ارشيف من : 2005-2008
أسباب فوز نجاد في انتخابات الرئاسة الإيرانية

محمود أحمدي نجاد هو رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية الجديد، الفوز الساحق الذي حققه في الانتخابات الرئاسية يضعنا أمام مجموعة من التساؤلات حول أسباب هذا النجاح الكبير وتصويت الإيرانيين له بكثافة، خصوصاً وان المنافسة في الجولة الثانية من الانتخابات انحصرت بينه وبين أحد الوجوه البارزة في الحياة السياسية الإيرانية أي الرئيس الأسبق للجمهورية الإسلامية الشيخ أكبر هاشمي رفسنجاني.
وفي قراءة سريعة لفوز نجاد رأى المتابع للشؤون الإيرانية د. حبيب فياض أن هذا الفوز يعود لمسألتين أساسيتين:
أولاً: شخصية أحمدي نجاد المتواضعة والشفافة التي استطاع من خلالها استقطاب شريحة كبيرة من الطبقة المحرومة والفقيرة، إضافة إلى حياته المتواضعة وقربه من الناس، وكذلك انجازاته خلال فترة توليه بلدية طهران حيث قدم خدمات كثيرة ترفيهية وإنمائية للإيرانيين.
ثانياً: طبيعة المنافسة التي كانت قائمة في إيران تمحورت بين الإصلاحيين والمحافظين، وعلى الرغم من أن الشيخ اكبر هاشمي رفسنجاني كان وسطياً إلا أنه في الفترة الأخيرة كان أقرب إلى الإصلاحيين الذين كانوا في السلطة طوال ثماني سنوات ولم يلبوا خلال هذه الفترة طموحات الشعب الإيراني الامر الذي ولد إحباطاً لدى الإيرانيين وردة فعل عكسية ترجمت من خلال التصويت لأحمدي نجاد الذي يقف في خانة المحافظين.
واعتبر د. حبيب فياض في تعليق عما تداولته وسائل الإعلام عن ان نجاد متشدد في السياسة الخارجية الإيرانية "أنه لا يمكن ان نقول ان هناك متشدد او غير متشدد في السياسة الخارجية الإيرانية"، خصوصاً وان نجاد وضع معياراً في علاقة إيران مع الدول الأخرى قائلاً "نحن ليس لدينا مشكلة مع أي دولة تتعامل معنا وفقاً لمبدأ الاحترام المتبادل وليس وفقاً لمنطق الاستعلاء". وأضاف فياض أن السياسة الخارجية الإيرانية ليست من صلاحيات رئيس الجمهورية لوحده، بل هناك قائد الثورة الإسلامية آية الله العظمى السيد علي الخامنئي ومجلس الأمن القومي ومجلس تشخيص مصلحة النظام.
أما خطاب نجاد الداخلي فوصفه د.حبيب فياض بالمتسامح مشيراً إلى أن قربه من التيار المحافظ جعل وسائل الإعلام تروّج لدعايات عن كونه متشدداً في تعاطيه مع الإيرانيين في الداخل مضيفاً "ان من يتابع خطابه الداخلي يجد انه كان متسامحاً إلى حد كبير مع الناس".