ارشيف من : 2005-2008

الفلسطينيون عين تراقب المستوطنات وأيد تستعد لاعادة الحياة الى الاراضي المصادرة

الفلسطينيون عين تراقب المستوطنات وأيد تستعد لاعادة الحياة الى الاراضي المصادرة

غزة- عماد عيد‏

قريبا من مستوطنة نتساريم تقطن عائلة الزهار.. تتابع انباء الانسحاب الاسرائيلي والفرح يغمرها فالمستوطنة التي زرعت على جزء من ارضهم، كانت من اول المستوطنات التي صادقت الحكومة الاسرائيلية على رحيلها ضمن المرحلة الاولي من مراحل خطة فك الارتباط المزمع بدء تنفيذها الاسبوع المقبل .. وتشمل المرحلة ثلاث مستوطنات هي "نتساريم" جنوب مدينة غزة"، " كفار داروم " المحاذية لدير البلح و ومستوطنة "موراج" .‏

ابو يحيي الزهار قال ان يوم الانسحاب هو يوم عيد بالنسبة للفلسطينين بشكل عام وله بشكل خاص فقد احتلت المستوطنة معظم مساحة ارضه ولم يتبق الا خمسة دونمات يقتات من منتوجاتها هو وعائلته.‏

ويعود ابو يحيى بالذاكرة إلى أيام الاحتلال الاولى يوم قضم العدو أرضه وبنى عليها المستوطنة التي بدأت بمنزلين وبئر مياه ثم أخذت تمتد لتلتهم معظم اراضي عائلته التي حفظتها ابا عن جد.‏

اما نجله يحي فقد شمر عن ساعديه وهو يقول انه مستعد لزراعة ارض ابيه من جديد واعادة الحياة اليها بعد ان تحولت الى صحراء في وقت ينعم فيه المستوطنين بالراحة والمياه التي تتم سرقتها منها.‏

مستوطنات باهداف امنية.‏

الرابط بين هذه المستوطنات الثلاثة هو وقوعها على محور صلاح الدين الذي يمتد من معبر بيت حانون شمال القطاع الى البوابة التي تحمل نفس الاسم على الحدود المصرية الفلسطينة في الجنوب و تقسم المستوطنات قطاع غزة الى ثلاثة اجزاء حيث تفصل "نتساريم" غزة عن المخيمات الوسطي في حين تفصل "كفار داروم" المنطقة الوسطى عن جنوب القطاع وقد اضطرت السلطة الفلسطينية الى اقامة طريق فرعي ليمر منه الرئيس الراحل ياسر عرفات لرفض مستوطني "كفار دراوم" ان يمر من امامهم في حين اقيمت مستوطنة "موراج" لتفصل مخيم رفح عن خانيونس ولتكون نقطة حماية متقدمة لمستوطنات "غوش قطيف".‏

وبتفكيك هذه المستوطنات يمكن ايجاد نوع من التواصل الجغرافي بين مناطق كبيرة من قطاع غزة لكن من المتوقع الا يتم تفكيك حاجزي ابو هولي والمطاحن قرب "كفار داروم" لحين تفكيك مستوطنات "غوش قطيف" في المرحلة الثالثة من تنفيذ خطة "فك الارتباط".‏

ويضطر أي فلسطيني يتنقل من شمال القطاع الى جنوبه او بالعكس الى المرور بجانب احدى هذه المستوطنات وسط معاناة وحواجز تجعل من الرحلة التي تستغرق عدة دقائق تمتد الى عدة ساعات او ايام حسب مزاج جنود الاحتلال ليتحول يوم رحيل المستوطنات الى يوم خلاص من العذاب الذي تسببه خصوصا مصادرة الاراضي.‏

مستوطنة "نتساريم"‏

نتساريم كلمة بالعبرية تعني الصقور، تم اقامتها في العام 1972م لتصبح اكبر قاعدة عسكرية إسرائيلية في قطاع غزة وخنجرا مزروع على التخوم الجنوبية لمدينة غزة ونقطة انطلاق لتنفيذ عملياتها العسكرية وسط وجنوب القطاع.‏

وتقع المستوطنة على بعد 1كم إلى الشرق من شاطئ البحر، وعلى بعد 1كم إلى الغرب من الطريق الرئيسي، وعلى بعد 4 كم جنوب غرب غزة وبالتالي تستطيع هذه المستوطنة أغلاق شارع صلاح الدين الذي يعتبر الشريان الرئيس في القطاع رابطاً شماله بجنوبه والذي تم اغلاقه بشكل كامل و الطريق الساحلي لتغلقه في أي وقت وتجرفه أكثر من مرة وهو ما حدث خلال الانتفاضة عشرات المرات.‏

وشهد مفرق الشهداء القريب من مستوطنة "نتساريم" حادث استشهاد الطفل محمد الدرة بين يدي والده الذي اصيب ايضا امام كاميرات وكالات الانباء العالمية في الثاني من تشرين الأول/ اكتوبر 2000 لتصبح هذه العملية بمثابة شرارة فجرت نيران الانتفاضة في كل فلسطين واشعلت مظاهرات في كل دول العالم.‏

رجال المقاومة الفلسطينية اطلقوا اول قذيفة هاون في الانتفاضة على مستوطنة نتساريم ونفذوا اول عملية تفجير لدبابة "الميركافا" على تخومها.‏

وكانت عرضة لعشرات العمليات الاستشهادية كان بينها عمليات مميزة تمكن خلالها الاستشهاديون من اقتحام المستوطنة ومن ثم مغادرتها بسلام.‏

وتعتبر مستوطنة "نتساريم" مستوطنة زراعية بالدرجة الاولى، ولكنها استخدمت كقاعدة عسكرية وكان يقطنها في بداية الانتفاضة 44 عائلة و المعروف ان سكانها لا ينامون فيها منذ بداية الانتفاضة نتيجة العمليات الكثيفة التي جرت في محيطها وداخلها.‏

مستوطنة "كفار داروم"‏

تعتبر مستوطنة "كفار داروم" من اول مستوطنة اسرائيلية في قطاع غزة فقد اقيمت قبل العام ثمانية واربعين وتم النزوح منها عندما اقتحمها الجيش المصري في العام ثمانية واربعين قبل ان يتم تاسيسها في العام 1970 وتعني كفار داروم بالعربية " القرية الجنوبية" وتقع على أراضي مدينة دير البلح إلى الجنوب منها ومساحتها 265 دونماً وتتحكم بمدخل مدينتي دير البلح وخان يونس، وأيضاً تتحكم هذه المستوطنة في شارع صلاح الدين حيث علي الشرق والغرب منه وتم بنء جسر للربط بين جانبي المستوطنة التي يسكنها حوالي 42 عائلة يبلغ عدد افرادها نحو 200 مستوطن بها مصنع لتعليب الخضروات، وبئر للمياه، ومكاتب، وعيادة للإسعافات، وملعب كرة وعدة فيلات وهي من المستوطنات الدينية.‏

وشهدت مستوطنة "كفار دراوم" اول عملية استشهادية داخل المستوطنات في انتفاضة الاقصي وكان منفذها الشهيد بهاء ابو السعيد عضو لجان المقاومة الشعبية والذي تمكن من اقتحام المستوطنة وقتل ثلاثة من جنود الاحتلال وقد استغلت مستوطنة كفار دراوم لتنفيذ عمليات اجتياح واسعة ضد سكان المنطقة الوسطي وتحديدا مخيم دير البلح.‏

مستوطنة "موراج"‏

المستوطنة الثالثة هي "موراج" أنشأت في العام 1972، برعاية حزب العمل على الطريق الرئيسي بالقرب من مدينة رفح - خانيونس، على بعد 6 كم من شاطئ البحر وعلى بعد 5 كم غرب الحدود الشرقية لقطاع غزة، يوجد فيها محطة لتقوية الإرسال، ومخيم لقوات الجيش الإسرائيلي قبل ان تتحول في العام 1983 الى مستوطنة دينية مساحتها 1400 دونم من اراضي الفلسطينين في رفح وخانيونس‏

وتعتبر مستوطنة "موراج" مستوطنة تجسسية من الدرجة الاولى كما يوجد فيها محطات الرادر التي وضعها كيان العدو لمراقبة الحدود المصرية الفلسطينية بعد الانسحاب من سيناء في العام 1982‏

، اضافة الى وجود محطات بث وتقوية لاكثر من اربعين محطة تلفزيونة واذاعية في "ارائيل" تبث مواد دعائية للدول العربية القريبة حيث يبحث كيان العدو عن بديل في صحراء النقب لها.‏

وتعتبر مستوطنة "موراج" نقطة الدفاع الاولى لمستوطنات غوش قطيف وهي خالية من السكان لانها استغلت كارضي زراعية ودفيئات تابعة لغوش قطيف.‏

اقتحمها المقاومون عدة مرات بنجاح وكان ابرزها عملية فتح خيبر التي نفذتها ثلاثة فصائل على مدار سبعة ساعات حيث رفعت اعلام المقاومة فوقها.‏

..بدأ خروج المستوطنين من هذه المستعمرات ويبقى وقت قصير لتكتمل الفرحة.‏

2006-10-28