ارشيف من : 2005-2008
إنقسام في مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بخصوص الملف النووي الايراني

في الوقت الذي تحافظ المفوضية الأوروبية على تكرر الدعوة إلى ضرورة متابعة المفاوضات من أجل التوصل إلى حل مرض للأزمة مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية بشأن ملفها النووي، ينعقد اليوم الاجتماع الاستثنائي للوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا، بدعوة من الدول الأوروبية الثلاث، فرنسا وبريطانيا و ألمانيا، التي تدير المفاوضات من الطرف الأوروبي مع طهران، للنظر في الإجراءات الواجب اتخاذها بحق إيران التي بدأت العمل في مفاعل أصفهان في مركز تحويل اليورانيوم.
وفي هذا السياق، يستبعد المراقبون أن يتوصل مجلس المحافظين إلى قرار جديد ضد إيران، وهم يستندون بذلك إلى عدة اعتبارات أبرزها أن الوضع القانوني هو لمصلحة إيران؛ والتزام طهران بالتعامل مع الوكالة الذرية بوضوح وشفافية؛ وقيامها بتسهيل مهمة فريق مفتشي الوكالة، بالإضافة إلى أنه سبق لإيران أن اتخذت خطوات ومبادرات لبناء الثقة، كان أبرزها التجميد الطوعي لتخصيب اليورانيوم؛ وتوقيعها للبروتوكول الإضافي. كما أشاروا إلى انقسام مجلس المحافظين في ظل تركيبته الراهنة، حيث تتمثل مجموعة الـ 77 والصين وحركة عدم الانحياز بحوالي أكثر من ثلث مجلس المحافظين، وجميعها تعارض اتخاذ قرار شديد اللهجة ضد إيران، كما تعارض نقل ملف البرنامج النووي الإيراني إلى مجلس الأمن، وهذا بحد ذاته يعرقل إمكانية التوصل إلى حل توافقي.
وكانت انتهت امس الجولة الأولى من المشاورات المكثفة التي جرت خلف أبواب مغلقة بين ممثلي المجموعات الجغرافية في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وذلك في إطار التحضير للاجتماع الطارئ الذي سيعقده مجلس المحافظين اليوم بناءاً على طلب مندوبي كل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا المعروفة باسم دول "الترويكا"، لمناقشة أخر التطورات ذات الصلة بالبرنامج النووي الإيراني والسبل الكفيلة بتسوية النزاع بين إيران وممثلي الاتحاد الأوروبي، على خلفية إعلان طهران أنها قررت استئناف بعض عمليات تخصيب اليورانيوم في مفاعل أصفهان خلال هذا الأسبوع.
هال
وأوضحت السيدة أنغريد هال رئيسة الدورة الحالية لمجلس المحافظين أن أعضاء المجلس وبعض ممثلي المجموعات الجغرافية عقدوا سلسلة مشاورات غير رسمية تركزت حول تبادل وجهات النظر حول إصرار إيران على استئناف أنشطتها المتصلة بتخصيب اليورانيوم في مفاعل أصفهان، وتداول الآراء بشأن أهمية الاجتماع الطارئ لمجلس المحافظين.
ورفضت السيدة هال الكشف عما تم التوصل إليه من نتائج خلال جولة المشاورات، واكتفت بالقول "كانت جولة أفق لاستكشاف المواقف والسبل الكفيلة بالتوصل إلى حل توافق للتأزم الأخير".
المفوضية الاوروبية
من ناحيتها اكدت المفوضية الاوروبية على لسان أحد الناطقين باسم الجهاز التنفيذي بالإتحاد الأوروبي ، ستيفان دي رينك، أن المفوضية ترى أن المقترحات التي قدمتها الدول الثلاث إلى إيران يجب أن تشكل "بداية مرحلة جديدة" من التعاون بين إيران والإتحاد وأنها تأمل دائماً متابعة التفاوض من أجل التوصل إلى حل تتجنب معه طهران العقوبات الدولية في حالة تحويل ملفها إلى مجلس الأمن ،"إذ أن المفوضية الأوروبية لا تفضل ذلك الخيار" بل "تتمنى أن تعود إيران إلى طاولة المفاوضات للرد على مقترحات الدول الثلاث".
مرحلة التأزم أو مفترق الطرق
وكانت وكالة الأنباء النمساوية نسبت إلى مصدر دبلوماسي أوروبي قوله إن الهدف الرئيسي من طلب الدول الأوروبية الثلاثة لعقد اجتماع طارئ لمجلس المحافظين يعني شيئين؛ إما أن المفاوضات بين دول "الترويكا" وإيران وصلت إلى مرحلة التأزم أو مفترق الطرق، أو ممارسة أقسى درجات الضغط على طهران من أجل اقناع الحكومة الإيرانية الجديدة بعدم استئناف أي نشاط من أنشطة الوقود النووي في مفاعل أصفهان المثير للجدل.
روحاني
وكان رئيس الوفد الإيراني إلى المفاوضات مع دول الترويكا الأوروبية، الشيخ حسن روحاني، وفي رسالة سلمتها البعثة الإيرانية في فيينا إلى المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوم الخميس الماضي، أكد أن "بلاده عاقدة العزم على التمسك بحقها في استخدام الطاقة الذرية للأغراض السلمية والتنموية، وأنها قررت استئناف بعض أنشطتها ذات الصلة بتخصيب اليورانيوم في مفاعل أصفهان وبشكل محدود وتحت اشراف الوكالة".
وأكد روحاني على أن "البرنامج النووي الإيراني هو برنامج معدّ للأغراض السلمية، ويقوم على أساس الوضوح والشفافية، وإعطاء كافة الضمانات والتعهدات المطلوبة إلى الوكالة الذرية وفق المعاهدات والاتفاقات والبروتوكولات التي وقعت عليها إيران".