ارشيف من :أخبار لبنانية

رئيس التنظيم الشعبي الناصري النائب أسامة سعد لـ"الانتقاد": نسعى لتجنيب عين الحلوة ما حصل في البارد

رئيس التنظيم الشعبي الناصري النائب أسامة سعد لـ"الانتقاد": نسعى لتجنيب عين الحلوة ما حصل في البارد

حاوره: حسين عواد
رئيس التنظيم الشعبي الناصري النائب أسامة سعد لـ"الانتقاد": نسعى لتجنيب عين الحلوة ما حصل في البارد لا تبدو علامات الراحة بادية على ابن صيدا هذه الأيام، وخصوصاً ان مسلسل الأحداث الأمنية والسياسية يتسارع في "بوابة الجنوب".. والأنظار مشدودة إلى مخيمها (عين الحلوة) حيث تعمل الأجهزة الأمنية منذ مدة على ملاحقة مطلوبين من ضمن "الشبكات الإرهابية".
يتعامل الدكتور أسامة سعد مع هذه الأحداث كخبير في تفكيك حقول الألغام، لكنه يخشى انفجار أحدها فيأخذ الحقل وما حوله، فـ"نموذج نهر بارد آخر في مخيم عين الحلوة" هو هاجس دائم، لذلك "يجهد بشكل يومي  مع كل الفصائل الفلسطينية لتجنيب المخيم اراقة دماء، لان انعكاسها المباشر سيكون بطبيعة الحال على المدينة".
يؤكد سعد أن "المقاربة الأمنية للوضع الفلسطيني خاطئة"، وهو يعتبر "ان هناك التزامات لبنانية اتجاه القضية الفلسطينية"، تقوم على "صياغة علاقات لبنانية فلسطينية تبحث من خلالها الموضوعات الخلافية ومنها القضايا الاجتماعية والإنسانية والسلاح"، لكن يعود ويستذكر بأن هناك "اطرافا عربية وأوروبية وفلسطينية ومحلية، تريد تنفيذ المطلب الاسرائيلي بشطب حق العودة".
ويؤكد سعد على ضرورة صياغة استراتيجية دفاعية تؤكد "التماسك الوطني اللبناني، وتمتين العلاقات اللبنانية الفلسطينية بما يضع هذه العلاقات في الاتجاه الايجابي في خدمة مشروع المواجهة مع العدو الإسرائيلي".
"الانتقاد" التقت رئيس التنظيم الشعبي الناصري النائب سعد وسألته عن العديد من القضايا المحلية وكان هذا الحوار:

بداية ماذا تقرأ في التوقيفات التي حصلت في مخيم عين الحلوة، إضافة إلى ملاحقة المطلوبين؟
ـ كما تعلمون هناك توقيفات حصلت مؤخراً في البداوي وفي مخيم عين الحلوة، والتي لم تكن محل توافق بين كل الفصائل الفلسطينية، واليوم هناك مطلوبون من قبل السلطات الأمنية والقضائية ممن تعرضوا للأمن الوطني اللبناني، ونحن نطالب الفصائل الفلسطينية كافة بالتعاون حماية للأمن الوطني اللبناني، والشعب الفلسطيني، وذلك من اجل الوصول الى حل يجنب المخيم ومدينة صيدا إراقة الدماء، لأن أي توتر امني قد ينعكس بشكل مباشر على المدينة.

هل تخشى عدم تجاوب بعض القوى الفلسطينية مع تسليم مطلوبين، ونصبح أمام نهر بارد جديد؟
ـ قد يختلف السيناريو، ولكن هناك مؤامرة ما تستهدف الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني. هناك أطراف لبنانية وفلسطينية، وعربية، وأوروبية، تريد أن تشطب هذا الحق التاريخي المتمثل بحق العودة خدمة لمشروع التوطين.

...وهل يكون بالتوتير الأمني؟
ـ أنت تعلم لدينا نموذج نهر البارد الذي لا يزال أهله مشردون وينتظرون إعادة اعماره، وهو نموذج جديد لتشريد الفلسطينيين وشطب المخيمات!

من موقعكم في صيدا ما هو الدور الذين تضطلعون به لتجنيب مخيم عين الحلوة وتاليا المدينة أي خضة أمنية؟
ـ نحن نقوم بجهد شبه يومي مع كل الفصائل الفلسطينية من اجل معالجة هذه القضايا، وتبريد الأجواء داخل المخيم، ومن اجل التجاوب مع مطالب الأجهزة الأمنية لتوقيف هؤلاء الأشخاص، ونحن نطالب منذ فترة طويلة بمقاربة سياسية لملف العلاقات اللبنانية الفلسطينية، وهذا لم يحصل حتى الساعة، وكل المقاربات الحالية هي أمنية، ما نريد قوله ان هناك التزامات لبنانية تجاه قضية الشعب الفلسطيني وحقوقه التي يجب التأكيد عليها، وهناك أيضا ضرورة قصوى لصياغة علاقات لبنانية فلسطينية على أسس وطنية وقومية تبحث من خلالها الموضوعات الخلافية ومنها القضايا الاجتماعية والإنسانية والسلاح الفلسطيني، وما يجري الآن هو العكس تماماً، هذا أمر خطير على الوضعيين اللبناني والفلسطيني.

من هي الجهة الرافضة لإجراء مثل هذه المقاربات؟
رئيس التنظيم الشعبي الناصري النائب أسامة سعد لـ"الانتقاد": نسعى لتجنيب عين الحلوة ما حصل في البارد ـ بصراحة السلطة اللبنانية لا تريدها، وايضا القوى الفلسطينية لا تسعى إليها.

أين المصلحة في ذلك؟
ـ ليس هناك من مصلحة، وكأنما نسير في الاتجاه الذي يخدم أهداف العدو الصهيوني في إثارة الصراع اللبناني ـ الفلسطيني، والفلسطيني ـ الفلسطيني.

.. للوصول؟
ـ إلى تحقيق الأهداف الاسرائيلية لتحقيق الفوضى في لبنان، وشطب الحقوق الفلسطينية وعلى رأسها حق العودة.

..هناك تواطؤ؟
ـ والله أنا اشك.. لان المقاربة القائمة اليوم خاطئة، وأسأل اللجنة التي يرأسها (السفير السابق) خليل مكاوي اين دورها؟ وماذا تفعل؟

.. لا تنسى اللجنة لها طابع إنساني خدماتي بالدرجة الاولى؟
ـ .. لكن تشكلت بقرار سياسي من الفصائل الفلسطينية والحكومة اللبنانية، ودورها مغيب بالكامل، وبالتالي ليس هناك من ارادة حقيقية لدى السلطات اللبنانية والفصائل الفلسطينية لمعالجة سياسية لأزمة العلاقة اللبنانية ـ الفلسطينية.

سبق واتهمت في بيان لك "تيار المستقبل" بالإخلال بالأمن في مدينة صيدا على خلفية تعرض احد الأشخاص لإطلاق نار..
ـ (مقاطعاً) أُبشرك ان كل الموقفين المتهمين بإطلاق النار اطلق سراحهم!

لماذا؟
ـ لان القضاء خاضع لإرادة سياسية، وهو قضاء غير نزيه، ومنحاز لطرف سياسي ويغطي على (شلل) وعصابات تعيث بأمن المدينة.

هل هي "بروفة" لما يدّبر لكم عشية الانتخابات النيابية المقبلة؟
ـ نحن نتجنب أي مواجهة أمنية مع "المستقبل" وغيره، والتنظيم الشعبي الناصري حريص جدا على حماية امن المدينة ومحيطها، بينما الطرف الآخر ميال أكثر من خلال مواقفه السياسية وممارسة أفراده إلى توتير الأجواء داخل المدينة، ولا ننسى قبل ثلاثة سنوات ان هذا الطرف كان يدعم بعض المجموعات المتهمة الآن من القضاء اللبناني داخل مخيم عين الحلوة.

رئيس التنظيم الشعبي الناصري النائب أسامة سعد لـ"الانتقاد": نسعى لتجنيب عين الحلوة ما حصل في البارد ما دمنا نتحدث عن الانتخابات النيابية، كيف تتوقع شكل الانتخابات المقبلة وتحديداً في صيدا؟
ـ نحن جاهزون للمعركة، وليس لدينا مشكلة في ذلك.

زيارة جنبلاط إلى واشنطن ولقاؤه كبار المسؤولين فيها، كيف قرأتها؟
ـ لا أرغب في التعليق لكون لقاءاته كانت مع الفريق الحالي.

هل كانت خارج النص؟
ـ ما أراه ان المشروع الأميركي في المنطقة تعثر وتعرض للانتكاسة...

هل برأيك هذا الفريق بدأ يشعر بضيق الخناق مع وصول اوباما الى الحكم؟
ـ نحن لا نراهن كثيرا على تغير السياسة الأميركية في المنطقة، على اعتبار ان المصالح الاستراتيجية لأميركا تبقى كما هي، وتتمثل بالدعم الأميركي لإسرائيل والسيطرة على منابع النفط وخلافه، ربما قد يختلف الأسلوب فحسب.

كيف قرأت زيارة وزير الخارجية البريطانية إلى لبنان وتسميته المقاومة بالمنظمة الإرهابية؟
ـ هذا ليس بموقف غريب علينا. وبالتالي ما نراه نحن في المقاومة.. انها حركة تحرر، وهي القناعة المتكونة عند الشعب اللبناني.

كيف وجدت كشف الاجهزة الامنية عن الشبكات الإسرائيلية؟
ـ اعتقد ان هناك شبكات لا تزال تعمل في لبنان، والحديث عن خطر السلاح الفلسطيني والمقاومة في لبنان هو للتعمية على نشاط هذه الشبكات، الخطر الحقيقي على لبنان هو من هذه الشبكات، التي تتقاطع في مكان ما مع الشبكات الإرهابية الممولة من بعض الجهات العربية.

ماذا عن مطالباتك بتوسيع طاولة الحوار؟
 ـ بالمبدأ نحن نعتبر أن أطراف المعارضة على طاولة الحوار تمثلنا بالكامل، ووجودها يعبر فعلا عن توجهاتنا السياسية والوطنية، وبالتالي توسيع الطاولة هو من اجل تكريس التزاماتنا الوطنية تجاه ملفات وطنية وسياسية واقتصادية اجتماعية، وخصوصاً اننا نطالب بوضع اصلاحات سياسية وإعادة النظر بالبرنامج الاقتصادي الاجتماعي للحكومة.

هل النقاش الحاصل حول الاستراتيجية الدفاعية يرتقي إلى مستوى اهمية هذا الملف، ان ام انه محكوم لاعتبارات سياسية؟
ـ واضح ان هناك أطرافا سياسية تحاول ان تقارب هذا الموضوع من زاوية أهدافها السياسية، وخصوصاً ان هذا الموضوع متشعب يبدأ بقدرات المقاومة من اجل الدفاع عن لبنان، واستكمال التحرير، وإعادة النظر بالبرنامج الاقتصادي الاجتماعي بما يخدم هذه الاستراتيجية، وايضا إدخال الإصلاحات السياسية بما يخدم التماسك الوطني اللبناني، وتمتين العلاقات اللبنانية الفلسطينية بما يضع هذه العلاقات في الاتجاه الايجابي في خدمة مشروع المواجهة مع العدو الإسرائيلي، وايضاً ترتيب العلاقات اللبنانية السورية بما يخدم هذه الاستراتيجية.

سؤال اخير، ماذا عن تنبؤات جعجع بحدوث اغتيالات وحوادث امنية فيما لو استشعرت المعارضة بخسارتها في الانتخابات النيابية المقبلة؟
ـ كل المعطيات تشير الى ان فريق 14 آذار هو الذي يعيش المأزق، ومن مصلحة المعارضة ان تحصل الانتخابات عكس الفريق الآخر، ونحن فعلاً نخشى من مخاطر تفجيرات تؤدي إلى ارجاء الانتخابات، لان هناك مسببين لها: حرب إقليمية لبنان طرف فيها، او أحداث امنية في أكثر من منطقة.
‏الانتقاد/ العدد 1317 ـ 21 تشرين الثاني/ نوفمبر 2008

2008-11-21