ارشيف من : 2005-2008
ردود الفعل على ما جرى في سامراء

لاقت الجريمة الارهابية التي استهدفت مقامي الامامين الهادي والعسكري(ع) ردود فعل شاجبة رسمية وشعبية وروحية لبنانية وعربية اجمعت على الدعوة لتفويت الفرصة على الاعداء لاحداث فتنة بين ابناء الامة الواحدة.
حزب الله:
أصدر حزب الله بياناً تعليقاً على التفجير الجبان الذي استهداف مقام الإمامين العسكريين (ع) جاء فيه:
إن ما تعرض له مقام الإمامين العسكريين (ع) من تفجير هو فعل إجرامي جبان، واعتداء صارخ على مقدسات المسلمين، وحلقة في مسلسل الإساءات إلى مقدساتهم التي بدأت بالإساءة للرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم.
إننا إذ نعلن شديد استنكارنا وتنديدنا بهذه الجريمة الآثمة وشجبنا لهذا الاعتداء، نحذر الاحتلال الأميركي وعملاءه من التمادي في غيهم وجرائمهم، وندعو المسلمين في العالم الإسلامي عموماً والعراق خصوصاً، إلى الحذر من الوقوع في فتنة كبرى يريدها لهم الاحتلال الأميركي وعملاؤه في داخل العراق، من خلال هذا العدوان الهمجي الذي لا يحسب أي حساب فيه لكرامة المسلمين ومقدساتهم، سوى إيقاعهم في هذه الفتنة.
فقد أعرب رئيس مجلس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة عن إدانته وشجبه الشديدين للاعتداء الإرهابي واعتبر "أن هذا العمل الإجرامي إنما يهدف إلى بث الفرقة بين أفراد الشعب الواحد، وشق صفوف المسلمين شيعة وسنة بهدف ضرب وحدة العراق ووحدة الصف الإسلامي".
وتابع الرئيس السنيورة: "إن هذا العمل الجبان لا يواجه إلا بالاقتصاص من المجرمين المتآمرين على الإسلام ووحدة المسلمين. إن الأئمة الأطهار رموز للوحدة ورموز للرحمة ومثال باق لجدّهم رسول الله
ودان وزير الخارجية والمغتربين اللبناني فوزي صلوخ التفجير وقال: "ان لبنان يدين هذه الأعمال الدنيئة والإرهابية التي تستهدف المقامات الدينية، فتقتل الأبرياء وتسيء الى استقرار العراق ووحدته".
وأكد "ان العمل الإرهابي لا يستهدف طائفة او مذهبا معينا بقدر ما يستهدف العراق بتكويناته كافة، وعليه فإن الرد يكون بمزيد من التمسك بوحدة الشعب العراقي وطمأنينته وسيادته ودوره الرائد في المنطقة".
ورأى رئيس الوزراء اللبناني السابق رشيد الصلح ان التفجير ـ الفتنة هو مؤشر جديد على ان المخططين للفتنة والحروب الأهلية في منطقتنا العربية والإسلامية ما زالوا مصممين على اللعب بالنار والعبث بمقدساتنا وقيمنا وبمكونات وحدتنا الوطنية والقومية والإسلامية".
واستنكر شيخ عقل الموحدين الدروز الشيخ بهجت غيث في بيان "حادثة التفجير الجبان في مرقد الإمامين الهادي والعسكري في سامراء". وأبرق الى سماحة السيد مقتدى الصدر معزيا.. وجاء في البرقية: "آلمنا الحدث الذي حال دون استقبالنا لسماحتكم بدار طائفة الموحدين مقر مشيخة العقل كما كان مقررا، ونتقدم من حضرتكم ومن الشعب العراقي الصامد بأحرّ التعزية بالشهداء وبالدعاء لعزته تعالى بالشفاء العاجل للجرحى وبالخلاص للعراق الشقيق من شر هجمة الباطل على الحق".
وصدر عن هيئة الرئاسة في حركة "أمل" بيان جاء فيه: "في محاولة جديدة غريبة عن العراق الشقيق وأهله تهدف الى تعميم الفوضى الشاملة وإيقاع الفتنة الطائفية بين العراقيين، استُهدف اليوم المرقد الشريف للإمام علي الهادي عليه السلام عبر عملية تفجير إرهابية دمرت جزءا كبيرا من قبة الضريح الشريف الذي يضم أيضا ضريح الإمام الحسن العسكري عليه السلام".
وحملت الحركة في بيانها "سلطات الاحتلال وأجهزة الأمن العراقية المسؤولية عن أمن المقامات المقدسة وزوارها"، ودعت "الى تشكيل حكومة وحدة وطنية في العراق في أسرع وقت ممكن، تتحمل المسؤولية في مواجهة المحاولات لزرع الفتنة ومواجهة الإرهاب والجريمة المنظمة".
واعتبر تجمع العلماء المسلمين في لبنان ان التفجير يأتي ليؤكد أمرين:
الأول: إن المعركة الصهيو ـ أميركية ضد الإسلام ورموزه قائمة ومستمرة.
الثاني: إن أنجح الأدوات لكسر شوكة المسلمين هو استخدام المنحرفين منهم.
وقد بات واضحاً لكل مراقب ارتباط التفجيرات الطائفية في العراق ـ بل وفي غيره أيضاً ـ بتصريحات المسؤولين الأميركيين وبمواقفهم في المنطقة.
إن تجمع العلماء المسلمين إذ يدين هذا العمل الهمجي البشع بضرب هذا المَعْلم والرمز والإساءة إلى ضريح أحد أئمة المسلمين، فإنه يضعه في خانة الإساءة إلى صورة الوحدة الإسلامية التي تجلت في نهضة الأمة الإسلامية للدفاع عن حرمة النبي (ص).
وكذلك فإن تجمع العلماء المسلمين في لبنان يرى أن هذا العمل يهدف إلى إيجاد المزيد من الاضطرابات والنزاعات داخل العراق. ولذلك فإننا نؤكد لأهلنا في العراق ضرورة التحلي بالحكمة والصبر والاستماع إلى صوت الدين والعقل الذي يرفعه العلماء الأعلام.
وتفويتاً للفرصة على أعداء الأمة الإسلامية وخاصة أميركا و"إسرائيل"، يدعو تجمع العلماء المسلمين في لبنان العلماء الأعلام من أهل السنة والجماعة لاتخاذ الموقف المناسب من هذه الفاجعة، والدعوة لمواجهة مرتكبيها كائناً من كان.
واعلن تجمع العلماء في جبل عامل
"ان الاعتداء الآثم على مقام الإمام الهادي يندرج في سياق الرد العدواني السريع المباشر على قيام الأمة الإسلامية بمذاهبها وأعرافها المتعددة بواجب الدفاع عن حرمة نبيها الكريم، وفي محاولة مكشوفة لتحريض الشيعة على إخوانهم من المسلمين. ان اختيار مقام الإمام الهادي الذي ترعاه قلوب المسلمين السنة في منطقة سامراء، يؤكد منحى التفتيت والتقسيم الذي يسعى اليه من يأتمر بتوجيهات أعداء الإسلام. ان العلماء في جبل عامل اذ يدعون إخوانهم وأبناءهم الى تفويت الفرصة على الأعداء كما في كل مرة، فإنهم يؤكدون ان هذه القضية هي من تخطيط وصنع غير المسلمين بهدف تضييع بوصلة الجهاد والوحدة عن اتجاهها الصحيح، وهو ما لن تقع الأمة الإسلامية في فخّه".
وأصدر الأمين العام للجماعة الإسلامية في لبنان المستشار الشيخ فيصل مولوي بيانا جاء فيه: "يوم أسود في تاريخ العراق الحديث، جريمة جديدة تستهدف الإسلام ورموزه ووحدة أبنائه بالاعتداء على بيت من بيوت الله، لم يكن القصد منه تدمير الحجر والمقام فقط، وإنما أرادوا قبل ذلك التعرض للإسلام نفسه وتمزيق وحدة أبنائه ومذاهبه التي يمثل المسجد أحد أهم رموزها". أضاف: "لم يكن الإمام علي الهادي إماما للشيعة فقط، انه إمام لكل المسلمين سنة وشيعة، والاعتداء على ضريحه يعتبر امتهانا لكرامة كل مسلم، ونحن نستنكره باسم المسلمين في لبنان، ونناشد إخواننا المسلمين في العراق جميعا أن لا ينساقوا وراء ردود الفعل الهوجاء، فيحققوا ما أراده المجرمون من هذا الاعتداء".
واستنكرت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين الجريمة وقالت في بيان صادر عنهاأن هذه العملية لا تخدم الإسلام والمسلمين، ولا تخدم أهداف الأمة في التحرر من ربقة الاحتلال، وتساهم بشكل كبير في إحداث الفتنة في وقت توحدت فيه الأمة كلها ضد الحملة الشيطانية التي استهدفت بالرسوم المسيئة نبي الأمة محمدا صلى الله عليه وسلم.
كما أننا نؤكد أن هذه العملية هي محاولة لإيقاع الأمة في مربع الفتنة العمياء التي تصرف الأمة عن مقاومة الاحتلال، وتخدم أهداف ومصالح أعدائها.
كما استنكر الجريمة المؤتمر القومي العربي الذي رأى أن "التفجير يأتي ليؤذن ببداية مرحلة جديدة وخطيرة من مراحل المشروع الأميركي ـ الصهيوني ضد العراق، وهو مشروع تشريع أبواب العراق للفتنة بكل مندرجاتها وأساليبها التي تتمثل أيضا في المجازر والاغتيالات وعمليات التعذيب المستمرة منذ وقوع العراق تحت الاحتلال". واستنكر المؤتمر "هذه الجريمة النكراء"، ودعا "الى أوسع عملية إدانة وشجب عربية وإسلامية وعالمية لها ولمن يقف وراءها"، معربا عن اعتقاده "أن المسؤول الأول عنها بغض النظر عن الأيدي التي نفذتها، هو الاحتلال وأعوانه".
الانتقاد/ موضوع الغلاف ـ العدد 1150 ـ 24 شباط/فبراير2006