ارشيف من : 2005-2008

اجتماع ثلاثي مغلق بين الوكالة الذرية وإيران وباكستان

اجتماع ثلاثي مغلق بين الوكالة الذرية وإيران وباكستان

نقلت وكالة (آكي) الايطالية للأنباء عن مصدر مسؤول في الدائرة الإعلامية في الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا أن اجتماعاً ثلاثياً على مستوى الخبراء بدأ أمس أعماله خلف أبواب مغلقة بمقر الأمم المتحدة في فيينا، ويضم عدداً من كبار المسؤولين من الوكالة وإيران وباكستان. ولكن بيتر روكوود أحد المسؤولين في الدائرة الإعلامية رفض إعطاء المزيد من التفاصيل والمعلومات عن طبيعة هذا الاجتماع أو المواضيع المدرجة في جدول أعماله. كما رفض الكشف عن أسماء المسؤولين الايرانيين والباكستانيين المشاركين في هذا الاجتماع، واكتفى بالإشارة إلى أنه الأول من نوعه، وتم بناءاً على طلب المدير العام للوكالة الدكتور محمد البرادعي ونائب المدير العام لشؤون الضمانات.‏

وأوضح بيتر روكوود أن الهيئة الوطنية للطاقة الذرية في باكستان قامت مؤخراً بتزويد الوكالة الدولية للطاقة الذرية ببعض العناصر والمكونات والعينات ذات الصلة بالمواد والاجهزة النووية التي تُستخدم في تحويل اليورانيوم وتخصيبه، مشيراً إلى أن جميع هذه العناصر والمكونات والنماذج والأجهزة نُقلت على جناح السرعة إلى مختبرات "سايبرسدورف" النووية التابعة للوكالة، والتي تقع على بعد 25 كيلومتراً غربي فيينا. وأكد أن الأجهزة المعنية في مختبرات سايبرسدورف النووية تواصل اجراء التحاليل والمعاينات اللازمة عليها، والتركيز على معرفة طبيعة علاقة المنشأ بينها وبين الأجهزة والمعدات والمكونات النووية المستخدمة في البرنامج النووي الإيراني، ولا سيما بعدما اكتشف مفتشو الوكالة قبل عامين بقع للتلوث الناجمة عن تخصيب اليورانيوم العالي الإثراء في أحد المفاعلات الإيرانية، وهي البقع التي أكدت إيران أنها جاءت من بلد المصدر، والذي لم تكشف عنه. وأعرب بيتر روكوود عن اعتقاده بأن عملية التحليل وإجراء الكشوف المخبرية اللازمة على جميع المواد والعناصر والأجهزة النووية الباكستانية سيحتاج إلى فترة زمنية. كما أكد أن فريقاً من كبار خبراء ومفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية ما زالوا في إيران منذ أن أقدمت الهيئة الوطنية الإيرانية للطاقة الذرية في العاشر من آب/أغسطس الجاري على استئناف أنشطة تحويل اليورانيوم الخام إلى غاز في مفاعل أصفهان بحضور مفتشي الوكالة.‏

وأوضح المسؤول في الدائرة الإعلامية في الوكالة الذرية أن المدير العام للوكالة الدكتور البرادعي سيبدأ خلال هذا الأسبوع بإعداد تقريره الجديد عن آخر التطورات المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني تمهيداً لرفعه إلى الاجتماع المقبل لمجلس المحافظين. ولم يستبعد أن يكون التقرير جاهزاً في الثالث من شهر أيلول/سبتمبر المقبل.‏

وكان مجلس المحافظين خلال اجتماعه الطارئ يوم الخميس الواقع في 11 آب/أغسطس الجاري تبنى بتوافق الآراء مشروع قرار قدمته دول الترويكا (بريطانيا، وفرنسا، وألمانيا) التي تتفاوض مع إيران من أجل تحديد الطبيعة الحالية والمستقبلية للبرنامج النووي الإيراني. وطالب مجلس المحافظين إيران بضرورة المبادرة إلى تعليق جميع أنشطة تخصيب اليورانيوم، كما عبر عن القلق لقرار طهران باستئناف أنشطة التحويل في مصنع أصفهان، وشدّد على أهمية تعاون إيران من أجل تسوية كافة المسائل المعلقة. وقد رفضت إيران قرار مجلس المحافظين واعتبرته قراراً سياسياً أملته الضغوط الأميركية، ووصفته بأنه يشكل مخالفةً لمعاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية والمبادئ الأساسية للوكالة التي تقر بحق جميع الدول الاعضاء غير القابلة للتصرف في استخدام الطاقة الذرية للأغراض السلمية.‏

وكان مصدر دبلوماسي من مجموعة دول عدم الانحياز مقرب من الوكالة الذرية أوضح بأن التجارب التي أجرتها الوكالة تؤكد أن آثار اليورانيوم وبقع التلوث التي عثر عليها مفتشو الوكالة في مفاعل (ناتانز) جاءت من الخارج، مما يدعم تأكيد إيران بأن برنامجها النووي مسخر للأغراض السلمية والتنموية. وأشار المصدر نفسه أن تحليلاً لمكونات باكستانية لأجهزة الطرد المركزي التي تستخدم في تخصيب اليورانيوم مشابهة لتلك التي اشترتها إيران من السوق السوداء بدا أنه يدعم تأكيد إيران أن آثار اليورانيوم من الدرجة التي قد تستعمل في صنع أسلحة نووية كانت نتيجة تلوث. وأعرب عن اعتقاده أن كافة التحليلات الأولية أظهرت أن الجزيئات النووية ربما أتت من باكستان. ويقول دبلوماسيون غربيون أنه لا يزال هناك العديد من الاحتمالات بخصوص طبيعة البرنامج النووي الإيراني، بما في ذلك مدى قدرته على استخدام أجهزة الطرد المركزي المتطورة من نوع (يو-2).‏

وكان الدكتور البرادعي أبلغ الصحافيين بعد انتهاء اجتماع مجلس المحافظين وتبني مشروع القرار الأوروبي بشأن البرنامج النووي الإيراني في الأسبوع الماضي أن جميع المواد النووية المعلنة في إيران تخضع الآن للكشف والتحليل، مشدداً على القول إن الوكالة ما تزال في وضع لا يسمح لها بالقول إنه لا توجد مواد او أنشطة نووية غير معلنة في إيران. ويعلق المراقبون هنا أهمية بالغة على نتائج الاجتماع الثلاثي بين الوكالة الذرية وكل من إيران وباكستان، ويرون بأنها قد تساهم في جلاء ما يكتنف البرنامج النووي الإيراني من غموض، ولا سيما حصولها على أجهزة الطرد المركزي المتطورة واستخدام أجهزة اللايزر في عمليات تخصيب اليورانيوم العالي الإثراء.‏

ومن المقرر أن يضمن المدير العام للوكالة نتائج الاجتماع الثلاثي في تقريره الجديد الذي سيرفعه إلى مجلس المحافظين وقد رفض بيتر روكوود الكشف عن المدة الزمنية التي سيستغرقها المجتمعون، كم استبعد صدور أي بيان صحافي حول نتائجه.‏

المصدر: وكالات ـ "وكالة (آكي) الايطالية للأنباء"‏

2006-10-28