ارشيف من : 2005-2008

تعليقات الصحف العربية لهذا اليوم الخميس 27 تشرين الاول/ اكتوبر 2005

تعليقات الصحف العربية لهذا اليوم الخميس 27 تشرين الاول/ اكتوبر 2005

صحيفة الشرق القطرية:‏

من بليكس العراق إلى "بليكس سوريا"‏

تركي علي الربيعو‏

بين "هانز بليكس سوريا ولبنان"والمقصود بذلك ديتليف ميليس كما نعتته الصحافة الألمانية، وبين هانز بليكس العراق، ثمة فارق كبير يضيع الى حد التلاشي مع النتائج التي توصل إليها كل منهما، الأول هانز بليكس العراق، سويدي الأصل، أما الثاني فهو ألماني الجنسية، الأول ترتسم على محياه آثار السنين، وجه مجعد ويلبس بدلة مجعدة كما وصفه التليفزيون السويدي كما جاء في ذكرياته التي سنقف عندها، في حين يحتفظ الثاني بشبابه، فهو وسيم يتبختر بتسريحة شعر قصير (بروس)على طريقة المارينز الأمريكي. الأول يحمل نعتا يليق به وهو رئيس "الأرانب السرية المضطربة "والمقصود بذلك مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الذين ورثوا عملهم عن "رعاة البقر "أي لجنة الأمم المتحدة الخاصة بشأن أسلحة العراق بقيادة رالف ايكيوس السيئ الصيت والذكر، أما الثاني ديتليف ميليس ففي جعبته الكثير من الألقاب كما تقول الصحف الألمانية فهو "كولومبو برلين "وهو "كلب الصيد الممتاز الذي لا يرمي بسهولة الطريدة من فمه ".والمحروس جيدا، حيث يحيط به أربعون حارسا شخصيا يطوقونه مع الفندق الذي ينزل به، وعدد لا يحصى من الخبراء .الأول أي بليكس غادر بعد خراب البصرة كما يقول المثل ولن يعود، والثاني يحل ضيفا ثقيل الظل بانتظار خراب بصرة أخرى، بصورة أدق، باتجاه احتلال آخر مهد له بتقريره المليء بالإشاعات والتكهنات والقيل والقال .ومع ذلك فإنه لا بد من فهم الثاني أن نعود الى الأول لكي نحد من خراب بصرة جديد، وهذا ما نفعله في هذه المقالة التي نقف فيها على عجل، عند "ذكريات بليكس "وليس عند مذكراته التي وجدت طريقها الى العربية بعد أن ترجم كتاب بليكس الصادر في العام 2004 الى العربية منذ أيام وهو بعنوان "نزع سلاح العراق 2005" وقد حمل عنوان فرعيا "الغزو بدلا من التفتيش" وضعه مركز دراسات الوحدة العربية الذي أصدر الكتاب.‏

في "ذكرياته "يصف لنا بليكس ذلك الإرث الثقيل الذي ورثه بليكس عن "رعاة البقر "أي عن لجنة الأمم المتحدة بقيادة رالف ايكيوس و سكوت ريتر ثم لاحقا ريتشارد باتلر، فقد جعل هؤلاء من التفتيش عقوبة على العراقيين وشاهدا على استمرار الحرب بوسائل أخرى وأصبحت عمليات التفتيش أشبه بالعمليات العسكرية الصغيرة على حد تعبير بليكس و شاهدا على حرب سكوت ريتر الخاصة على وصف ذي نيويوركر 9 نوفمبر 1998، في حين انه كان يجب أن يكون "فرصة "كما يرى بليكس، فقد اعتمد ريتر وزملاؤه سياسة "أسلوب رامبو" على حد وصف بليكس بإذلال العراقيين والمستجوبين خاصة، وعلى تأجيج نار العداوة مع العراقيين،والأهم أنهم جعلوا من التفتيش نافذة للتجسس على العراق وهي التهمة التي ستلاحق بليكس مدى الحياة كما يكتب في ذكرياته، يقول "لقد اعتاد العراقيون على وصفي بـ"الجاسوس " والتي سيكررها المسؤولون العراقيون باستمرار، فقد كان لرالف ايكيوس نائب أمريكي على اتصال بواشنطن، أبرزهم روبرت غالوتشي، وكان ديفيد كاي المعتمد لاحقا من قبل بول وولفوفيتز عميلا أمريكيا بامتياز، ويصح القول على سكوت ريتر نفسه وعلى اللجنة الخاصة التي تتضمن عملاء استخبارات من مختلف البلدان،وبخاصة أمريكا وبريطانيا كما يقول بليكس، ويضيف "وهم كانوا أعضاء في فرق التفتيش قادرين على تزويد المنظمات التي يعملون لديها بالمعلومات عن الأهداف العسكرية وتحركات القيادة العراقية الملائمة والمناسبة، للقيام بالقصف قبل وفيما بعد "ص48.‏

لم يرث بليكس ذلك الإرث التجسسي، الذي يجعل من لجان الأمم المتحدة مجرد ذراع سري لوكالة المخابرات المركزية الأمريكي، بل ورث عن سابقيه، تلك المعادلة المستحيلة الحل والتي يصفها بقوله :هل نحن إما نظام تفتيش خاضع للأمم المتحدة، أم أننا أمام أمم متحدة تتحول الى غطاء لعملية غربية؟‏

في سياق هذه المعادلة، أرادت الولايات المتحدة الأمريكية لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بقيادة بليكس، الفشل، فعلى الرغم من الثناء عليه من قبل وزير الخارجية الأمريكي آنذاك كولن باول، بوصفه "المحترم والنزيه "إلا أن أمريكا كانت دائما تنتظر فشله، وكانت دائما تقارن نتائجه بتقارير المخابرات التي أثبتت دائما أنها لا تمتلك معلومات كما يقول بليكس، والاهم بتقارير المرتدين الهاربين من العراق والذين قدموا معلومات مضللة كثيرة.‏

ما يستنتج من "ذكريات "بليكس العراق، انه كان يلعب في الوقت الضائع، ففي الوقت الذي وجد فيه أن التفتيش فرصة لإنقاذ العراق، وان تعاطي العراقيين مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بدا مرنا ومن شأنه أن يقود الى نتائج ملموسة، بدا لبليكس أن الغزو بات هو القاعدة، وان الغزو سيكون بديلا للتفتيش، فقد بدا واضحا للجميع، أن أمريكا مصممة على غزو العراق، وهذا لا يعود الى أفعال ارتكبها العراق، بل الى الجراح التي تسبب بها تنظيم القاعدة وبدت الحرب تتحول الى واقع محتم كما يقول بليكس، وأضحت واقعا بالفعل، وقد بدا واضحا كما يقول إن أمريكا ستحاكم الرئيس العراقي على نواياه السيئة إن جاز التعبير في سعيه الى امتلاك سلاح نووي، وهذا ما عبر عنه جيدا الرئيس بوش في مقابلة معه عندما قال :ما من فرق حقيقي ما بين امتلاك صدام لأسلحة الدمار الشامل وما بين نيته المحتملة باستحواذها .ففي كلا الحالتين، إن العالم في أفضل حال من دونه، وأنها كذلك بالفعل " .‏

كانت طبول الحرب تدق، وقد وصل الجنود الى حدود العراق، وما من معجزة تحول دون الحرب، وحده قائد "الأرانب السرية المضطربة " بدا عليه الارتباك، تحت وقع طبول الحرب، وبدا للجميع أن ملامح وجهه وبدلته المجعدين قد انعكس على تقريره، فلم يكن حاسما ليردع الحرب، ولم يتضمن تقريره قولا فصلا بأن العراق لا يملك أسلحة دمار شامل، لا بل انه وبعد مقابلة مع توني بلير في نهاية ذكرياته وفترة تفتيشه قال: لقد ملت شخصيا الى التفكير في أن العراق لا يزال يخبئ أسلحة دمار شامل "هذه القناعة الشخصية كانت تقوي منطق الحرب بدلا من أن تضعفه ، وبهذا تحول بليكس العراق الى جزء من الأجندة الأمريكية في حربها على العراق، وبدا واضحا أن البيت الزجاجي للأمم المتحدة لا يستطيع دفعا للبروباغندا الإعلامية الأمريكية التي تدق طبول الحرب.‏

هذا هو سلوك بليكس الذي كان يعلم أن الحرب قادمة، فلم يستطع مقاومة الأمريكيين الى الحرب ولا "خطة هجومهم" والسؤال: هل يسلك بليكس سوريا ولبنان، أي ديتلف ميليس الذي يحقق في قضية عادلة سلوك بليكس العراق، أم انه سيكون اقرب الى سكوت ريتر منه الى بليكس؟‏

تقريره يشي بأنه اقرب الى بليكس منه الى ريتر، خاصة وان تقريره مثل تقارير بليكس تقول كل شيء ولكنها لا تحسم شيئاً.‏

صحيفة الراية القطرية:‏

عملية الخضيرة نتيجة للاستفزازات الإسرائيلية‏

لا يمكن فصل عملية الخضيرة التي نفذتها حركة الجهاد الاسلامي مساء أمس واسفرت عن مقتل وجرح عشرات الإسرائيليين، عن الاعتداءات التي قامت بها قوات الاحتلال الإسرائيلي في الآونة الأخيرة ضد الفلسطينيين، وكان أحدثها عملية اغتيال لؤي السعدي قائد سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد في طولكرم، ومن البدهي ان يكون لكل فعل رد فعل، خاصة اذا تعلق الأمر بمبدأ مقاومة الاحتلال، وهو مبدأ مشروع لا جدال حوله.‏

واذا كان استهداف المدنيين بشكل عشوائي ينطوي علي سلبيات ومحاذير ويثير ردود فعل دولية غاضبة، فإن اسرائيل انتهجت هذا الاسلوب منذ قيامها، وكانت لا تزال، تتفرد بممارسة ارهاب الدولة في أبشع صوره، وراح ضحية ذلك اعداد كبيرة من الفلسطينيين والعرب في مجازر وحشية، كما ضربت اسرائيل بعرض الحائط، كل القرارات الصادرة عن الأمم المتحدة، في تحد سافر للشرعية الدولية، وللأسف الشديد فان هذا النهج العدواني يلقي دعما قويا من قبل الولايات المتحدة، ويقابل بعدم اكتراث وصمت دولي.‏

ومنذ اتفاق التهدئة الذي أعلن في القاهرة خلال شهر مارس الماضي، بعد حوار بين السلطة الفلسطينية وفصائل المقاومة، التزمت الفصائل بهذا الاتفاق، فيما واصلت قوات الاحتلال الاسرائيلي خرقها للتهدئة وارتكاب مختلف أنواع القمع والبطش والاغتيال واستهداف المدنيين، ومع ذلك كانت ردود الفعل الفلسطينية محدودة جدا، وبقي التزام ضبط النفس هو القاعدة.‏

لقد حاولت "اسرائيل" تضليل الرأي العام الدولي بتصوير الانسحاب من قطاع غزة تنازلاً تاريخيا لمصلحة السلام، لكن الحقائق علي الأرض والممارسات التي اعقبت الانسحاب أكدت ان حكومة شارون تخلصت من عبء غزة لتكرس الاستيطان، والاحتلال في الضفة، وترسم علي الأرض واقع التسوية التي تتفق مع استراتيجيتها، علي حساب الحقوق الاساسية للشعب الفلسطيني.‏

ورغم ذلك فان النجاح الذي حققه الفلسطينيون سلطة ومقاومة خلال الفترة الماضية، والمتمثل بتقديم صورة ايجابية أمام الرأي العام الدولي، عن وحدة الهدف وتعزيز الوحدة الوطنية، واعتماد الحوار طريقا لتقريب وجهات النظر، لا ينبغي التضحية به، عبر الاستجابة للاستفزازات الإسرائيلية، لان حكومة شارون لا تخفي رغبتها بدفع الفلسطينيين للاقتتال من خلال التركيز المتواصل وبدعم أمريكي علي ضرورة تفكيك فصائل المقاومة وهذه نقطة خلافية تتطلب من الاطراف الفلسطينية التعاطي معها بحذر.‏

صحيفة الرياض السعودية:‏

في العراق.. الدستور هو الحل!!‏

انتقل صراع الغرب والشرق إلى المنطقة العربية من أول انقلاب جاء بالعسكر بديلاً للمدنيين، والدول التي أسست تلك السياسات، هي التي "لا تجني من الشوك العنب" كما يقول المثل العربي، ومن الدول التي دفعت مهر الدم وخسائر المال والبشر بالحروب والانقلابات، وانتقلت من العهد الملكي، ونوري السعيد إلى صدام حسين العراق، وبين الاستقرار، وفقدان الأمن خط طويل من تاريخ مأسوي..‏

فقد سقط الحكم الملكي العراقي، لأنه موالٍ للغرب الذي لا تزال الثارات معه قائمة بسبب التاريخ الاستعماري، وباعتبار الشرق الصديق القادم الذي فكك حلقات الهيمنة الغربية بالتسليح ثم المقارعة بمجلس الأمن، وتمويل السد العالي الذي جعلته أمريكا جزءاً من ضغوطها، جعل التغيير حتمياً، وهنا انتهت مرحلة، وبدأ عصر آخر مهيّج وطفولي في طروحاته وأفكاره، والعراق كان النموذج الأسوأ، لأنه انتقل من حكم يؤيد حلف بغداد إلى الزعيم الأوحد الذي رفع شعار الماركسية والتبعية للاتحاد السوفياتي، وبدأت المسارات تعاود تشكيلات قومية، وشيوعية، وبعثية، وفي امتحان التجربة حين صار تبديل حكم بآخر، مجرد الوصول إلى الإذاعة، وإعلان البيان الأول، ووجبات تصفية الأعداء، المتآمرين على الوطن، والذيليين التابعين للاستعمار.‏

انجرّت لهذا التيار عناصر وقوى على طول الوطن العربي، وكادت تعصف بحكومات مستقرة، لولا تماسك المجتمع الداخلي، لكن العراق الذي يعد الأكبر من حيث توفر الموارد الطبيعية وتنوع الثقافات، والتجارب التي أوصلت تياراً واعياً ومنفتحاً للحكم، هم من سقطوا بفعل مجنون ليذهب العراق ضحية وجود غير طبيعي لعنصر غير قادر على إدارة الحكم إلا بالتصفيات..‏

الآن وانسداد المخارج لأزمة العراق صار جزءاً من واقع ورثه من حكم صدام، وما قبله، بات الاعتراف بأنه مختلف الهويات، والأعراق أمراً واقعاً، وإن سيطر الحكم العربي على النسبة العليا، إلا أنهم منقسمون بين شيعة وسنة، وتعارض الأفكار قد يذهب بالمصالح إلى الدائرة الصعبة، وكان السؤال الملح، ما المخرج في ظل صراع بدأ يأخذ تشكيلات جديدة كانت نائمة بحكم هيمنة القبضة الحديدية؟ فكان الجواب الإقرار بالتعددية وبدستور يصاغ وفق هذه الحقيقة، وبصرف النظر عن صدق، أو تزييف نتائج الاستفتاء، فهو الطريق الوحيد المؤدي إلى القراءة الصحيحة بعراق موحد وفق دستور متفق عليه..‏

أيضاً هناك من يعترض على أن الصياغة تمت تحت قبضة الاحتلال، وهذا لم يمنع نجاح دستور ألمانيا، واليابان في ظل ظروف قد تكون شبيهة، لكن مع افتراض ترك الأمر للعراقيين وسط وضعهم القائم، هل يمكن تمرير دستور كهذا أمام فوضى هائلة؟..‏

قطعاً، وهنا جاء الخيار بين الأسوأ والسيئ أن تم قبول الأخير، وربما يكون الإجراء بداية الخلاص لعراق نموذجي قد يتعثر في البداية، لكنه في طريق التعافي من سرطان الانقلابات والدكتاتوريات..‏

صحيفة عكاظ السعودية :‏

في مجلس الأمن.. التاريخ يحيد عن مساره‏

د. طلال صالح بنان‏

الاتجاه في مجلس الأمن نحو تمديد مهمة لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري, التي يرأسها القاضي الألماني ديتليف ميليس, مع التركيز, هذه المرة, على سوريا. ولكن القاضي ميليس في مجلس الأمن, حذر الجميع, بأن التحقيق يحتاج أشهراً, إن لم يكن سنوات حتى يكتمل..!?‏

شيء آخر لا يصب في أهواء واشنطن ولندن وباريس, ما قاله سعد الحريري, بأنه وأسرته, وربما لبنان, مهتمون بتحديد القتلة ومثولهم أمام العدالة, وليس بما يفكر ويخطط له الأمريكيون والبريطانيون والفرنسيون, من معاقبة سوريا. سرعان ما التقطت دمشق الخيط, وأبدت استعدادها لمحاكمة المتهمين, ومعاقبتهم, إذا ما وجدهم القضاء السوري مذنبين.‏

ولكن المشكلة أن القضية, ليست جنائية, بقدر ما هي سياسية.. أو أنها تطورت لتصبح سياسية أكثر منها جنائية. محاولة تدويل القضية, منذ البداية, لم يكن سوى فرصة لاستخدامها من قوى دولية معينة, لخدمة مصالحها, في المقام الأول, وليس تحرياً للعدالة. كم حادث اغتيال حدث في لبنان لشخصيات رفيعة, منذ انتهاء الحرب الأهلية, بينهم رؤساء جمهورية ورؤساء وزارت وشخصيات سياسية كبيرة في لبنان, ولم يكن ذلك يثير حفيظة القوى الدولية, التي تسعى الآن لتدويل قضية اغتيال الرئيس الحريري... إن لم تكن هذه القوى الدولية, ضالعة في تلك الجرائم, أو على الأقل كانت تتوافق مع توجهات سياستها الخارجية, في المرحلة السابقة.‏

لا تحذير القاضي ميليس بصعوبة التحقيق وحاجته لوقت طويل لإنجازه.. ولا استعداد دمشق للتعاون مع لجنة التحقيق وتقديم المتهمين للعدالة.. ولا تنبه أولياء الدم المباشرين بتداعيات تدويل القضية, على أمن لبنان واستقرار المنطقة, يمكن أن تحد من زخم تسييس القضية وتدويلها, لتتلاقى مع مشاريع أكثر طموحاً لفعاليات دولية معينة, من أجل السيطرة على عنق العالم, ما بين بغداد والقاهرة, مروراً بدمشق, حتى يمكن لها أن تعيد رسم خريطة المنطقة بما يحقق مصالحها للهيمنة الكونية, على العالم.‏

مع قلة الخيارات أمام الأطراف الإقليمية الأكثر تضرراً من هذا التطور على سواحل البحر الأبيض المتوسط الشرقية العربية, خاصة الأطراف العربية, لا يسع الجميع إلا مجاراة هذا الاتجاه السياسي للقضية, لعلَ وعسى, يحيي من جديد صراعات دولية ظن الكثيرون أنها خمدت, بسبب انهيار نظام الحرب الباردة, كفرصة وإن تبدو بعيدة إلا أنها على أي حال محتملة, حتى يمكن استعادة التوازن للمنطقة, الذي كان سائداً, في الماضي. كذلك فإن تحدي هذا الاتجاه السياسي للقضية, مع ضآلة الإمكانات الإقليمية للتصدي لاتجاه تدويلها, يبدو للأطراف الإقليمية المعنية وكأنه سلوك لا عقلاني يرقى لمستوى الانتحار السياسي.‏

كل ما يدور في مجلس الأمن, هذه الأيام, من مناقشات حول القضية, تحاول أن تتفادى أي احتمال لتأخير التدخل الدولي الحاسم, من قبل الفعاليات الدولية ذات المصلحة, حتى لا تتكرر أخطاء التعامل مع الملف العراقي السابقة. وفي المقابل تبدو جهود الأطراف الدولية والإقليمية المتضررة من أي تدخل دولي محتمل, في موقف الدفاع الضعيف أمام ما يبدو من حتمية تاريخية, آخذة في التطور.‏

في ظل ميزان قوى, بهذا الخلل, يكون الضحية الأساسية لما يجري, هو السلام.‏

2006-10-28