ارشيف من : 2005-2008

سالفا كير العسكري الحذر مع غارانغ وإزاء السلام

سالفا كير العسكري الحذر مع غارانغ وإزاء السلام

مع تعيين الحركة الشعبية لتحرير السودان أمس الأول الجنرال سالفا كير مايارديت خلفاً لزعيمها الراحل جون غارانغ، وبالتالي تسلمه منصب النائب الأول للرئيس السوداني، بدأت علامات الاستفهام تظهر حول قدرة هذا الرجل على الاستمرار في عملية السلام في السودان والإمساك بالجيش الشعبي لتحرير السودان، الذراع العسكرية للحركة.‏

ويتوقع الخبير في شؤون القرن الأفريقي اليكس دي وال أن تكون الحركة الشعبية لتحرير السودان موحدة أكثر تحت قيادة كير، موضحاً أن السرعة التي تم خلالها تعيينه تظهر ذلك، معتبراً أن غارانغ "كان مثيراً للخلافات ولم يكن عدد من القيادات معجباً به، في حين ان سالفا ينتهج أسلوباً جماعياً في القيادة وشخصية موحدة أكثر. انه الرجل المطلوب لهذا العمل، (الرئيس عمر حسن) البشير قد يكون غبياً إذا لم يرحب به".‏

ويحظى كير، الذي ينتمي مثل غارانغ إلى قبائل الدينكا، بميزة باعتباره يتحدر من ولاية بحر الغزال التي يقطنها من أبناء الدينكا أكثر مما في بور، مسقط رأس غارانغ.‏

وكان كير (50 عاماً) نائباً لرئيس القيادة العليا في الحركة والجيش منذ العام 1997، وعين قائداً عسكرياً للجيش في العام 1999، وكان قبل ذلك نائباً لقائد الحركة والجيش مسؤولا عن العمليات والأمن منذ العام 1986، وعينه غارانغ نائباً لرئيس حكومة الجنوب في 16 تموز الماضي. وحارب مع المتمردين الجنوبيين ضد الحكومة الشمالية خلال الحرب الأهلية الأولى التي انتهت في العام 1972.‏

واضطلع كير بدور بارز في المراحل الأولى من مفاوضات اتفاق السلام مع الخرطوم، حيث قاد فريق المفاوضين الجنوبيين خلال المفاوضات مع الخرطوم في بلدة ماشاكوس الكينية والتي انتهت في العام 2002 بتوقيع بروتوكول يتيح للجنوبيين، بعد 6 سنوات، إجراء استفتاء على الوحدة أو الانفصال عن السودان.‏

ومع رحيل غارانغ فمن المحتمل أن تكون الحركة الشعبية لتحرير السودان أقل التزاماً بالوحدة الوطنية، التي لم تكن سياسة تحظى بتأييد بين عناصر الحركة.‏

وكان كير أصر في السنوات الأولى من محادثات السلام على إعطاء الجنوبيين حق الاستفتاء بشأن تقرير ما إذا كانوا يرغبون في الوحدة أو الانفصال عن الشمال العربي الذي تقطنه غالبية مسلمة، معتبراً انه إذا أراد الناس الانفصال عن السودان وإقامة دولة منفصلة، فإن قرارهم يجب أن يحترم.‏

وفي تشرين الثاني 2004 ظهر إلى العلن الخلاف بين غارانغ وكير، على خلفية اتهامات أعضاء في قيادة الحركة لغارانغ بعدم استشارة زملائه حول قرارات مفصلية اتخذها خلال مفاوضات السلام مع مسؤولين في الخرطوم في كينيا.‏

وأحاط كير نفسه بقوات موالية له، رافضاً ترك مقر قيادته في مدينة يي في الجنوب للقاء غارانغ، الذي أرسل له عدداً من المبعوثين. ونفى غارانغ أن يكون هناك خلاف مع كير الذي لم يعلق على الموضوع أبدا.‏

المصدر: صحافة لبنانية ـ "السفير"‏

2006-10-28