ارشيف من : 2005-2008

ذكرى حريق المسجد الاقصى

ذكرى حريق المسجد الاقصى

أصدر وزير الأوقاف والشؤون الدينية في فلسطين بيانا في ذكري حريق المسجد الاقصى، ذكر فيه أنه بتاريخ 21/8/1969م، وقبل ست وثلاثين سنة اعتدى الإسرائيليون على أولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين الشريفين بالنسبة للمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، حيث تعرض المسجد الأقصى المبارك للحريق المشؤوم وأصبح منبر البطل صلاح الدين أثراً بعد عين.‏

إن هذا الاعتداء الغاشم ليس الأول، فقد سبقته محاولات متعددة، كما حدثت بعده حوادث كثيرة، وما مجزرة المسجد الأقصى سنة 1990م عنا ببعيد، حيث سقط ثمانية عشر شهيداً في ساحات الحرم القدسي الشريف.‏

إن ارتباط المسلمين بالمسجد الأقصى المبارك ارتباط عقدي، وليس ارتباطاً انفعالياً عابراً، ولا موسمياً مؤقتاً، حيث إن حادثة الإسراء والمعراج من المعجزات، والمعجزات جزء من العقيدة الإسلامية، وندين بشدة التهديدات الإسرائيلية للمسجد الأقصى المبارك، ونقول للأيدي المجرمة التي تحاول المساس به بأن نصيبها سيكون الحرق والخذلان إن شاء الله.‏

إن ما تقوم به السلطات الإسرائيلية من أعمال حفريات وغيرها من أجل تقويض بنيان الحرم القدسي الشريف وزعزعة أركانه لهو عمل مرفوض، وما حادث النفق عنا ببعيد، حيث قدم الشعب الفلسطيني عشرات الشهداء خلال يومين وما زال يقدم في كل يوم شهداء.‏

إن شعبنا الفلسطيني المرابط من أجل الحفاظ على فلسطين ومقدساتها، وفي سبيل نيل استقلاله، وتحرير الوطن يضحي بأغلى ما يملك، وسيبقى يضحي حتى تحقيق أمانيه، بتحرير أرضه، وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وخروج جميع الأسرى والمعتقلين، وعودة اللاجئين والمبعدين إلى وطنهم، وإزالة كل المستوطنات الإسرائيلية الجاثمة على ثرى وطننا فلسطين.‏

إن الفلسطينيين يرفضون القرار الجائر الذي اتخذته الحكومة الإسرائيلية بإعلان مدينة القدس عاصمة موحدة لإسرائيل، فمدينة القدس مدينة فلسطينية عربية إسلامية وهي العاصمة الأبدية لدولة فلسطين، كما يرفضون رفضاً باتاً الإجراءات الإسرائيلية بتوسيع حدود بلدية القدس، وكذلك القرارات الصادرة عن محكمة العدل العليا التي تسمح لليهود بالصلاة في ساحات الحرم، ويدينون بشدة الاعتداءات الإسرائيلية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين، ومنع المصلين من أداء صلاة الجمعة في المساجد، كما يستنكرون العبارات والألفاظ البذيئة التي تصدر عن حاخاماتهم بحق الفلسطينيين والعرب والمسلمين، ويشجبون بشدة التصريحات حول إقامة كنيس يهودي في ساحات الحرم القدسي الشريف أو بجواره فالمسجد الأقصى المبارك وقف إسلامي بكل ساحاته ومصاطبه وقبابه وأسواره وكل ماتحته وقف وما فوقه وقف إسلامي ليس لغير المسلمين حق فيه فالمسجد الأقصى المبارك مسجد إسلامي بقرار رباني وليس بقرار وضعي.‏

إن مسئولية الدفاع عن المسجد الأقصى المبارك ليست مسئولية الشعب الفلسطيني وحده وإن كان هو رأس الحربة، فهو الشعب الذي منحه الله عز وجل شرف المرابطة في هذه البلاد (لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق، ولعدوهم قاهرين، لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك، قيل: أين هم يا رسول الله؟ قال: ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس).‏

إنها مسئولية العرب والمسلمين في مساندة هذا الشعب، والوقوف بجانبه ودعمه للمحافظة على أرضه، وخصوصاً في هذه الأيام التي يتعرض فيها المسجد الأقصى المبارك لمؤامرات خبيثة، للحديث الشريف (أفتنا في بيت المقدس ؟ فقال: أرض المحشر والمنشر، إئتوه فصلوا فيه فإن كل صلاة فيه كألف صلاة في غيره، قالوا : ومن لم يستطع أن يأتيه ؟ قال : فليبعث بزيت يسرج في قناديله، فإن من أهدى له زيتاً كان كمن أتاه).‏

فهذا نداء للأمتين العربية والإسلامية بضرورة مساندة هذا الشعب والوقوف بجانبه ودعم صموده، للمحافظة على مقدساته وإقامة دولته، ونناشد أبناء شعبنا بضرورة المحبة والتعاون والتعاضد والسير خلف قيادتنا في تصديها للحصار الظالم، ومصادرة الأراضي، وشق الطرق، وإقامة جدار الفصل العنصري، وقتل الأبرياء من أبناء شعبنا الفلسطيني، وسياسة التجويع والتركيع، فشعبنا لا يركع إلا لله الواحد القهار، وعلينا أن نكون على مستوى المسؤولية فالانسحاب من غزة وشمال الضفة الغربية قد بدأ والحمد لله، وإن شاء الله تكون هذه هي المرحلة الأولى وبعدها الضفة الغربية والقدس الحبيبة، ولنعلم بأن الليل مهما طال فلا بد من بزوغ الفجر، وإن الفجر آت بإذن الله، ونعلنها صريحة مدوية.‏

2006-10-28