسي هنري كوربان الصادر مترجماً باللغة العربية: "تاريخ الفلسفة الإسلامية" عام 1966. وأعيد نشرها في منبر ومحراب ( إعداد حسين شرف الدين)، الصادر عام 1981، وأيضاً في أبجدية الحوار، ص104.‏‏

9 ـ المصدر السابق، ص96.‏‏

10 ـ لمراجعة هذه التجربة أنظر: إسماعيل الفاروقي، إسلامية المعرفة (المباديء العامة، خطة العمل، الانجازات)، المعهد العالمي للفكر الاسلامي/ الولايات المتحدة الاميركية، وأعيد نشره في سلسلة قضايا اسلامية معاصرة، قم ـ ايران،1997م. وكذلك طه جابر العلواني، إصلاح الفكر الإسلامي (صادر عن الجهة نفسها/ المعهد الاسلامي للفكر العالمي). وكذلك محمد أبو القاسم حاج حمد، منهجية القرآن المعرفية (أسلمة فلسفة العلوم الطبيعية والانسانية )/ سلسلة قضايا اسلامية معاصرة، بيروت ـ دار الهادي،2003م.‏‏

11 ـ أنظر رسالة الإمام الصدر إلى مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ حسن خالد عام 1969، ونشرتها صحيفة المحرر بتاريخ 9/10/1969 وأعيد نشرها في منبر محراب (الإمام موسى الصدر 1960-1969)، بيروت ـ دار الارقم، ص218.‏‏

12 ـ أنظر محاضرته في الندوة اللبنانية بتاريخ 6/4/1964 وأعيد نشرها في منبر ومحراب. ص22.‏‏

13 ـ أنظر مثلاً مواقفه الصريحة في خطابه بذكرى يوم الشهيد في الاونيسكو بتاريخ 23/5/1976. المعاد نشرها في القرص الالكتروني المدمج الذي يضم كافة الاعمال الثقافية والمقابلات الصحفية للامام الصدر، من اصدار مكتب الانترنت المركزي في حزب الله.‏‏

14 ـ بعد غياب الإمام عبد الحسين شرف الدين والمصلح السيد محسن الأمين انحسر دور رجال الدين الشيعة بشكل كبير، وانحصر دور الدين في حياة العامة والمثقفين الشيعة لمصلحة تيارين هما: الاقطاع السياسي والاحزاب العلمانية واليسارية. يشير الشيخ محمد جواد مغنية إلى تدهور وضعية رجل الدين الشيعي خلال الاربعينات والخمسينات والستينات، وتراجع صورته واحترامه لدى الناس، وابتعاد الناس والشباب خصوصاً عن المساجد والممارسات الدينية، ما أثر في ثقة رجل الدين بنفسه وصورته عن دوره، فانكمشت طموحاته ورؤاه وفعاليته في الوسطين الشيعي واللبناني إلى حدود دنيا.‏‏

(أنظر: محمد جواد مغنية: إلى علماء الشرع في جبل عامل، مجلة العرفان ـ العدد 47 أيلول 1959. وكذلك محمد جواد مغنية: الوضع الحاضر في جبل عامل (1947 ـ 1961)، صيدا، مطبعة العرفان، وحول صورة رجل الدين السلبية لدى الناس ونفسه، وتحوله إلى مورد تهكم المتعلمين وتندر المتندرين. أنظر: نجيب جمال الدين، الشيعة على المفترق، بيروت 1967 (د.ط)، ص100 ـ 101.‏‏

وقد تحدث الإمام الصدر عن هذا الوضع بشكل مفصل في مؤتمر صحافي عقده في 15/8/1966 وأعيد نشره في منبر ومحراب ص86.‏‏

15 ـ أنظر بهذا الخصوص: هاني فحص، الشيعة والدولة في لبنان (ملامح في الرؤية والذاكرة)، بيروت ـ دار الاندلس،1996م، ص 53.‏‏

16 ـ على سبيل المثال أذاع الإمام إحصاءات حول مساهمات الشيعة اللبنانيين الثقافية والحضارية على مستوى العالم تشير الى ان خمس علماء الدين الشيعة هم من لبنان، وخمس الكتب العائدة للطائفة في العلم هي لعلماء لبنانيين، مع العلم انهم لا يشكلون اكثر من 1% من شيعة العالم. وأن ما من مزرعة او قرية شيعية الا وأنتجت فقيهاً او أديباً او فيلسوفاً. أنطر خطابه في استقبال الرئيس اللبناني شارل حلو بتاريخ 2/6/1969.‏‏

17 ـ من الذين تناولوا الفكر الاسلامي بالنقد في محاولة لتجديده الدكتور حسن الترابي في كتابه قضايا التجديد (نحو منهج أصولي)،الطبعة الاولى 1990. وكذلك الشيخ شمس الدين في إنتاجه الفكري في العقد الاخير من القرن العشرين. وانظر ايضاً حسن جابر، المقاصد الكلية والاجتهاد المعاصر، بيروت ـ دار الحوار، 2001.‏‏

18 ـ أنظر مثلاً خطابه في كنيسة الكبوشية عام 1975.‏‏

19 ـ يدعو الإمام الصدر القيادات والمؤسسات الدينية الى "وضوح الاهتمام بوضع المعذبين وعدم الرضا بسلوك الظالمين والسعي الدائم للتخفيف عن آلام الناس والغضب على من يحرمهم حقهم، "لماذا نترك النضال في سبيل الطبقات الكادحة او المستثمرة تحتكره الاحزاب الالحادية، والاسلام لا يقبل ايمان من بات شبعاناً وجاره جائع". من كلمته في المؤتمر الاسلامي الثاني بالقاهرة عام 1977. أبجدية الحوار ص 201.‏‏

(*) رئيس تحرير "الانتقاد"‏‏

2006-10-28