ارشيف من : 2005-2008
رسالة استنكار من رابطة العالم الإسلامي إلى الامين العام للامم المتحدة

مكة المكرمة ـ وكالة الأنباء الإسلامية
وجه الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبدالله التركي، رسالة مفتوحة إلى الأمين العام لمنظمة الامم المتحدة بشأن الحملات المغرضة على الإسلام وعلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هذا نصه:
إن رابطة العالم الإسلامي وهي منظمة إسلامية شعبية عالمية تمثل الشعوب والأقليات والمنظمات الإسلامية في العالم وعضو مراقب من الدرجة الأولى في المجلس الاقتصادي والاجتماعي في هيئة الأمم المتحدة تنقل إليكم وإلى هيئة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية استياء المسلمين الشديد واستنكارهم وتألمهم لاستمرار بعض وسائل الإعلام الغربية في شن الحملات الإعلامية على الإسلام والافتراء عليه بقصد تشويه مبادئه بالإضافة إلى الاعتداء على رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم وتصويره بصور مزرية ومهينة ورسم هيئات كاريكاتيرية ساخرة ومؤسفة وترويجها عبر بعض الصحف بقصد تشويه دعوته والنيل من رسالته وهي خاتمة الرسالات الإلهية للناس جاءت رحمة للعالمين ومن ذلك ما نشرته صحيفة يولاند بوسطن الدانماركية أثني عشر رسماً كاريكاتيرياً ابتداءً من يوم 30 / 9 / 2005م أساءت فيها إساءات بالغة مما أثار حفيظة المسلمين في العالم .
وقد أعادت صحيفة "ماغازينت" النرويجية نشر تلك الرسوم المؤسفة والمغرضة يوم 10 / 1 / 2006م بقصد ترويج الدعاية السيئة المغرضة ضد الإسلام وتشويه حقيقة دعوة رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم والاستهزاء به.
وأفادت رابطة العالم الإسلامي في خطابها أنها تلقت استنكار المسلمين وتنديد الأقليات المسلمة بهذه الإساءة ومنها الأقليات التي تعيش في كل من الدنمارك والنرويج وغيرهما من البلدان الأوربية كما تلقت مطالبة المراكز والجمعيات الإسلامية بنقل شكواها وشكوى المسلمين إليكم والتعبير لكم عن الاستياء الشديد الذي يشعر به المسلمون في العالم بسبب هذه الحملات المهينة التي خرجت عن القيم الاخلاقية للمجتمع الإنساني وعبثت بالقانون الدولي الذي يمنع الإساءة إلى رسالات الله كما يمنع إثارة الكراهية والبغضاء بين الشعوب لأسباب دينية .
وطالبت رابطة العالم الإسلامي باسم الشعوب والمنظمات الإسلامية بأن تقوم الأمانة العامة لهيئة الأمم المتحدة بمتابعة الحملات الإعلامية التي انحرفت عن الأخلاق الإنسانية وتجاهلت القانون الدولي في عدوانها على الإسلام وعلى حامل رسالته وهي رسالة خير ومحبة ورحمة وعدل وسلام.
ودعت الأمين العام للامم المتحدة وهيئة الأمم المتحدة والمنظمات المنبثقة عنها وفي مقدمتها المفوضية العليا لحقوق الإنسان والمنظمة العالمية للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو" إلى السعي الإيجابي الجاد والفاعل لمنع الحملات الإعلامية على الإسلام لما تثيره هذه الحملات من كراهية وتمييز ضد الشعوب الإسلامية الذي تحرص هيئة الأمم المتحدة على عدم حدوثه لأنه يشعل فتيل الصراع بين الحضارات والصدام بين أتباع الأديان المختلفة .
وأشارت الرابطة إلى أن القانون الدولي زاخر بالقرارات التي تمنع توجيه الإساءة إلى الأديان وتشويه صوراتها حرصاً على التعايش السلمي بين الشعوب حيث أصدرت الجمعية العامة لهيئة الأمم المتحدة في دورتها التاسعة والخمسين يوم 11/11/2004م قراراً يدعو إلى مناهضة تشويه صورة الأديان, كما قررت المفوضية العليا لحقوق الإنسان اعتماد القرارات الدولية المتعلقة بمنع تشويه صورة الأديان وأكدت في قرار أصدرته على أن تشويه صورة الأديان سبب من أسباب التنافر الاجتماعي الذي يفضي إلى حدوث انتهاكات لحقوق الإنسان.
وأشارت الرابطة إلى اهتمام المنظمات الدولية المنبثقة عن الأمم المتحدة بمنع وسائل الإعلام من نشر ما يثير التمييز والكراهية بين الشعوب بسبب الانتماء الديني حيث أصدر المؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة في دورته العشرين يوم 28 / 11 / 1978م إعلاناً عالمياً بشأن المبادئ الأساسية الخاصة بإسهام وسائل الإعلام في دعم السلام ومكافحة العنصرية وتضمن الإعلان تذكيراً بمقاصد مبادئ ميثاق الأمم المتحدة, بإدانة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في المادة "20" التحريض على البغضاء الدينية وغير ذلك من أشكال العداء والعنف .
وقالت ان الإعلان يضمن القرار 127 / د 4 / الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة منذ عام 1947م وهو/ يطالب الدول الأعضاء بمكافحة نشر الأنباء الزائفة أو المشوهة التي يكون من شأنها الإساءة إلى العلاقات الطيبة بين الدول / .
وطالب الإعلان في الفقرة الثانية من المادة الثالثة وسائل الإعلام بالإسهام في كفالة احترام الحقوق وكرامة جميع الأمم وجميع الشعوب وجميع الأفراد دون تفرقة بسبب الدين أو العنصر أو الجنس وبينت المادة أن هذا يشجع على وضع سياسات أكثر قدرة على التخفيف من هذه التوترات الدولية .
وذكّر الإعلان كذلك بالقرار / 59 / الفقرة / 10 / الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1946م الذي ينص على أن أحد العناصر التي لا غنى عنها في حرية الإعلام هو توافر القدرة على عدم إساءة استعمالها وأن إحدى قواعدها الأساسية الالتزام الأدبي بتقصي الوقائع ونشر المعلومات دون سوء قصد.
وقالت رابطة العالم الإسلامي:إن رابطة العالم الإسلامي والمؤسسات والجمعيات والمراكز الممثلة فيها حرصاً منها على السلام والتعايش بين الشعوب وحماية لرسالات الله من الانتهاك فإنها تطالبكم بالاتصال العاجل بحكومات البلدان التي أساءت وسائل الإعلام فيها للإسلام وتطاولت على نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم ومطالبتها بمنع الوسائل الإعلامية المسيئة من الاستمرار في شن حملاتها على الإسلام ورسوله وتشويه مبادئه وإلصاق التهم به ومن أشنعها تهمة الإرهاب الذي كان الإسلام أول من حاربه وعالج أسبابه.
وأضافت:ان الشعوب والمنظمات الإسلامية تطالبكم بتنفيذ نصوص القانون الدولي وقراراته التي أصدرتها الأمم المتحدة والمنظمات المنبثقة عنها مما يمنع الإساءة إلى الأديان وتأجيج الخلاف بين الأمم كما تطالب هيئة الأمم المتحدة والمنظمات المنبثقة عنها وفي مقدمتها المفوضية العليا لحقوق الإنسان ومنظمة"اليونسكو" بالقيام بواجبها وبذل الجهود التي تكفل منع الحملات الإعلامية على الإسلام ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم .
وطالبت الرابطة بإجراء حازم يضمن عدم إثارة أشكال التمييز والكراهية ضد الإسلام والمسلمين وذلك بإصدار قرار دولي واضح يجرم المؤسسات والأفراد ووسائل الإعلام التي تسئ إلى رسالات الله ومنها رسالة الإسلام .
واكدت رابطة العالم الاسلامي في ختام خطابها سعيها الدائم إلى التعاون المستمر مع الأمانة العامة لهيئة الأمم المتحدة والمنظمات المنبثقة عنها من أجل نشر مفاهيم الخير والعدل والسلام والتعايش والتعاون بين الأمم متطلعة إلى بذل الجهود العاجلة في تلبية طلبها بالعمل على إيقاف الحملة ضد الإسلام ورسوله انسجاماً مع ما قرره القانون الدولي .