ارشيف من : 2005-2008

هل سيكون المؤتمر الدولي المكرس للعراق عرضا سياسيا أم حوارا جادا؟

هل سيكون المؤتمر الدولي المكرس للعراق عرضا سياسيا أم حوارا جادا؟

بقلم المعلقة السياسية لوكالة نوفوستي ماريانا بيلينكايا‏

يشارك ممثلون عن 84 بلدا ومنظمة دولية في المؤتمر المكرس للعراق الذي سيعقد في النصف الثاني من شهر يونيو الحالي في بروكسل. أما السؤال الرئيسي الذي يحير الكثير من الدبلوماسيين في العديد من دول العالم فهو: ما الذي يجب القيام به من أجل تحقيق الفائدة المرجوة من هذا المؤتمر، ولكي لا يكون مجرد عرض سياسي؟‏

وتتركز الأهداف الرئيسية لهذا المؤتمر الذي يعقد بمبادرة من الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي على مسائل تقديم المساعدة للحكومة الانتقالية العراقية، وتوحيد جهود المجتمع الدولي الهادفة إلى دعم العملية السياسية، وإعادة بناء اقتصاد العراق، وتحسن الوضع الأمني فيه.‏

ومما لا شك فيه أن جميع المؤتمرات متشابهة حيث تتضمن إلقاء الخطب والكلمات ومن ثم مناقشة ما طرح منها. ويبدو أن المجتمع الدولي عازم هذه المرة على الاستماع إلى رأي السلطات العراقية الجديدة حول الوضع في البلاد، وتقديم التوصيات إليها في حالة الضرورة. وهناك مشكلة تتعلق بعدم قدرة جميع الوفود المشاركة في التعبير عن آرائها في مؤتمر لا يستغرق انعقاده فترة طويلة من الزمن، بالإضافة إلى المسألة المرتبطة بأخذ آراء أغلب المشاركين في المؤتمر بعين الاعتبار. ولهذا أولت الجهات المنظمة للمؤتمر اهتماما كبيرا للعمل التحضيري الذي تقوم به لجان الخبراء الذين سيقومون بتوجيه سير المؤتمر وتتبع ترتيب الآراء.‏

وذكر مصدر في الحكومة الروسية في حديث لوكالة نوفوستي أنه لا توجد إلى حد الآن، بعد أن تبقى أسبوعان فقط على عقد المؤتمر، أية رؤية واضحة للنتائج التي قد يخرج بها. ورغم أن الجميع يسعون إلى تحقيق نفس الأهداف، وهي ضمان الأمن في العراق، وتحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي إلا أن المواقف التي يتخذونها مختلفة بعض الشيء. وفي الوقت الذي تركز فيه الولايات المتحدة على موضوع الأمن يؤكد الأوروبيون على أهمية سيادة القانون.‏

وقد ظهر في الفترة الأخيرة فرق واضح في المواقف حيث تواصل واشنطن النظر إلى ما يجري في العراق "من خلال نظارات وردية اللون". أما موسكو فإنها تدعو إلى عدم نسيان أو بالأحرى عدم الخوف من الحديث عن السلبيات التي ترافق العملية السياسية في العراق. وقال المصدر الحكومي الروسي بهذا الشأن: "إن الخوف من ذلك قد يحول المؤتمر الدولي في بروكسل إلى عرض دعائي".‏

وقد أرادت روسيا بصفتها عضوا في المجموعة المبادرة للتحضير لهذا الملتقى أن تتضمن الوثيقة الختامية للمؤتمر "موجهات واضحة ومفهومة بالنسبة للحكومة العراقية". ويمكن القول إن تلك الموجهات، بما فيها إقامة حوار عراقي داخلي واسع، وتحقيق الوفاق والإجماع بين مختلف فئات وشرائح الشعب العراقي لا تعتبر جديدة بالمرة.‏

إن المؤتمر الذي سيعقد في بروكسل بخصوص العراق يوفر للمجتمع الدولي فرصة حقيقية لمناقشة جميع المشاكل الموجودة بشكل صريح.‏

ومن جانب آخر ترى موسكو أن العملية السياسية في العراق تجري إلى حد الآن وفق الجدول المنصوص عليه في قرار مجلس الأمن الدولي 1546. وقال المصدر الحكومي الروسي بهذا الصدد: "لم تقع توقفات كبيرة في جدول العملية السياسية في العراق إلى حد الآن، وقد نجحت السلطات العراقية في تنفيذ المهمات التي أنيطت بها، ولكن مازالت هناك مرحلة صعبة جدا تتمثل في صياغة الدستور، وتسليم السلطة إلى حكومة دائمة. وتتطلب هذه المرحلة تضامن الشعب العراقي. كما يتعين على المجتمع الدولي في حال تعطيل العملية السياسية في العراق أن يلعب دور الوسيط والمنظم للحوار بين القوى السياسية في العراق، وأن لا تكتفي بتقديم التوصيات فقط.‏

2006-10-28